تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


على هوا fm ...أنوثة .. شفوية ..!

على هواfm
الأحد 20-6-2010م
لميس علي

( شفوية ) .. إذا ما قيست من حيث المصدر ، أي المرسل .. ما يعني وجوب كونها ( سمعية ) بالنسبة  للهدف ، أي المستقبل ( المتلقي ) .

ومعلومكم :‏‏

شفوية تأتي من ( الشّفة ) ..‏‏

و أن تكون الشفة منتفخة ( مبلضمة ) أحد أهم  صرعات و معايير الجمال العصري . منتفخة أو منفوخة توحي بالانتفاخ .. بالهواء .. حيث لا وزن ولا ثقل .. لا نوعي ولا مادي ، إنه الفراغ .‏‏

و بديهي أن كل ( شفوي ) يبتعد تماماً عن حيز التطبيق العملي ، إذاً لا فعل ملموساً  ..  فقط كلام على كلام ( لعي و ثرثرة .. مجرد حكي وبهورة )..    ‏‏

 هو واقع حال و مجال ( الفعل ) الوحيد الذي تمارسه موجات الـ ( fm  ) ، فعل لا يتحرر من  كونه شفوياً .‏‏

إذاعات تتلوّن بغطاء أنثوي ، تشي به أسماؤها : سمر ، فرح ، نينار ، روتانا ، المدينة .. و غيرها من أسماء متحوّلة عن صفات مؤنثة : فيرجن ، العربية ...‏‏

 غلاف أنوثة يأتي كتوطئة .. والتوطئة هنا عنوان ينم عمّا هو قائم وسائد بعد تخطي عتبتها .. حيث المزيد من أنوثة شفوية .. سمعية .. وكأنما يُراد لها أن تكون توءمة حقيقية لحال أنوثة حياتية ..‏‏

 أنوثة ( توب موديل ، توب ستايل ) ظاهرياً ، تُعنى بالمظهر الذي يكرّس السطحي .. الهامشي .. الفارغ على حساب الجوهر – المضمون .‏‏

تأنيث إذاعي يُبث بصوت ( الجنس اللطيف ) جنس ناعم يفرض موضوعاته .. مسابقات .. عواطف .. أبراج .. أغانٍ ، والمزيد ثم المزيد من هذه  الخلطة الإذاعية الأنثوية .. أنوثة تُوظّف عامل جذب .. تُستغل كسلعة تسويقية .. ترويجية .. ربحية ..‏‏

الأمر المحيّر :‏‏

تضخم ( شفاتيرها ) وشفاتير مروجيها و داعميها ، الناجم عن الاستخدام الزائد ( لعياً ) هل هو مجرد انتفاخ –  نفخ تجميلي ، أم أن الحال تفاقم حدّ التورّم المرضي ؟‏‏

                                                                          ‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية