|
فضائيات
وبما يتأتَّى لها بينَ هذه الأوقات, وإلى أن يتيقَّن المشاهد بأن في مجتمعه الكثير من النساء المغيَّبات عن الظهور رغم ما لديهنَّ من إمكانيات وتميُّز وإبداعاتٍ وحضور.. ولكن, ألا تستحق المرأة النموذج أن يتم الاحتفاء بها على هذا الشكل؟.. نعم تستحق ولاسيما إن كانت هي الأم.. الأب.. الأمل.. الأرض.. الوطن.. الفرح.. العطاء.. الطموح.. بل الحكمة التي كانتها المرأة السورية, وفي الحلقة التي عرضتها (الفضائية السورية). إنها مصطلحات ذكرتها ضيفة البرنامج الأولى, السيدة (إلهام سلطان) التي وقبل أن يخوض البرنامج في حياتها, عرض لمحة عن تحصيلها الدراسي وحالتها الاجتماعية ووظيفتها الحالية. ليدعها تحكي رحلتها فيقوم وبين القصَّة والغصَّة, بسردِ ما يؤكِّد بأنها المرأة المثالية. وتحكي.. عن نشأتها وأسرتها وبيئتها ومسيرتها, وإلى أن وقفت على عتبة المجهول بعد أن توفي زوجها تاركاً لها أربعة أطفال, فكرت وجاهدت وتعثَّرت قبل أن تُقرر بأن تكون لهم أباً حازماً وأماً حنوناً , لتقرِّر أيضاً بأن تكون المرأة الطموح, وبامتيازِ ما منحها إياه الأمل. البرنامج الذي له في كلِّ بلدٍ عربي مشاركون في إعداده, هو من يذهب لتستضيفه (المرأة النموذج) وفي حضن دارها, ليطَّلع ويُصوِّر ويُنقِّب في آثارها مثلما في ذاكرة أولادها والأصدقاء وزملاء العمل وجميع الشاهدين على إصرارها. إنَّ هذا ما حصل مع (سلطان) التي وبعد أن انتهى البرنامج من استعراض ما أعدَّه عنها وبدءاً من أولِ أملٍ تسلَّحت به, وصولاً إلى عملها في إعداد البرامج, وللأطفال والمبدعين من الكبار, استضاف الإعلامية السورية (نهى علي) التي تعمل في إحدى القنوات الفضائية, ليسألها رأيها بما شاهدت وسمعت وتلمَّست, ومن امرأة بهذا الحجم من الطموح. أخيراً.. ومع رأي الإعلامية ومقدمة البرنامج (رحاب زين الدين) توصَّلنا إلى أن (سلطان) التي ورغم أنها خريجة هندسة, إلا أنها وبتربيتها وإرادتها وعفويتها, بل و بمصطلحاتها التي حوَّلت اليأس إلى أمل والحزن إلى فرح, كانت فعلاً المرأة الفخر لكل امرأة عربية.. وينتقل البرنامج إلى نموذجٍ آخر للمرأة السورية, إنها (دعد درويش) أول مقاولة في سورية وعضو غرفة صناعة وتجارة حمص, والتي أصرَّت رغم ظروفها التي كانت أكثر فرحاً وأكثر صعوبة, على أن المرأة نصف الكرة الأرضية, ما دفعها لتأسيسِ مركز لرفاهية المُسنِّين, ولدعم الكثير من الجمعيات الإنسانية, لتستحقّ وبجدارة وبشهادة من التقاهم البرنامج, ومن مواكبين وإعلاميين, أن تكون ما سعتْ إلى إثباته. يُقدم البرنامج, وفي كلّ حلقة من حلقاته أكثر من امرأة نموذج, بالإضافة إلى إعلاميات لهنَّ الأولوية في تقييم ما يُعرض من حالاتٍ, لتكون الدكتورة (مها قنوت) إحدى ضيفاته, فتتكلَّم عن وضع المرأة في سورية, وعن تجربتها المختلفة عن تجارب المرأة العربية. وأيضاً يستضيف الإعلامية السورية (هيام منور) وهي التي تجرأت فاعترفت بأن صورة المرأة ورغم إيجابيتها مازالت تعاني من السلبية, وبسبب ما كرَّسته (دراما وفيديو كليب وإعلانات) الفضائيات العربية. أخيراً, وبعد أن تلمَّس البرنامج عمق الطموح الذي تجتهد المرأة السورية من أجل تحقيقه, وبعبءٍ تجاهد لتتخطَّاه, قامت مقدمته التي هي سفيرة الأيادي البيضاء, بتوجيه تحية خاصة لكلِّ نساء سورية, ومن جميع أفراد أسرة برنامج (المرأة النموذج). |
|