|
معاً على الطريق لكن يبدو أن لهذه التعابير قوة متجددة تعيد فرضها، مثل حكم القدماء وأمثال الشعوب وهكذا يتزامن انتخاب سورية للاحتفال المركزي بأسبوع اللاجئ العالمي، مع استمرار التردد في أكثر من بلد عربي في منح اللاجئين الفلسطينيين حقوقاً مدنية حتى لو كان هذا البلد يحصل على مساعدات سنوية جيدة نسبياً، لتلبية استحقاقات عليه تأديتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين، تستكمل سورية دون مساعدات تذكر تحمل أعباء اللاجئين إليها، وقد قارب عددهم بعد الاحتلال الأمريكي للعراق ثلاثة ملايين.. رقم ينهك أي ميزانية ويخلخل أي نماء تدريجي طبيعي. ربما لهذا الاعتبار، أي توفير الملجأ الآمن مع الحفاظ على كرامة اللاجئ بالحفاظ على حقوقه، اختيرت سورية لإقامة أسبوع اللجوء العالمي تحت شعار«سلبوا منزلي.. لن يسلبوا مستقبلي». من ضمن فعاليات الأسبوع كان مهرجان لأفلام اللجوء في كل من دمشق وحلب. تميزت الأفلام التي تمكنت من مشاهدتها بجرعة عاطفية مؤثرة، أجزم أنها أبكت معظم المشاهدين، لكن مشكلة التيار العاطفي، وخاصة عندما يكون مسرفاً، أنه يستطيع تغييب أسئلة جوهرية والقفز عن الأسباب لمصلحة نتائج مجردة تصر على التطهر من السياسة، وكأن شرطها عدم إثارة حساسية المتسبب في الكارثة، فقد يكون أحد ممولي منظمة إغاثة ضحاياه، كما الحال في فيلم«آخر أيام التنف» الذي تجاهل أسباب اللجوء المتعدد لفلسطينيي المخيم، أولاً للعراق ، ثم منه: أولاً بسبب النكبة والمجازر الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، ثم الاحتلال الأمريكي للعراق، وهو الاحتلال الذي أطلق وحوش الطائفية وتجارة الأسلحة والآثار والعنصرية والاستقواء على الضعفاء وفي مقدمتهم الفلسطينيون. تجاهل ظالم لسورية، لكن شهادات غير مباشرة أنصفتها، كما الحال مع فيلم(عدسات مفتوحة على العراق)، وفيه نسمع لاجئين عراقيين احتموا بسورية بعد عمليات خطف ضد كل من يحاول خرق سياسة الغيتوهات العنصرية، ما فصل بين الأصدقاء والجيران من طوائف متباينة، لكن المختلفين اجتمعوا ثانية تحت مظلة الأمان السوري فاستعادوا على أرضها فردوسهم المسروق. ما تقدم ليس استجداء ثناء، لكنه غيرة على الحق والحقيقة والمنافحين عنهما، فلا مستقبل للمسروقة منازلهم دون حقوق حقيقية. |
|