|
متابعات سياسية ومد أدواتها الإرهابية بكل وسائل الدعم المالي والأسلحة المتطورة لتحقيق أجنداتها في المنطقة وتعمل منذ سنوات على صب الزيت فوق أزمات المنطقة ، كما يجري في سورية ، وكل ذلك بموجب ذرائع مختلفة تهدف في نهاية المطاف إلى تحقيق نزعات الهيمنة الاستعمارية وتحقيق المصالح الاقتصادية والجيوسياسية لها وللكيان العنصري الإسرائيلي . وتعتمد الولايات المتحدة في سياستها حيال سورية خصوصاً والمنطقة عموماً على الكيل بمكيالين في محاربة الإرهاب من خلال امتناعها عن اعتبار سورية شريكاً في مكافحة الإرهاب في وقت تعتبرها شريكاً مهما لتدمير الأسلحة الكيميائية ، وفي وقت تدعي فيه محاربة الإرهاب ثم ترفض تعاون التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الإرهاب مع الحكومة السورية . ولا يمكن وصف هذه السياسات المتناقضة إلا بالمنافقة والمتجاهلة للقانون الدولي واستخدام المعايير المزدوجة حيث فشلت واشنطن في القضاء على الإرهاب بدليل تمدد تنظيماته المتطرفة بدل تقلصها وانكفائها لأن الخطوات أحادية الجانب من قبل واشنطن لا يمكن أن تؤدي إلى مكافحة الإرهاب بل تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة والعالم وتفشل أي إيجاد أي حل توافقي في سورية وغيرها من البلدان المبتلية بالسياسات الأميركية . وما لم تقر الولايات المتحدة بضرورة حل الأزمة في سورية بالطرق السلمية وما لم تعترف بأن منطق تطور الأوضاع على الساحة الدولية الآن يدل على أن إيجاد الحلول الفعالة للتحديات والتهديدات الكثيرة يمكن فقط بصورة مشتركة مع بقية القوى الفاعلة على الساحة الدولية ، وأن الخطوات أحادية الجانب التي تناقض بنود ميثاق الأمم تعطل التوصل إلى النتائج المرجوة وتزيد من الفوضى وزعزعة الاستقرار، ما لم تقر بكل ذلك فإن المنطقة ستظل مشتعلة وستؤثر الأحداث فيها على العالم برمته. لكن الولايات المتحدة تسير عكس القانون الدولي ولا تريد أن تعترف أن التطرف والإرهاب الذي صنعته يهدد الأمن الدولي واستقرار الأوضاع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، وأن زيادة التطرف والإرهاب اللذين يتمددان خارج نطاق المنطقة جاءا بسبب السياسات الخاطئة والتدخلات الخارجية للتأثير على الحكومات المناوئة لها وقلب الأنظمة وتغيير خرائط المنطقة . لقد كانت المناقشات المفتوحة التي جرت في مجلس الأمن الدولي في الآونة الأخيرة حول التأكيد على الالتزام بمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة ضمن مسالة دعم الأمن والسلام الدوليين تلقي الضوء على طرق تعزيز الاستقرار والأمن في الشؤون الدولية ، وضرورة حل أزمات المنطقة بالطرق السلمية ، لكن الولايات المتحدة كانت تنسف تلك النقاشات وتدير ظهرها حتى للقرارات الدولية الخاصة بمكافحة الإرهاب وتعمل عكسها مع أنها كانت للتو توقع على بنودها وتضلل العالم بأنها ستنفذها . باختصار فإن رغبة الولايات المتحدة قبل أي شيء والغرب بشكل عام بأن يحافظ على مواقع الهيمنة على الشؤون الدولية التي استمرت عشرات السنين لا تزال هي السائدة في المشهد الدولي ولا تريد واشنطن الاعتراف اليوم بوجود لاعبين جدد أقوياء كالصين وروسيا وهي لا تريد أن تبني المنظومة العالمية على أساس مشترك ويحقق التوازن في العالم لذا ستظل أميركا تعبث بأمن المنطقة ما لم يضع العالم حداً لها . |
|