تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


موسم الحبوب

أروقة محلية
الثلاثاء 21-4-2015
يونس خلف

ثمة مؤشرات جعلت دائرة التفاؤل تتسع بموسم وفير من الحبوب لهذا العام وهذا مؤشر آخر على استمرارية النشاط الزراعي في الاتجاه الصحيح رغم كل التحديات والظروف الضاغطة,

ولعل الاهتمام اليوم بموسم الحبوب لا يحتاج إلى مبررات لا سيما أن السمة الغالبة على مواسم الحبوب وخاصة في المحافظة الرئيسية للإنتاج الزراعي (الحسكة) هي أن العمل فيها دائما هو عمل كبير سواء كان الإنتاج وفيرا أم ضعيفاً وفي كل الأحوال فإن عمليات الحصاد والتسويق هي التي تتوج جهود سنة كاملة من العمل .‏

وبالعودة إلى وقائع المواسم كانت الدولة تتخذ تدابير مشددة جداً كي تجمع المحاصيل من المنتجين في حين مررنا بسنوات كان يتدافع الجميع لتسليم إنتاجهم للدولة وكان الأمر في كل مرة يعود لظروف المواسم ووفرتها, لكن بالمقابل ترسخت قاعدة أنه في كل الحالات لا يوجد غير الدولة من يستلم الحبوب من الفلاحين.‏

فالقمح بصورة خاصة هو من المحاصيل الإستراتيجية التي لا يسمح لغير الدولة بتسويقها, يضاف إلى ذلك أن المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب في سورية من المؤسسات العريقة ولها خبرة طويلة في مجال التسويق, رغم أن هذه المؤسسة لم تستطع أن تتطور بما يواكب القفزة النوعية في الإنتاج الزراعي, في بعض المواسم فالتطور الذي تحقق في إنتاج الحبوب لم يرافقه أي تطور في آلية التسويق سواء بالنسبة لعمليات الاستلام أم تصنيف الحبوب أم التخزين أم تحديث أساليب العمل,فالطريقة المتبعة في قياس مواصفات الحبوب والتي تتم بأخذ عينات من الأكياس وإحصاء حبات القمح باليد الواحدة حبة حبة.. لم تعد مناسبة ولا تواكب التطور في الإنتاج‏

والمعروف أن هناك طرقا تعتمد عليها الدول في تسويق الحبوب وكل دولة تعمل بالأساليب التي تنسجم مع طبيعة الحياة فيها, كذلك مؤسسة الحبوب لديها غرابيل ناعمة وأخرى خشنة تستخدم لتحديد الأجرام والشوائب وعندما تكون حبة القمح ضعيفة نتيجة العوامل الجوية تسقط حبات القمح من غربال المؤسسة بسبب ضمور حبات القمح أو ماتسميه المؤسسة بتدني الثقل النوعي, وعندما يتم رفض هذه الكميات يندفع أصحابها من المنتجين باتجاه التجار الذين يشترون منهم هذه الكميات ويقومون بتسويقها إلى مراكز المؤسسة نفسها ولكن من أبواب لها مفاتيح خاصة عند التجار ولا يحمل الفلاح جوازاً للعبور منها . !‏

واليوم ثمة قلق من الفلاحين على محاصيلهم نتيجة الظروف الصعبة والتحديات التي تواجه مؤسسة الحبوب إلا أن الثقة الكبيرة بأن آلية العمل والدعم الذي يلقاه قطاع الزراعة من القيادة والحكومة وكل المؤشرات تمكننا من القول إن أوضاع القمح ستبقى كما كانت دائماً مستقرة في سورية ولا داعي للقلق حتى عندما تنخفض إنتاجية بعض المواسم بسبب الجفاف لأن الحرص المؤكد هو دائماً على المخزون الاستراتيجي وتعزيزه وعلى دعم الفلاح كي يكون دائما بخير ونستند في ذلك على مقولة قائد الوطن بأنه عندما يكون الفلاح بخير يكون الوطن بخير .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية