|
سانا - الثورة وأشار المشاركون في المؤتمر الذي اقامه المعهد الروسي لدراسات رابطة الدول المستقلة بالتعاون مع المجلس الاجتماعي في روسيا الاتحادية واتحاد أرمن روسيا بموسكو بمناسبة مرور مئة عام على مذابح الأرمن في الامبراطورية العثمانية.. إلى ان القرن العشرين يمكن أن يدخل التاريخ الانساني كقرن أكثر دموية وحروبا فظيعة وتطهيراً عرقياً لشعوب كاملة والى أن أول فعلة من هذا النوع كانت ابادة الارمن في العام 1915عندما قام العثمانيون بتطهير أرمينيا الغربية من سكانها الاصليين. وأكد المشاركون بالمؤتمر في كلماتهم أن عدم اعتراف تركيا اليوم بجرائم الابادة الجماعية للأرمن في العام 1915 يشكل عائقاً كبيراً يكبح سعي الحكومة التركية للانضمام إلى الاتحاد الاوروبي والهياكل الاوروبية المختلفة لأن بعض الاوروبيين يؤكدون ان تركيا دولة لا ديمقراطية وهي ذات توجه غير معاصر. وفي مقابلات مع مراسل سانا في موسكو اعتبر قسطنطين زاتولين رئيس معهد رابطة البلدان المستقلة عضو المجلس الاجتماعي في روسيا الاتحادية أن سياسة الحكومة التركية الحالية مبنية على أسس متنوعة ولكن رغبة هذه الحكومة بالسير في طريق استعادة المكانة الامبراطورية لتركيا واضحة تماماً والدليل على ذلك جملة الخطوات التي تدعم سياسة العثمنة الجديدة، معرباً عن أسفه لأن الحكومة التركية الحالية كانت مبادراً أساسياً لتأجيج الوضع في سورية في المراحل الاولى للأزمة فيها. بدوره قال أوليغ يسايان السفير الارميني في روسيا الاتحادية في مقابلة مماثلة مع المراسل ان كل مواطن أرميني يتذكر اليوم وخلال عقد من الزمن وسيتذكر لاحقا أن سورية شكلت الملاذ الآمن لعشرات الآلاف من الارمن الناجين من عمليات الابادة العرقية التي ارتكبها العثمانيون بحقهم في العام 1915. وأضاف السفير الارميني انه عندما نتحدث عن بادية دير الزور فإننا نقصد بذلك المكان الذي انتهت اليه هذه الماسي وعلينا أن نتذكر بالتوازي مع ذلك أن سورية هي تلك الدولة التي احتضنت الجزء الاكبر من مواطنينا الناجين من المذابح العثمانية. وأكد السفير يسايان أن أي حدث مأساوي يمس سورية بهذه الصيغة أو تلك يشكل للارمن أيضاً ألماً وقلقاً ومأساة، لافتاً إلى أن الحوار البناء يمثل الحل الوحيد للأزمة في سورية مؤكداً أن الإرهابيين لا وطن لهم حتى لو وصلوا إلى سورية من خلال تركيا أو عبر غيرها من الدول. بدوره قال الاكاديمي المستشرق فيكتور ناديين رايفسكي كبير الباحثين في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لاكاديمية العلوم الروسية: حين نتذكر جرائم الابادة الجماعية التي ارتكبها العثمانيون بحق الارمن قبل مئة عام ونعترف بأنها جرائم لا تسقط بالتقادم ولم تنل العقاب والتنديد المناسبين من المجتمع الدولي نؤكد في الوقت ذاته أن ما يرتكب ضد سيادة الدولة السورية هو جرائم ضد كل مكونات الشعب السوري أيضاً. بدوره أعرب الكسندر سفارانتس مدير معهد القانون الدولي والسياسة عن شكره للشعب السوري ولقيادته لما قدمه من دعم للارمن الذين نجوا من مذابح ارتكبها العثمانيون بحق أبنائهم قبل مئة عام. وقال سفارانتس ان مأساة التطهير التي ارتكبت بحق الارمن كانت سياسة رسمية لدى الدولة العثمانية في مرحلة غروبها ولان ضحايا هذه السياسة أصبحت كما الارمن كذلك الشعوب الداخلة في هذه الامبراطورية مثل العرب والموارنة والاشوريين والكرد وغيرهم. وأضاف الباحث الارمني ان الارمن الناجين من مأساة الابادة يعتبرون سورية وطنهم لانهم لقوا فيها الأمن والامان والتفهم والدعم موضحاً أن أرمن الشتات حين يتكلمون عن أوطانهم كأرمن أمريكا وأرمن فرنسا فان أرمن الشرق الاوسط يعتزون بأنهم أرمن سورية نظراً للحفاوة التي لقوها والعلاقات الطيبة التي تربطهم بجميع مكونات المجتمع السوري، واصفاً موقف الحكومة التركية من سورية بأنه «هدام». |
|