تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نقولا زيادة مكرماً في دمشق..المشاركون : أديب يكتب في التاريخ ..ومؤرخ يشتغل بالأدب.

شؤون ثقا فية
الأربعاء 6/12/2006
مانيا معروف - هناء دويري

برعاية وحضور الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة اقيمت ندوة تكريمية للراحل المؤرخ -نقولا زيادة- وبمشاركة المنتدى الثقافي اللبناني السوري واصدقاء الفقيد وعائلته وبعض الباحثين ..

رياض نعسان آغا:‏

على أجيالنا أن تتخذه قدوة‏

وألقى الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة كلمة اشار فيها الى ان الراحل ترك لنا موسوعة من الثقافة عبر رأيه وجهده واجتهاده, احسب انه سيكون ملهماً للشباب وللاجيال من بعده, فهكذا يكون العلماء الكبار الموسوعيون ,ولا يغيب عن البال ونحن نتحدث عن الراحل الكبير, الراحل الباقي انه بدأ حياته مجتهداً ومجداً وهذا ما أتمنى على الاجيال الشابة ان تتأمله فقبل ان يصبح مؤرخاً اجاد خمس لغات, أكان بوسعه ان يصبح هذا العلامة الكبير دون هذا الاطلاع الواسع ثم ارتحل الى بريطانيا ليتخصص وهناك لم يفقد كما فقد بعض زملائه هويتهم بل عاد ليتحدث عن المثلث يقول: انا في حياتي مثلث احد اضلاعه المسيحية والضلع الثاني الارثوذكسية فأما القاعدة فهي العروبة, جميل جداً ان نتأمل فلسطينيا يولد في دمشق ويعيش في بيروت ويكتب عن العرب, لكي نقول هذه هي سورية الثقافة, هذا هو الاناء الواحد لأسرة واحدة ليس بوسع أحد من فلسطين ان يقول ان نقولا لنا ولا لأحد من لبنان ان يقول نقولا زيادة لنا ولا نحن سوى ان نفخر انه ولد فينا, فهو ذاك العربي الذي اخلص كل حياته لتاريخ العرب,انظروا كم كتب عن فلسطين وقضيتها وكم في عناوين ما كتب رؤية للحداثة مع نظرته العميقة الى الماضي, حين يكتب المؤرخ عن المستقبل وعن الحداثة وهو المعني بالنظر الى الوراء فذاك يشف عن انه لا يعود الى الماضي ليغرق فيه وانما من اجل ان يجد للناس طريقا الى المستقبل فهو يقدم خلاصة معرفته لتاريخنا وخلاصة معرفته لمكانتنا.‏

الدكتور ابراهيم بيضون :‏

لم يدع باباً في التاريخ إلا وطرقه‏

ان من اصعب المهام ان يتناول المرء مؤرخاً بحجم نقولا زيادة وبانتاجه الذي زاد عن الخمسين من الكتب ونحو مائة من الابحاث عدا عن تلك التي وضعها باللغة الانكليزية أو ترجمها عنها اضافة لمئات المقالات المنشورة في العديد من صحف الاقطار العربية ومجلاتها .‏

لم يدع زيادة باباً في التاريخ إلا وطرقه بجدارة في مختلف شعابه بدءاً من العصور القديمة, فالعربية الاسلامية الى الحديثة والمعاصرة, تساعده على ذلك ثقافة معمقة و اختزنت ذاكرته تفاصيل اغنته عن العودة احياناً الى المصادر ولا يمكن ادراجه في عداد المؤرخين التقليديين, فقد كان في كتاباته حتى السردية ذلك القارئ اللماح للتاريخ متفوقاً في تلك النظرة الثاقبة الى الجزئيات فيه, وتوصيفه بالمؤرخ الموسوعي جاء ملائما لطبيعة انتاجه مند اربعينات القرن الماضي دون اغفال ما تطورت اليه ابحاثه بعد الثمانينات منه باتجاه منهج اكثر تشدداًَ ,كما ان عمله من حقل التاريخ عمل اديب يهوى اللغة وجماليتها و عمل مؤرخ اكاديمي ذي منهج علمي متين وواضح لذلك كانت قراءته محفوفة بالمتعة لأنه اكثر قدرة على استقراء الماضي وبلوغ ابعاد لا يدركها المؤرخ الحاطب في محرابه المنقطع عن الحاضر وشؤونه .كما عرض الدكتور انطوان ضومط لبعض مؤلفات الراحل المؤرخ نقولا زيادة التي تناولت العربية لغة وحضارة وثقافة باحثاً عن الوسائل التي اعتمدها نقولا والاهداف التي ابتغاها لا لتترك بصمات واضحة في مضمار الحضارة العربية بل لتبرز خاصات جديدة كان اغفلها مفكرون آخرون.‏

عبد الله خالد :‏

عشق الشام التي ولد فيها‏

اما المنتدى الثقافي اللبناني- السوري فقد القاها الاستاذ عبد الله خالد وبين فيها ان خطة المنتدى الثقافي السوري.. اللبناني في تكريم المبدعين منذ تأسيسه عام 1904 بدأت من فيحاء العروبة طرابلس وامتد الى فيحاء العروبة دمشق.‏

كما اكد ان المنتدى يركز في تكريم اعلامه مثل .د نقولا زيادة وسلمى حفار الكزبري والمجاهد فوزي القاوقجي والشيخ رشيد رضا والمجاهد عز الدين القسام والشاعر نزار قباني والشاعر عمر ابو ريشة-اظهار اللحمة بين سورية ولبنان وبالتالي بلاد الشام وتأكيد ان ما صنعه الله اكبر من قدرة البشر التأثير فيه سلباً.‏

وركز في كلمته على ان نقولا زيادة عشق الشام التي ولد فيها .. باعتبارها حاضرة عربية اسلامية شكلت منارة حضارية تنير الظلام العربي..‏

ونوه ايضا الى قول نقولا زيادة ( ان من حق دمشق ان ترفع رأسها فتاريخها الطويل.. يضم صفحات من المجد والفخر.. فبلد كان للغساسنة مرجعاً وللأمويين عاصمة وللأيوبيين مركزاً وللمماليك مرجعاً.. وبلد عرف الاخطل وصحبه واليبرودي واترابه وابن تيمية ومعاصريه حري بأن يتيه على غيره ..‏

وايضا ما دفع حب زيادة الى بلاد الشام ان يقوم برحلة سيرا على الاقدام من صفد لتنتهي بانطاكية عرف فيها شموخ جبل الشيخ ومركزية قلعة الشقيف وبترا وتدمر باعتبارهما بوابتي الصحراء..‏

أما كتابات د. زيادة عن دمشق.. فهي عبارة عن انشودة حب وقصيدة وفاء لهذه المدينة التي كان لها مكانة متميزة في ما كتبه اضافة للمساهمة الفعالة في بلورة الفكرة القومية... وبتمجيد التاريخ العربي.. ويؤكد ( ان كل الذين قاموا بالفتوحات والاعمال العلمية الكبيرة في الحضارة كانوا يتكلمون اللغة العربية.. دون ان يعني هذا اهمال اللغات الاخرى. طالما ان فكرهم عربي في جوهره ).‏

ورغم وصول د.زيادة الى عام المئة باستثناء شهرين فقد بقي متمتعاً بحيوية يحسد عليها.. وكان محباً للحياة يتمتع بسلاسة الاسلوب والمرح.‏

أما كلمة اصدقاء الفقيد فقد ألقاها د.محمد محفل.. الذي ذكرته هذه الوقفة التأبينية للدكتور نقولا زيادة.. بالمرحوم الدكتور محمد خير فارس حيث ألقى ايضا كلمة اصدقاء الفقيد كما الآن حيث كان صديقاً مشتركاً والدكتور زيادة.‏

وبين د. محفل مدى تواضع ومحبة د. زيادة لأصدقائه. . وبأنه كان قدوة جعلت الآخرين يتعلمون من تجاربه وعلمه فقد كان مع ثقافة الحياة والبناء ولم يكن ابداً مع ثقافة الموت والدمار.. وختم بقوله .. رحم الله نقولا زيادة الانسان الاصيل والصديق الصدوق. أما كلمة عائلة الفقيد فقد ألقاها ابنه رائد زيادة.. أما صقر ابو فخر فقد قدم مداخلة قيمة حول نقولا زيادة وفن السيرة الذاتية-نقولا زيادة الانسان وعلماء اثروا مسيرته)‏

حيث بدأ بقوله ( نقولا زيادة بعثرت الاقدار مصيره فما مكنته من تخطي حاجز المئة بعدما ظل مثل ابطال الاساطير الاغريقية يصارع ايامه موعودا بتدشين قرن جديد في عمره المديد لكن تعب الايام اوهنه فغادرنا في التاسعة والتسعين ..كان يدرج نحو المئة بفرح غامر .. ويخطط لأيامه المقبلة بنشوة الايام الاولى).‏

عاش نقولا زيادة ضاحكاً وساخرا.. عاش القرن العشرين بطوله وهو أسوأ قرن وربما اروع قرن في التاريخ المعاصر للعرب.‏

نقولا زيادة المؤرخ اللامع والرافض الثاقب اجتاز هذه الفترة وفي فؤاده ثلاث حسرات وفي روحه اربع متع.. اما الحسرات فهي : فقدانه لوالده في سن مبكرة.. وفقدان وطنه فلسطين ثم فقدان زوجته.‏

أما المتع.. التي لم يبرح عطرها فهي : السفر والحروف والحسان ونقيع العنب .‏

نقولا زيادة في مذكراته علاقة لامعة في المسيرة الطويلة لكتاب السيرة الفلسطينيين امثال.. فدوى طوقان-احسان عباس-حنا بو حنا ومعين بسيسو .. وامين الصايغ وغيرهم.‏

الدكتور جورج جبور فكانت له المداخلة الاخيرة والتي عنونها ب ( المسيحية والاسلام)..‏

وحيث اشار الى كتاب نقولا زيادة ( المسيحية والعرب ) وظروف كتابته لهذا الكتاب بأن جهاد ا لخازن نقل اليه رغبة الامير سلمان بن عبد العزيز بأن يكتب عن /المسيحية والعرب/ فكتب بحثا وأرسله الى الامير ومن ثم طور هذا البحث وأصبح كتاباً كاملاً طبع في عام 2000 ونقولا زيادة له من العمر 93 سنة ولعله آخر كتبه ..‏

***‏

من مؤلفاته: له اكثر من 51 مؤلفاً مطبوعاً منها :‏

1- رواد الشرق العربي في العصور -القاهرة .1943‏

2-وثبة العرب- القدس .1945‏

3-العالم القديم‏

جزءان-يافا- .1942‏

4-صور من التاريخ العربي -القاهرة .1946‏

5-شخصيات عربية تاريخية- يافا- .1946‏

6-صور اوروبية - القدس .1947‏

7-عالم العصور - الوسطى في اوروبا -القدس .1947‏

8-قمم من الفكر العربي الاسلامي بيروت .1987‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية