|
ومضة.. لو كان حقاً لكل زمن ابطاله لما اصر الخيال الشعبي والذاكرة على الاحتفاظ بابطالهم بكامل او بهتهم. ولكان الناس اقبلوا على قراءة عشرات الروايات العربية وبالتالي اعجبوا.. وانبهروا بالنموذج السائد حاليا بين الشخصيات الروائية وابطالها. فمن شروط البطل ان يكون قد خرق احد التابوهات او كلها حسب عضلات مخترعه وان يقتصر اصله وفصله على انه لقيط في طفولته وحبذا لو كان سجينا سياسيا في شبابه وضروري ان يعيش تناقضات عصره ان يكون متملقاً ومحتالا نصابا ويعشق بطريقة دراماتيكية ويقنع كل الفتيات اللواتي يقابلهن في المقهى ان التحرر يكون بخلع الاخلاق والملابس مع المحافظة على اكسسوارات الثقافة (تذوق الفن التشكيلي بما في ذلك الخربشات والاعجاب بالقصائد الما بعد حداثوية). النتيجة يصبحن مثقفات.!? ببساطة معظم الابطال الذين نصادفهم قابعون بين ثنايا صفحات الادب المعاصر ليسوا بحاجة الى نقاد,انما الى محللين نفسيين. فرويد ذاته سيعجز عن تحليل العقد و(الهبل) الذي دفع تلك الاقلام الى اختراع هذه المسوخ.. رغم كل محاولات الالتفاف الجادة والبريئة على مفهوم البطل الحقيقي إلا أنها اثبتت فشلها , لهذا مازال الشارع العربي محافظاً على صورة البطل من خلال صورة أبي زيد وهو في ساح الوغى بطلا وعنترة مشهراً سيفه كذلك البطلة الانثى مازالت ( الجازية وعبلة ..)متسيدات لعرش الغواية بعيدا عن بطلات الحركات النسائية. فثمة فرق ان تكون المرأة اخت الرجال وقت اللزوم فقط, وبين ان تصبح رجلا بمناسبة وغير مناسبة.. وتشتري له حتى علبة السجائر. الاعراض عن تذوق الادب ومقاطعة ابطاله المصنعيين ليس صدفة ياجماعة الأدب. |
|