|
شؤون سياسية وينتمي إلى تيار المحافظين الجدد متهم بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية بناء على دعوى رفعت ضده أمام المحاكم الألمانية المختصة, وذلك استناداً إلى قانون ألماني يسمح بمقاضاة المتورطين بجرائم حرب بصرف النظر عن مكان ارتكابها. الدعوى مقدمة من تحالف دولي من المحامين, وتمثله جمعية ألمانية مهتمة بشؤون حقوق الإنسان ضد رامسفيلد ونائب الرئيس الأميركي ( ديك تشيني) و15 آخرين من المسؤولين الكبار في الجيش الأميركي بالوكالة عن 12 شخصاً من ضحايا التعذيب الأميركي في السجون والمعتقلات ,منهم 11 عراقياً كانوا معتقلين في سجن أبوغريب الرهيب, بالإضافة إلى محمد القحطاني السعودي الذي كان معتقلاً في غوانتانامو بتهمة المشاركة في أحداث 11 أيلول في الولايات المتحدة. الدعوى مؤلفة من 220 صفحة, ويأمل مقدموها أن تسهم استقالة رامسفيلد وشهادة مسؤولة عسكرية أميركية سابقة برتبة لواء ضد رامسفيلد في مقاضاته. وتقول الدعوى: إن وزير الدفاع الأميركي دونالد را مسفيلد أمر شخصياً بتعذيب المعتقلين. وكانت اللواء جانيس كاربينسكي, التي تسلمت مهام الإشراف في إحدى الفترات على السجون الأميركية في العراق, صرحت بأنها ستشهد ضد مرؤوسيها بعد أن تمت محاكمة جنود برتب متدنية إزاء الانتهاكات والممارسات اللاإنسانية التي هزت جدران سجن أبو غريب في أيار عام 2004م. وفي حديث لصحيفة ( البايبس) الإسبانية قالت كاربينسكي إنها رأت مذكرة موقعة من رامسفيلد تتحدث تفصيلياً عن استخدام وسائل تحقيق قاسية, وأوضحت أن(التوقيع بخط اليد كان فوق اسمه المطبوع, وكان مكتوباً بنفس خط اليد في الهامش ( تأكدوا من إنجاز هذا). وأضافت كاربينسكي أن رامسفيلد أجاز أيضاً للجيش انتهاك اتفاقات جنيف بعدم تسجيل كل السجناء. وتحرم اتفاقية جنيف تعريض أسرى الحرب( لأي تعذيب بدني أو ذهني أو أي شكل آخر من الإرغام). وتقول الوثيقة إنه( لايتعين تهديد أسرى الحرب الذين يرفضون الإجابة أو إهانتهم أو تعريضهم لأي معاملة سيئة من أي نوع). قرار بوش الاستغناء عن وزير دفاعه جاء متأخراً جداً ولافائدة منه وليس من سبب واضح من تمسكه بوزير دفاعه حتى آخر لحظة, في الوقت الذي تشير فيه استطلاعات الرأي إلى أن رامسفيلد هو أكبر نقاط ضعف الإدارة الأميركية. فهذا الرجل العجوز الذي أدار وزارة دفاع أكبر وأعظم دولة في العالم, هدد وتوعد بكل صلف وغرور ورفض نصائح مساعديه ومستشاريه وحتى جنرالاته الكبار وأعطى قراراته صفة الفردية. دونالد رامسفيلد لم يكن متحدثاً لبقاً ولاذكياً بدليل سقطاته الكثيرة والمتكررة والقاتلة في أحاديثه الصحافية المنشورة والمتلفزة, إلى درجة أنه كان يتكلم مع الصحفيين بغرور وغطرسة ويرد على أسئلتهم بأجوبة سخيفة تنم عن جهل بواقع الأمور. وإذا مانظرنا إلى أخطاء وخطايا رامسفيلد منذ اختاره بوش على رأس البنتاغون نجد أن عهده تميز باثنين من أهم الأحداث الدولية هما غزو أفغانستان وغزو العراق. فلو لم يكن الرئيس جورج بوش (الابن) على شاكلة وزير دفاعه لما تمسك به ودافع عنه حتى آخر لحظة. |
|