|
تحقيقات
( وادي المشاريع- حي الرز- دمر البلد- حي الورود) وطالما أننا نتحدث عن الجوانب الصحية في الحياة الاجتماعية فما يثير التساؤل والاستغراب أن هذا المركز بدلا من أن يقوم بمهمته الصحية نراه هو الآخر بحاجة إلى معالجة تتمثل في أنه يفتقر إلى أهم قواعد وأسس البناء الصحي, فالمركز قبو وغرف المعاينة صغيرة (خاصة غرفة العيادة النسائية) وواقع حالها يدل على أنها بحاجة إلى الكثير من الاحتياجات والمستلزمات رغم أنه تم مؤخرا حسب كلام الموجودين في المراكز اجراء صيانة كاملة, والسؤال الذي يطرح نفسه هنا:ما هذه الصيانة وماذا شملت ? هل اقتصرت على الدهان والمراوح..?وتناسوا ما يجب صيانته فعليا ليتمكن المركز من أداء مهامه المطلوبة.
تتساءل إحدى الطبيبات (ف.ص)ألا تجد مفارقة كبيرة أن يطلب منا معالجة مرضى السل في هذا المركز وهو يفتقر لأدنى شروط المعالجة (رطوبة,عدم تهوية,ضيق المكان) إضافة إلى خوفنا أن تنتقل العدوى إلينا وهذا ما حصل فعلا..!!?. وأضافت (م.غ) طبيبة أخرى القول: مشكورون جيراننا في مشفى الشرطة الذين يمدوننا بالتدفئة في أوقات الشتاء والبرد القارس..!? وتابعت :المشكلة أكبر وأكثر تعقيدا فالمركز في الأساس مستودع للأدوية وهو الآن نقطة خلاف بين وزارتي الصحة و الداخلية, لاسيما أن المشفى هو المكان المخصص للمركز الصحي, لكن الملفت للانتباه أنه رغم عدم وجود مخبر وعيادة سنية قدمت لنا نسب تضمنت تجاوز أعداد المراجعين إلى 1267 شخصا خلال شهر واحد وعدد المستفيدات من خدمات تنظيم الأسرة (662).
أما بالنسبة للتثقيف الصحي:الصحة الإنجابية كان عدد الحضور 41 و المحاضرات 4و المحاضرون ,1 صحة المراهقين: عدد الحضور 18 والمحاضرات 3 الحاضرون 1 الأمراض المزمنة: عدد الحضور 26 المحاضرات 2 والمحاضرون ,1ومع مقارنة هذه النسب مع مركز آخر في حي شعبي (الزاهرة) يتسع لمراجعين بمقدار الضعف نجد أن النسب أقل, فكيف يفسر ذلك لاسيما أنها معتمدة وترسل إلى المنطقة الصحية المعنية وبالتالي مديرية الصحة حيث بناء على ذلك يتم سد النواقص والثغرات وتقييم المركز..!!. تحفظ في مركز حي الزهور الوضع يختلف بعض الشيء حيث توجد بطاقات لخدمة الصحة الإنجابية (تنظيم الأسرة- الحامل...) وجداول وبيانات إحصائية توضح آلية عمل المركز ولاسيما أنه يضم متخصصين في مجال رعاية الطفولة وبرامج خاصة للوقاية من الحوداث ومخبراً مع عيادة سنية وطبيب أطفال مختص مع مثقفة صحية, وبالرجوع إلى نسب المراجعين خلال شهري آذار وأيار من العام الحالي تبين لنا ارتفاعها مقارنة مع المراكز الأخرى وتأتي مصداقيتها من الازدحام الذي شاهدناه أمام المركز لمراجعين من مختلف الأمراض وهذا ما لم نره في مراكز أخرى , بلغ عدد المراجعين خلال شهر أىار 1659 منها صحة انجابية 242 عيادة سنية 205 مخبر 66وغاب عن التقرير الشهري فيما يخص برنامج التغذية ورعاية المسن, لكن موضوع التثقيف الصحي وبرنامج الوقاية من الحوادث كان حاضرا, بالنسبة للتثقيف الصحي بلغ عدد الحضور للصحة الانجابية 40 المحاضرات4 الحاضرون1 صحة المراهقين: عدد الحضور 9 المحاضرات1 المحاضرون,1 الأمراض المزمنة: عدد الحضور 10 المحاضرات 2 المحاضرون .1 برنامج الوقاية من الحوادث- الجروح,3الحروق ,1الضماد 10ومجموعة المستفيدات من خدمات الصحة الإنجابية ...461
الصورة تتحدث عن نفسها... الدكتور هزار الرباط مديرة المركز تحدثت بلوعة عن ضيق المكان حيث أنه لايتسع للمراجعين ونشعر كأننا في مكان غير مركز صحي إضافة إلى أننا نعاني من قلة عدد الأطباء البشريين ونتيجة ذلك لا يوجد في المركز اختصاصات طبية والمركز يقدم خدمات لمرضى السكري والجلدية وإجراء بعض التحاليل الطبية (خضاب تفاعل حمل )إضافة إلى بعض المسكنات والالتهابات والأدوية الإسعافية وغالبا ما تكون الأدوية غير كافية وليست نوعية والكثافة السكانية والجغرافية للمنطقة تجعلنا نعاني من ازدحام شديد غيرمعقول, فالمركز انشئ منذ 25 عاما ليخدم 500 نسمة فقط حاليا وعلى وضعه يخدم أكثر من نصف مليون نسمة. تتابع مديرة المركز القول:الاستجابة لطلبات المركز ومستلزماته تتم بصعوبة وتمر بإجراءات روتينية معقدة حتى أن المستزمات غير الطبية غير متوفرة كالمنظفات والمدافئ والقرطاسيةو..و..
أمر آخر نعاني منه هو أن المستخدمة واحدة للمركز ولمركز الرعاية الصحية كما أن الخزن والنوافذ والأبواب مكسرة ومحطمة الزجاج والصيدلية تفتقر إلى أبسط قواعد الأمان وكي لا ننسى فقد تكرموا علينا وقاموا بإجراء صيانة تمثلت بدهنه وكما تشاهدون لم يمض على الدهان أكثر من خمسة عشر يوما حتى بدأ بالتساقط. وردا على سؤالنا عما يتعلق بمعالجة اللشمانيا لاسيما وأن المنطقة تنتشر فيها هذه الذبابة بكثرة أوضحت أن هذا المرض انخفض كثيرا عن الأعوام السابقة حيث كانت الإصابات عام 2004 أكثر من 200 إصابة انخفضت إلى 60 هذا العام كما أن مصروفات المعالجة تدنت إلى 188 أمبولة لشمانيا في الوقت الذي كنا نعاني سابقا من نقص في هذه الأمبولات. وفي الوقت الذي يخصص فيه مركز دمر لمعالجة مرضى السل وهو غير مؤهل لذلك نجد في قدسيا أنه تتم معالجة هؤلاء المرضى باهتمام حيث تقدم المعالجة والخدمات وتتم متابعة المريض في المنزل. يتميز هذا المركز بمعالجته أيضا لمرضى السكري حيث بلغ عدد المعالجات 200 مريض في الشهر والجروح 29 والحروق .2 وهمست إحدى الموظفات طالبة عدم ذكر اسمها قائلة: على الرغم من معاناتنا وماترونه على أرض الواقع فإن أحد الأشخاص في مديرية الصحة بريف دمشق يهددنا بالعقوبات وما إلى ذلك في حال لا نمتثل للأمر الواقع... مركز صحي لكل 10,000 نسمة في الريف ..!! د.ريم دهمان من دائرة الصحة الإنجابية في مديرية الصحة بينت أن المسوحات التي أقامها المكتب المركزي للإحصاء أن هناك تطورا جيدا في المؤشرات التي تدل على معدلات وفيات الرضع والأطفال دون الخمس سنوات منسوبة للألف ووفيات الأمهات منسوبة للمئة ألف: (انظر الجدول) ونظام الرعاية الصحية الأولية بدأ تطبيقه في عام 1988 شمل مجالات عديدة (رعاية الطفل- الأم - التلقيح- تنظيم الأسرة) بالإضافة إلى صحة البيئة ومكافحة الأمراض السارية والمستوطنة والكشف المبكر عن الأمراض المزمنة وحاليا يتم التركيز على التكامل في خدمات الرعاية الصحية الأولية وضبط التوجه نحو المناطق ذات المشعرات الصحية والسكانية التي لم تصل إلى الأهداف المنشودة عن طريق برنامج القرى الصحية والمناطق الصحية, والوزارة تهدف إلى توفير هذه الخدمات للمواطنين في أماكن قريبة من سكنهم وبمستوى جيد عن طريق العمل على توفير مركز صحي لكل 10,000 نسمة في الريف ولكل 20,000 نسمة في الحضر حسب استراتيجيتها لعام 2000و ما بعد والأولوية للمناطق الريفية والنائية وعلى ضوء الخارطة الصحية بلغ اجمالي عدد هذه الوحدات 1487 مع نهاية عام 2004 بعد أن كان 1105 في نهاية عام 1999 م. ومن مبدأ تكاملية الخدمات الصحية في مناطق تفعيل نظام المنطقة الصحية تم تنفيذ برنامج IMCI في ثلاث مناطق صحية ( دمشق - حماة- اللاذقية) يتعلق بخدمات تنظيم الأسرة. مختصر غير مفيد الدكتور جهاد الأشقر مدير صحة دمشق أقر بأن بعض المراكز الصحية بحاجة إلى إعادة نظر ووصف مركز مشروع دمر ( بالمريكز) وأنه سيئ يحتاج إلى معالجة ووعد بأن ذلك سيتم بأقرب وقت ممكن, حيث أن المديرية بصدد الحصول على قطعة أرض لمعالجة المشكلة وبين أن البناء الحالي ليس للمركز موضحا أنه هناك خلاف مع مشفى الشرطة بهذا الشأن يجري العمل على حله, بالمقابل أكد الدكتور الأشقر أنه هناك مراكز صحية جيدة تقدم خدمات لابأس بها للإخوة المواطنين مسميا على سبيل المثال ( عش الورور- 7 نيسان- الدحاديل- أبي ذر) كما لفت إلى أن المديرية تعمل على تحسين وضع المراكز الصحية وخدماتها بحدود الإمكانات المتاحة خاصة ما يتعلق بآليات عملها وأدائها وتمنى أن يمارس الصحفي عمله بكل شفافية بما يحقق التكامل في العمل بين المؤسسات والصحافة, فمع تسليط الضوء على السلبيات لابد من الإضاءة على الايجابيات ولو كان هذا من باب الواجب وصلب عمل الإدارات الرسمية أهمية المراكز الصحية تأتي من كونها وجدت لشريحة كبيرة جدا وواسعة في مجتمعنا وهذا ما تؤكده النسب الواردة في التحقيق من هنا فالضرورة تقتضي مراقبة عمل هذه المراكز من قبل لجان مختصة ولاسيما أن الجميع يتنصل من المسؤولية وهذا أخطر بكثير من الواقع السيئ ولا يكفي الاعتراف بالفشل ومحاولات التبرير البائسة بل لابد من أن تقترن بإشارات أو قراءات تقدم حلولا واقعية تعطي نتائج على الأرض وذلك بالتعاون مع كافة الجهات بما فيها الجهة التي تعرض لهذه المشكلات وتدخل في مضامينها وخلفياتها. *** من هنا .. وهناك بعد ساعة من انتظار المواطن ( م,ق) في إحدى المراكز الصحية دخل للمعاينة وبعتب المريض شكى للطبيب طول الانتظار فأجابه (ألا يكفي أننا نعالجكم مجانا) تفاجأنا خلال الجولة باتصال هاتفي من فلان مسؤول يطلب منا موافقة من عدة جهات معنية وذلك قبل البدء بأي لقاء أو استفسار.. لم نستغرب ذلك هذا هو الروتين الذي يصادفنا في أغلب الأحيان وغالبا ما يقتل فينا روح الحماس والاندفاع لكن الملفت معرفة هذه الجهة بوجودنا بهذه السرعة القياسية وبالتأكيد لم تكن بسحر ساحر إنما بفعل فاعل وهذا ما تأكدنا منه وللأسف هذا الفاعل ليس له أي صفة مهنية في المركز مرة آذن وأخرى ممرض وثالثة موظف ورابعة وخامسة ويمتلك صلاحية تحديد المعلومات أو حجبها وبالمختصر الآمر الناهي في المركز . مدير أحد المراكز الصحية د.جمال الجش وياللعجب لايعاني من أية صعوبات أو مشكلات في مركزه كل الأمور بخير وعلى أحسن حال لكن ما يزعجه عدم التوصل إلى حل مع أهالي ( البنايات) المجاورة والذين يرمون القمامة والأوساخ أمام باب المركز فكان أن استنجد بنا.. زميل لنا تحدث بمرارة عن مركز صحي في ناحية الربيعة في محافظة اللاذقية قائلا: هذا المركز مثال حي لهدر الأموال العامة اذ إنه وحسب الناظر اليه تقدر كلفته بالملايين هذا المركز تحول إلى ما يشبه ( الخرابة) حيث نوافذه مكسرة وزجاجه محطم وقد رأت فيه العصافير ملاذا آمنا لها.. ما يثير في الأمر أنه وبعد فترة تم بناء مركز آخر بالقرب من السابق الذي لم يستثمر في أي مجال آخر, سؤال واستفسار نحيله برسم الجهات المعنية.. إحدى الموظفات أمطرتنا بوابل من الملاحظات والشكاوى وتحدثت بإسهاب شديد عن ظروف ومعاناة المركز الذي تعمل به ظناً منها أننا لجنة مختصة من وزارة الصحة أو مديرية الصحة للوقوف على واقع المراكز الصحية وبعدما عرفت حقيقة الأمر أننا صحفيون قالت: أنا لم اتحدث بشيء وكل الأمور على ما يرام .. الخ. غالبية العاملين في المراكز الصحية قالوا بالحرف:(شو بيطلع من هالحكي كلو كلام جرائد)!! قرى كثيرة لا توجد فيها مراكز صحية ولاحتى ( مستوصف) وكثير من الأمهات يجدن صعوبة في الوصول إلى المركز الصحي وبالتالي يحرم اطفالهن من نعمة اللقاح والتي تقي الاطفال من أمراض واصابات عديدة ( شلل- سحايا .. الخ). إضافة إلى أن معظمهن يتوجهن إلى الجارة صاحبة الخبرة أو الأم في علاج أطفالهن, هذا الجهل الصحي يلعب دورا كبيرا فيه غياب المراكز الصحية التي وجدت اصلا للتثقيف والتوعية الصحية الوقاية خير من العلاج. اختلف الأطباء مع المثقفين الصحيين حول موضوع أهمية بعض اللقاحات ( السحايا - الرشح- علاج اليرقان..الخ) . |
|