|
بلا مجاملة لن يستوي أو يستقيم, إلا في حال الوصول الى معادلة من شأنها ردم الهوة بين حقيقة زيادة الانتاج وخفض الكميات العملاقة التي يطلق عليها ب(الفاقد الكهربائي), فحسب ما ينشر بين وقت وآخر في المنابر الإعلامية الرسمية, فإن فاتورة هذا الفاقد تصل سنويا الى 12-14 مليار ليرة, وهذا الرقم الأخير لا يستهان به أبدا لأنه يمكن أن يسهم في رفع وتائر التنمية فيما لو شق طريقه الى خزينة الدولة, والأهم من ذلك لن نتخيل كم من مئات مليارات الليرات التي تبددت طيلة العقود الماضية. نعلم سلفا أن مسؤولية خفض هذا الفاقد الذي يصل الى حدود ثلث الانتاج, لا تنحصر فقط بوزارة الكهرباء أو بالمؤسسة العامة لاستثمار الطاقة وإنما هي مسؤولية متكاملة تبدأ من الوزارات الحكومية ومؤسساتها المختلفة ولا تنتهي عند حدود الأفراد فإذا كانت مديريات الكهرباء تتحمل بعض جوانب التقصير المتمثلة في عدم استبدال الشبكات وصيانتها بين وقت وآخر, فإن مجالس المدن والبلدان تتحمل أيضا المسؤولية وعلى وجه التحديد في مناطق السكن العشوائي فهذه الأخيرة تشهد الكثير من التعديات على شبكات الكهرباء, ومعالجة هذه التعديات يفترض ألا تنحصر فقط بملاحقة المخالفين وإحالتهم الى القضاء بعد تسطير الضبوط, وإنما لا بد من العمل على تحديث وتطوير أساليب وطرائق استجرار الطاقة, وهذا الأمر ليس على درجة من الصعوبة في حال الاستفادة من بعض خبرات دول العالم, وهنا لا ننسى أن شركات الكهرباء في القطر تحقق عائدات وأرباحاً لا يستهان بها وبمقدورها إحداث نقلة نوعية في آليات الاستثمار المعمول بها في الوقت الحاضر. marwanj@ureach.com |
|