|
دمشق واكد السيد الرئيس ان سورية جزء من الحل ومن غير الممكن عزلها ومن يحاول فهو يعزل نفسه عن قضايا المنطقة.
واضاف السيد الرئيس أن اميركا مسؤولة عن الفوضى في المنطقة وان السياسات الاميركية الخاطئة في العراق هي سبب الفوضى فيه. وحول السلام اكد السيد الرئيس استعداد سورية للسلام مشيرا بان الارض السورية غير قابلة للتفاوض وان الجولان يجب ان يعود بالكامل واكد رفض سورية للمفاوضات السرية لانها لاتخفي شيئا. وفيما يتعلق بالشأن اللبناني اكد السيد الرئيس ان الوفاق ضروري للاستقرار واي حل دون الاجماع اللبناني يؤدي الى عدم الاستقرار ورفض قبول سورية نشر اي قوات دولية على الحدود بين البلدين. وفيما يلي نص الحديث: سؤال.. بداية سيدي الرئيس شكرا لكم على استضافتنا في قصركم في دمشق. لقد كانت سورية منذ فترة معزولة.. ولكن منذ أسابيع بدأ المبعوثون الاجانب بالتوافد اليها.. فما رأيكم بذلك... السيد الرئيس.. في البداية.. أرحب بكم في سورية.. والحقيقة ان موضوع عزل سورية طرح سابقا.. وأنا أجبت في الإعلام بأن العزل لن يؤدي الى نتيجة مع سورية..ومن يعزل سورية أو يحاول عزل سورية فهو يعزل نفسه عن قضايا المنطقة. في الحقيقة ان وضع سورية لم يتغير.. نحن جزء أساسي من القضايا الموجودة .. فلسطين.. الوضع في لبنان.. العراق.. موضوع الإرهاب وأي قضية اخرى. نحن جزء أساسي من الحل.. لم يكن من الممكن عزل سورية. أعتقد بأن ما تغير هو ليس موقف سورية أو وضع سورية.. نحن مواقفنا ثابتة لم تتغير.. ما تغير هو فهم الاخرين لاهمية سورية وللنتائج العكسية لمحاولة عزلها. من جانب اخر.. الحقيقة أن أوروبا الان هي التي لم تعد موجودة على الساحة السياسية في الشرق الأوسط.. فهم عزلوا أنفسهم. أعتقد أن الذي يحصل الان من عودة المبعوثين الاوروبيين هو الشيء الطبيعي. سؤال.. هل ترون في هذا تحديا شخصيا لاولئك الذين أرادوا عزلكم... السيد الرئيس.. لا.. يجب أن نبتعد عن العواطف.. هذا التواصل هو ايجابي لمصلحة أوروباولمصلحتنا.. ونحن دائما ضد سياسة العزل.. سواء أكان عزل سورية أم عزل أي دولة في المنطقة.. ونحن لسنا مع اضعاف الدور الاوروبي.. نحن نستفيدمن وجود دور أوروبي.. لذلك نحن مرتاحون لهذا التطور وأنا صريح مع المسؤولين الاوروبيين.. وهم كذلك.. فكنت صريحا بأن ما حصل خطأ ويجب تصحيحه.. وهم مقتنعون بهذا الطرح.. أو لأقل أغلبهم مقتنع بهذا الشيء. سؤال.. حاليا العلاقات مع فرنسا ليست جيدة.. ويرجع ذلك الى عامين سابقين.. منذ متى لم يكن لديكم أي اتصال مع الرئيس جاك شيراك... السيد الرئيس.. أعتقد منذ عام 2004 . سؤال.. هذه فترة طويلة... السيد الرئيس.. طبعا.. وهي توازي أو تعادل فترة الانقطاع بالنسبة للتنسيق السياسي بين سورية وفرنسا.. وهي أيضا فترة طويلة. سؤال.. هل تقصدون أن هناك قطيعة فعلية بين سورية وفرنسا.. أم هناك قطيعة بينكم وبين الرئيس شيراك... السيد الرئيس.. لا.. مبدئيا على مستوى العلاقات غير السياسية لا توجد قطيعة.. بالعكس العلاقات بين المؤسسات المختلفة في المجالات المختلفة لا تزال موجودة.. وأستطيع أن أقول من دون مبالغة بأنها لم تتأثر الحقيقة أن التأثيرات كانت في المستوى السياسي حيث لا نستطيع أن نفصل علاقات الرؤساء عن وزارة الخارجية وبالتالي المجال السياسي.. والمسؤول عن السياسة الخارجية هم رؤساء الجمهورية فتستطيع أن تضعها في إطار العلاقة بين الرئيسين وليس بين البلدين. سؤال.. كيف ترون ذلك... هل أنتم نادمون على هذه القطيعة... السيد الرئيس.. لا.. أستطيع أن أقول بأنها شيء غير جيد للعلاقة بين البلدين.. ولكن بكل تأكيد من تضرر منها هو الدور السياسي الفرنسي. فرنسا كانت تقود السياسة الاوروبية.. الان لا نسمع عن أي سياسة فرنسية خارجية على الاقل بالنسبة لمنطقة الشرق الاوسط. وذلك في جانب منه يعود أيضا للضعف الاوروبي بشكل عام.. فأوروبا الان شبه غائبة عن الساحة السياسية.. وهذا يعود بنا للسؤال الاول بأن الغياب الاوروبي والغياب الفرنسي عن الساحة السياسيةغير جيد بالنسبة لنا.. أستطيع أن أقول بأننا لسنا مرتاحين لهذا الوضع.. لكنه سيكون مؤقتا بكل الاحوال.. لا يمكن أن يستمر الى الابد. سؤال.. في حال سنحت لكم الفرصة بلقاء الرئيس جاك شيراك ماذا يمكن أن تقولوا له قبل نهاية ولايته... السيد الرئيس.. سأساله ما هي المشكلة... سؤال.. يعتبركم الرئيس شيراك مسؤولين مباشرة عن اغتيال الرئيس الحريري هل تتقبلون ذلك... السيد الرئيس.. لا يمكن لشخص بمستوى رئيس جمهورية أن يوجه تهما من دون أدلة.. ولا يمكن لأي شخص اخر أن يوجه تهما من دون أدلة.. فمن يريد أن يتهم سورية سواء أكان الرئيس جاك شيراك أم أي شخص اخر فليقدم أدلة. لا نستطيع أن نبني العلاقات بين الدول بناء على العواطف الشخصية أو على المزاج الشخصي.. يجب أن تبنى العلاقات على الحقائق وعلى المصالح بين البلدين.. فهذا الاتهام من قبل أي كان مرفوض بشكل كامل. سؤال.. لقد أعلن جاك شيراك أنه لن يترشح الى ولاية رئاسية ثالثة فما رأيكم بالانتخابات أو الترشيحات الرئاسية الحالية في فرنسا... السيد الرئيس.. طبعا.. لن نستطيع أن نحكم على الاشخاص المرشحين قبل أن يصبحوا رؤساء..فربما يقول الانسان كلاما في الانتخابات يختلف الى حد ما عما سيطبق من سياسات بعد أن يصبح رئيسا. ولكن نحن بالنسبة لنا في سورية لدينا مبدأراسخ في اسس التعامل مع الدول الاخرى.. سواء في أوروبا أم في الولايات المتحدة.. هو الا نبني سياساتنا على أشخاص وانما على سياسات تلك الدول. الان نستطيع أن نركز على البرامج السياسية التي تطرح لهؤلاء المرشحين. الملاحظ حتى الان أن أغلب الطروحات معنية بالوضع الداخلي الفرنسي.. وهذا الشيء لا يعنينا نحن كدول في الشرق الاوسط. ما يهمنا ما هي الطروحات التي ستطرح على مستوى السياسة الخارجية... حتى الان لم يظهر شيء واضح حتى نحكم قبل الانتخابات.. ولكن يبقى الحكم الرئيسي لمرحلة ما بعد الانتخابات. سؤال.. هل تعرفون السيدة سيغولين رويا ل أو تعرفون نيكولا ساركوزي... السيد الرئيس.. لا.. لا توجد أي علاقة مع أي منهما. سؤال.. برأيكم ما الذي يجب عمله من أجل اعادة اطلاق العلاقات بين سورية وفرنسا... السيد الرئيس.. لا بد من وضع أسس واضحة لهذه العلاقات أولا احترام كل بلد للبلد الاخر.. لسياساته.. لتاريخه.. لعلاقاته. ثانيا لا يمكن أن تبنى علاقة سورية مع فرنسا عبر طرف ثالث. بمعنى أوضح لا نقبل أن تمر العلاقة مع فرنسا عبر لبنان مثلا.. أو تمر عبر العلاقة مع الولايات المتحدة كما حصل بعد الحرب على العراق. العلاقة مع فرنسا هي علاقة تاريخية.. ويجب أن تكون مباشرة عبر المصالح المباشرة. هذه الاسس ان أخذت بالاعتبار فسوف تقلع العلاقة.. وسوف تنطلق بمعزل عن من يكون الرئيس المقبل في فرنسا. سؤال.. بما أن الرئيس شيراك كان الرئيس الغربي الوحيد الذي أتى الى التعزية بوالدكم الراحل وبما أنكم قمتم بأول زيارة لفرنسا.. كيف تجدون هذه العلاقات المتوترة... السيد الرئيس.. طبعا.. على المستوى الشخصي نحن نقدر هذه المبادرات التي قام بها الرئيس شيراك في مراحل مختلفة.. ولكن هناك شيئا أهم من مواقعنا كرؤساء.. نحن نعمل من أجل مصالح الدول.. وليس من أجل العلاقات الشخصية.. فالشيء الايجابي أن تخدم العلاقة الشخصية مصالح الدول المشتركة.. ولكن لاتستطيع أن تكون بديلا عنها. وعلى المستوى الشخصي لا يوجد مني حقد تجاه الرئيس شيراك.. ولا أهتم بالجوانب الشخصية الى هذا الحد. يهمني دائما أن تكون علاقاتي مع الاخرين ايجابية سواء أكانوا في مواقع المسؤولية أم خرجوا من مواقع المسؤولية. سؤال.. يعتبر لبنان أحد نقاط الخلاف بين سورية وفرنسا وبما أنكم ستشاركون بالمؤتمر القادم في الرياض.. برأيكم ماذا سيكون الطرح السوري من أجل لبنان... السيد الرئيس.. أعتقد أن أهم طرح بالنسبة لاي أزمة سياسية في أي بلد هو العودة الى الدستور. هناك طرحان دستوريان يطرحان في لبنان. الاول كان منذ أشهرقليلة هو الانتخابات المبكرة وهو طرح يحصل في أي دولة عندما تكون هناك أزمة سياسية. الطرح الاخر المتداول الان هو حكومة وحدة وطنية.. وهذا شيء طبيعي. فنعتقد أن واحدا من هذين الحلين هو الشيء السليم طالما ان الدستور موجود والكل متفق حول الدستور. القضية ليست معقدة اذا كانت خارج اطار التدخلات الخارجية. سؤال.. هل ستمارسون الضغوط على حلفائكم في لبنان أمثال حزب الله وأحزاب اخرى من أجل المحكمة الدولية... السيد الرئيس.. نستطيع أن نأخذ مثالا.. كيف تم الحل على الاتجاه الفلسطيني... الحل كان من خلال حكومة وحدة وطنية من دون ضغط. في لبنان الوضع أكثر تعقيدا نتيجة تاريخ لبنان الطائفي. أي حل في لبنان لا يأخذ بالاعتبار الاجماع اللبناني سيعني بداية عدم استقرار في لبنان.. لا نعرف الى أين يذهب. فاذا علينا أولا أن نرى ما القاسم المشترك الذي يحقق الاجماع.. عندها نستطيع أن نلعب دورا. أنا لا أحب كلمة ضغط.. أنا أحب كلمة حوار. نحن قمنا بنفس الدور مع الفلسطينيين.. قمنا بعملية حوار ولم نقم بعملية ضغط. كلمة الضغط مرفوضة في الحلول السياسية.. أي ضغط على أي طرف يؤدي لتأزيم الموضوع. أما بالنسبة لموضوع المحكمة فهو جزء من موضوع الاجماع.. وكذلك موضوع حكومة الوحدة الوطنية. لا خلاف حول المحكمة كمبدأ.. وانما الخلاف حول المسودة المطروحة للمحكمة حول مضمون المحكمة أو القانون الذي تبنى عليه وبنيتها وغيرها من التفاصيل القانونية.. هذا هو موضوع الخلاف وكلا الموضوعين مترابطان وكلاهما بحاجة لاجماع لبناني.. ونحن مع هذا الاجماع. سؤال.. هل توافقون على استدعاء المحكمة الدولية المختصة بالتحقيق باغتيال الحريري... السيد الرئيس.. نحن من البداية أيدنا كل الجهود الدولية المتعلقة بهذا الموضوع.. لجان التحقيق وفكرة المحكمة.. لكن يجب أن نوضح نقطة.. المحكمة ليس لها علاقة بسورية.. أي لا نستطيع أن نؤيد الا كموقف سياسي.. لان هذه المحكمة هي عبارة عن اتفاقية بين الامم المتحدة أو مجلس الامن والحكومة اللبنانية..وهي بحاجة لتعديل مواد من الدستور اللبناني.. ربما نسميه تنازلاً عن السيادة اللبنانية في بعض الجوانب. فنحن لسنا في موقع أن نقول هي صحيحة أو لا.. لكن نؤيد سياسيا من بعيد الفكرة اذا كانت تساعد على الوصول الى نتائج ايجابية فيما يتعلق بالتحقيقات.. فهذا شيء جيد.. بشرط أن تكون محكمة مهنية محترفة غير مسيسة. سؤال.. برأيكم ماذا سيحصل اذا أقرت هذه المحكمة الدولية أن لسورية علاقة بمقتل الحريري وماذا سيكون ردكم... السيد الرئيس.. هذا بحاجة لادلة.. عندما يقدم الدليل فأنا قلت سابقا بأن أي شخص منغمس في هذا الموضوع يعتبر خائنا على المستوى الوطني وضمن القانون السوري.. وهو سيكون تحت طائلة القانون السوري.. يعني سيحاكم تحت القانون السوري وسيحكم بعقوبات أو بأحكام أقسى بكثير مما يمكن أن يحكم في أي محكمة اخرى. ونحن لن نتنازل عن سيادتنا في هذا الموضوع. سؤال.. اذا لن تكون هناك محكمة دولية تحاكم شخصيات سورية... السيد الرئيس.. نحن أرسلنا رسالة في هذا الاطار لمجلس الامن بأننا غير معنيين بهذه المحكمة. سؤال.. كان قد نشر تقرير للامم المتحدة منذ فترة حول عمليات تهريب للسلاح باتجاه لبنان وعلى الاخص لحزب الله.. ما مدى معلوماتكم حول هذا الامر... وماذا يمكن أن يكون تصرفكم لمنع هذا... السيد الرئيس.. أيضا هذا الكلام مرفوض.. وقلنا لهم مرات كثيرة أين هي الادلة... المخابرات الاوروبية موجودة الان في لبنان.. وحلفاؤهم اللبنانيون موجودون.. فأين هي الادلة... هذا من جانب. من جانب اخر حزب الله أعلن قبل الحرب وبعد الحرب بأن لديه امكانات كبيرة.. فليس بالضرورة أن يكونوا بحاجة الى التسليح.. ان ما يحصل هروب من حل المشكلة الاساسية.. عليهم أن يتوجهوا باتجاه حل قضية السلام في الشرق الاوسط قبل أن يتحدثوا عن صاروخ أو الاف الصواريخ وعن وجودها لدى جهة أو منظمة في منطقتنا. سؤال.. اذاً أنتم لستم مع نشر قوات الامم المتحدة على الحدود السورية اللبنانية... السيد الرئيس.. لا.. نحن قلنا في موقف معلن أننا نرفض أي نشر لقوات دولية لان هذا يعني اعلان حرب. لا توجد القوات الدولية الا بين دولتين متحاربتين ولا مكان لها بين دولتين ليستا في حالة حرب.. ولكن وافقنا على التعاون التقني مع جهات تداولنا معها في ذلك.. أكثر من دولة اوروبية عرضت هذا الموضوع أي موضوع مراقبة الحدود السورية اللبنانية. سؤال.. اذاً.. اذا فهمت جيدا سيدي الرئيس.. ليس هناك تهريب للسلاح من سورية الى لبنان... السيد الرئيس.. طبعا.. عليك أن تفرق بين تهريب السلاح الموجود في كل المنطقة بين حدود الدول بشكل فردي هذا الشكل منتشر خاصة بعد حرب العراق.. على سبيل المثال نحن القيا القبض منذ أسابيع على شاحنة تحمل سلاحاً مرت من العراق الى سورية وذهبت الى لبنان والقينا القبض عليها.. أما اذا كان المقصود تهريباً رسمياً عبر الدولة فلا.. هذا الكلام غير صحيح. سؤال.. هل أنتم مع نشر قوات للأمم المتحدة في جنوب لبنان وأن يبقى وجودها مستمرا... السيد الرئيس.. نعم.. موقفنا معلن.. نحن قبل الحرب وقبل القرار1701 أكدنا على ضرورة تعزيز قوات اليونيفيل في جنوب لبنان.. والحقيقة أن الولايات المتحدة هي التي عمدت الى تخفيض هذه القوات لذلك نحن وافقنا على القرار 1701 عندما صدر بغض النظر عن الكثير من الجوانب غير الايجابية أو غير الموضوعية في هذا القرار.. بالنسبة لنا تعزيز قوات اليونيفيل ضمن صلاحيات قوات الامم المتحدة الحالية هو شيء صحيح وايجابي. سؤال.. أي انكم ترون أن النتائج المحققة لغاية الآن من قبل هذه القوات.. هي ايجابية... السيد الرئيس.. نعم.. هكذا نرى. سؤال.. لقد شاركت سورية منذ عدة أيام في قمة حول العراق في بغداد.. ماذا يمكن لسورية أن تقدم من أجل وقف الحرب الأهلية الدائرة في العراق... السيد الرئيس.. طبعا.. أي حل يجب أن يكون عراقيا أولا.. ونحن دورنا مساعد للعراقيين.. ما نقوم به هو أن نبدأ حوارا مع كل الاطراف.. سواء الداعمة للعملية السياسية أم المعارضة للعملية السياسية.. المنغمسة في المقاومة ضد قوات الاحتلال أم غير المنغمسة.. وكل ذلك بهدف ايجاد القواسم المشتركة بالنسبة لهذه الجهات. وجهة نظر سورية أنه بعد أن توجد هذه القواسم المشتركة يجب أن يكون هناك مؤتمر وطني عراقي وليس مؤتمرا دوليا.. مؤتمر وطني بدعم اقليمي وبدعم دولي لمساعدة العراقيين على خلق حوار. الحوار يناقش كل المواضيع وفي مقدمتها الدستور.. وتبنى المؤسسات بناء على هذا الدستور.. هكذا تكون بداية الحل في العراق.. هذا ما نعمل عليه.. ومازلنا الان في المرحلة الاولى.. أي جمع المعلومات والمعطيات من الجهات المختلفة. سؤال.. لقد اتهمت سورية في العديد من المرات بجعل ارهابيين يمرون عبر حدودها الى العراق.. هل أغلقتم هذه الحدود أو هل منعتم هؤلاء الارهابيين من المرور الى العراق... السيد الرئيس.. تعودنا على هذه الادارة الامريكية بأنها دائما تلقي بفشلها على الأخرين ولا تعترف بفشلها. المشكلة في العراق هي مشكلة سياسية.. فشلهم السياسي في العراق هو الذي أدى لهذه الفوضى. هم يقولون بأن عدد الارهابيين ثلاثة الاف.. هل تصدق بأن ثلاثة الاف ارهابي يمكن أن يقوموا بخلق فوضى من هذا النوع في بلد عدد سكانه26مليونا... هذا كلام غير مقبول من الناحية المنطقية. أما بالنسبة للحدود.. فمن الطبيعي عندما تكون هناك فوضى أن يكون هناك فلتان في حدود الدولة. أما بالنسبة لدور سورية في ضبط الحدود فعندما تريد أن تضبط الحدود فيجب أن يتم ذلك من الجانبين وليس من جانب واحد. لو ذهبت الى الحدود العراقية السورية ونظرت الى الجانب العراقي فلن ترى أحداً.. بينما على الجانب السوري هناك قوات مسؤولة عن حماية الحدود. هذا وحده غير كاف لضبط أي نوع من أنواع التهريب سواء أكان تسللاً ارهابياً أم تهريب سلاح أم مخدرات أم أي شيء من هذا القبيل.. لكن مع ذلك لو أخذنا كل التهريب عبر الحدود العراقية على سبيل القياس فانه لا يوازي شيئا من الفوضى الموجودة في العراق التي سببها الاخطاء السياسية الامريكية. لذلك نحن كنا دائما نرفض هذه الاتهامات ولا نعطيها أية أهمية. سؤال.. برأيكم ما نتائج السياسة الامريكية الخاطئة ليس فقط في العراق بل في المنطقة بأكملها... السيد الرئيس.. ان الفوضى في بلد بشكل عام سوف تنتقل لجواره وربما الى الشرق الأوسط بأكمله نتيجة الطبيعة الاجتماعية والفسيفساء الاجتماعية المتشابهة في منطقتنا.. من البحر المتوسط الى بحر قزوين.. ومن الخليج الى أواسط اسيا. انه تأثير الدومينو.. وبالتالي أي فوضى في أي بلد سوف تنتقل الى دول أخرى وهذا يؤكد جوابي على سؤالك السابق بأنه ليس من مصلحتنا أن يكون هناك فلتان على الحدود أو فوضى في دولة مجاورة.. لاننا سندفع الثمن في يوم من الايام بنفس الطريقة مهما حاولت لسنوات من الممانعة.. لكن في النهاية ستدفع الثمن مباشرة. سؤال.. برأيكم.. هل أمريكا مسؤولة عن هذه الفوضى في كامل المنطقة... السيد الرئيس.. هي التي قامت بهذه الحرب.. طبعا مع بريطانيا وبعض الحلفاء الآخرين.. هي مسؤولة مسؤولية كاملة وليست مسؤولية جزئية. وكل من وقف معها طبعا قبل الحرب أو بعد الحرب يتحمل جزءا من هذه المسؤولية. سؤال.. لقد استقبلت الرئيس أحمدي نجاد وذهبتم عدة مرات الى ايران.. برأيكم ما مدى أهمية العلاقات السورية الإيرانية... السيد الرئيس.. لا شك بأن ايران دولة مهمة في الشرق الاوسط.. سواء اتفقت أم اختلفت معها بعض الدول. بالمحصلة اذا كنت تريد الاستقرار فعليك أن تتعامل مع كل الدول. العلاقات بين سورية وتركيا لم تكن جيدة لعشرات السنين.. انظر الفرق الان بعد أن أصبحت هذه العلاقات ممتازة بين سورية وتركيا.. كم من الاستقرار تحقق خلال ثلاث سنوات فقط... فبكل تأكيد نفس هذه العلاقات لايران مع سورية أو بقية الدول في المنطقة هي هامة جدا من أجل هذا الاستقرار.. فلذلك لا مفر من أن نقيم علاقة جيدة مع ايران كجزء من العمل للاستقرار. سؤال.. هل تدعم سورية بشار الأسد الطموح النووي الايراني... السيد الرئيس.. طبعا اذا كان سلميا كما يقال.. فهذا حق لها ضمن القانون الدولي ولا توجد أية مؤشرات بأن ايران تسعى لامتلاك سلاح نووي.. هذا حق لها وحق لدول العالم دون استثناء بحسب القانون الدولي. سؤال.. وفي حال امتلكت ايران القنبلة النووية في يوم من الايام.. فهل ترون ذلك غير مقبول... السيد الرئيس.. نحن قدمنا مسودة لقرار في مجلس الامن في عام2003حول اخلاء منطقة الشرق الاوسط من كل أسلحة الدمار الشامل.. كمبدأ نحن ضد امتلاك أية دولة لاي سلاح نووي أو أي سلاح اخر مشابه.. ولكن بمقدار ما نرفض أن تتملك أية دولة هذا السلاح فاننا نطلب تطبيقه دون محاباة لاحد فنفس الشيء بالنسبة لاسرائيل التي تمتلك الان أسلحة نووية.. اذاً هذا الموضوع يجب أن يطبق على الجميع.. لا نستطيع أن نأخذه بشكل مزاجي أو انتقائي تجاه دولة ونغض النظر عنه تجاه أخرى. سؤال.. هل توافقون على ما قاله الرئيس أحمدي نجاد من أنه سيمحي اسرائيل من على الخارطة... تدركون بالطبع ماذا تكون ردة فعل الفرنسيين على مثل هذه التصريحات. السيد الرئيس.. ولكن بنفس الوقت اذا أردت أن تأخذ هذا التصريح فيجب أن تأخذ تصريح الاخر الذي يقول فيه بأن ايران لا تشكل تهديدا لاحد.. لماذا نأخذ تصريحا ونترك التصريح الاخر... هذا أولا.. ثانيا يجب علينا دائما أن نحكم على السياسات. نحن كسياسيين لدينا تصريحات تحكمها ظروف معينة.. لكن المهم ما هي السياسة التي تطبق... هذا من جانب.. من جانب اخر هناك شخصيات هامة اسرائيلية دينية وسياسية صرحت بضرورة استخدام القنابل النووية ضد العرب.. وبضرورة ابادة الفلسطينيين. لا نستطيع أن نفصل الفعل ورد الفعل عن بعضهما. سؤال.. هل تنتقدون شخصيا هذه التصريحات للرئيس أحمدي نجاد... السيد الرئيس.. لا.. لا أنتقدها لانها جزء بسيط من صورة كبيرة.. إذاً علينا أن نتحدث عن الصورة الكبيرة وليس عن زاوية صغيرة لان هذا الكلام في السياسة ليس موضوعيا. يجب أن نأخذ الصورة ككل وأن نرى الجانب الاخر الاسرائيلي الاكثر تطرفا في تصريحاته وفي قتله اليومي.. على الاقل ايران لم تقم بقتل الاسرائيليين.. أما اسرائيل فتقوم بقتل الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين.. فاذاً الفرق كبير.. هذه هي الصورة المتكاملة. سؤال.. بما أنكم أتيتم على ذكر اسرائيل.. هل توجد هناك مفاوضات سرية بين سورية واسرائيل... السيد الرئيس.. لا.. نحن نرفض كاملاً مبدأ المفاوضات السرية.. لماذا نخفي شيئا... اذا كنا نتحدث علنا عن السلام فلماذا نخفي السلام عن الشعب... اذا كان الشعب يدعم عملية السلام فلماذا نخفيها عنه... هذا أولا.. ثانيا عملية السلام بحاجة الى دعم شعبي.. لا يهم ما هي الاشياء التي يمكن أن تتوصل اليها في مفاوضات سرية.. في المحصلة عندما تريد أن توقع الاتفاق يجب أن يكون معلنا.. ان لم يكن هناك دعم شعبي لتفاصيل المفاوضات فلن يكون هناك دعم شعبي للاتفاق.. وبالتالي لن تصل الى أي نتيجة ايجابية أو لن تستطيع أن توقع الاتفاق. لذلك هذا المبدأ مرفوض تماما. سؤال.. إذاً.. أنتم مستعدون لاقامة السلام مع اسرائيل... السيد الرئيس.. طبعا هذا مبدأ ثابت بالنسبة لسورية ولا نغيره. سؤال.. بأي ثمن... وسيكون هذا سؤالي الاخير. السيد الرئيس.. القضية ليست تجارة بضائع.. وانما هي قضية حقوق.. فربما أنت تقبل بأي ثمن عندما تقوم بعملية تجارية.. ولكن عندما يكون هناك حق لك.. فلن تتنازل عنه.. ونحن لنا حق في الارض كاملة.. يجب أن تعود الارض المحتلة كاملة.. وأي تفاصيل أخرى قابلة للمفاوضات.. أما الارض فهي غير قابلة لانها أرض سورية. شكرا سيدي الرئيس.. شكرا لكم. السيد الرئيس.. شكرا لكم. |
|