|
قاعدة الحدث وحقيقة ارتباط تنظيم القاعدة بذلك الهجوم الذي غير وجه التاريخ وجعل العالم يؤرخ لما قبله وما بعده. فهل حقاً استطاع عدد من الشبان العرب- الذين تدربوا في كهوف أفغانستان ثم في معهد بدائي للطيران في الولايات المتحدة- أن يخططوا لمثل هذا العمل المحكم أم إن الأمر كان مجرد «مسرحية أميركية» تمت فبركة فصولها بعناية فائقة لتعطي إدارة بوش والمحافظين الجدد الذريعة الكاملة لشن هجوم معاكس على عدة دول دفعة واحدة لاحتلالها والسيطرة على مصادر الطاقة فيها وخطوط نقلها وإمدادها؟ من كان وراء ذلك،ولماذا اتجهت أصابع الاتهام إلى تنظيم القاعدة فوراً؟ وما معنى أن يخترع الأميركيون عدواً بديلاً عن «الخطر الشيوعي» أي الإرهاب الإسلامي والقاعدة اللذين يتركزان في المنطقة التي وضعوا عيونهم عليها وتحوي ثروات العالم من الشرق الأوسط إلى القوقاز وآسيا الوسطى؟ ربما لا نبالغ حين نقول: إن معظم المحللين في العالم لا يزالون غير مقتنعين بالرواية الأميركية حول تورط تنظيم القاعدة بهذا الهجوم حتى بعد اعتراف قادة التنظيم بتنفيذه ومباركة زعيمه أسامة بن لادن له، وإذا حاولنا تحليل الأسباب الكامنة وراء عدم التصديق المشار إليه فسنجدها كثيرة للغاية، وقد أشار إلى بعضها تيري ميسان في كتابه «الخديعة الرهيبة» لا بل يستطيع أي قارئ أن يحصي المزيد منها إن حاول بنفسه تحليل ما جرى قبل الهجوم وأثنائه وبعده وأن يجد ما بين سطور الأحداث ما يربط خيوط الرواية المعاكسة التي تقول: إن أجهزة مختصة فعلت فعلتها وقامت بالتخطيط لهذا العمل المحكم ولديها جميع خيوط اللعبة لكي تديرها كما تشاء وتتهم من تشاء من أجل الحفاظ على مصالحها. وبعيداً عن الإبحار عميقاً في تفاصيل الهجوم فإن التوقف عند المعطيات التالية ربما يخرج الباحث بجملة من الاستنتاجات والأحكام حول حقيقية ما جرى آنذاك بالرغم من اللغز الكبير الذي لا يزال يلاحق هذا التنظيم ويصعب فك رموزه وحل شيفرته حتى الآن. 1- لم يتم الإعلان رسمياً عن العثور على الصناديق السوداء للطائرات المهاجمة تحت ركام مبنيي التجارة العالمي ومع ذلك قال مكتب التحقيقات الفيدرالي أن الخاطفين هم عناصر القاعدة وقدم دليلاً على ذلك، فقد وجد جواز سفر محمد عطا أحد منفذي الهجوم بين الأنقاض ولم يمسسه أي سوء وهنا المفارقة حيث احترقت الطائرات وانهار البرجان وتحول كل شيء إلى ركام حتى الصناديق السوداء تبخرت وبقي جواز السفر سليماً بأوراقه وأختامه. 2- تم إخلاء مئات الموظفين اليهود قبل يوم واحد من التفجيرات كما قالت الصحف الأميركية لاحقاً، كما وأقرت الحكومة الأميركية بمقتل ثلاثة آلاف أميركي لكنها لم تنشر أسماؤهم ولم تسلم جثثهم إلى ذويهم ولم تظهر على شاشات التلفاز توابيت بهذا العدد ولم يشر أحد إلى أماكن دفنهم وكأن المبنى كان فارغاً من البشر. 3- تناقضات كثيرة ظهرت بين روايات المسؤولين الأميركيين لما جرى واختلاف في التصريحات والتسريبات الصادرة عن وكالة المخابرات والبيت الأبيض بعد اصطدام طائرة البوينغ (200-757) من رحلة الخطوط الجوية 77 التي تربط بين دالاس ولوس أنجلوس بمبنى البنتاغون وعدم بث أي صور للطائرة المحطمة والاكتفاء بعرض صور لإحدى واجهات البنتاغون المنهارة والتي قيل لاحقاً إنها كانت خاضعة للترميم. 4- تناقضات أخرى جاءت في الروايات حول عدد الركاب على متن الطائرات وأسمائهم بدقة، وبعض شركات الطيران تاهت بين لوائح غير كاملة وأخرى فارغة وثالثة لم تذكر الأشخاص الذين تم نقلهم إلى الطائرات في آخر لحظة ورابعة تقول: إن العدد لم يتجاوز (56) راكباً. 5- ارتباطاً بعدد الركاب اللغز والانتحاريين المفترضين داخل الطائرات تسربت معلومات أخرى تقول لا يوجد ركاب داخل الطائرات، فقد التقطت بعض أجهزة الراديو البسيطة ذبذبات صادرة عن جهاز تحكم عن بعد من داخل أحد برجي التجارة بحيث توجهت الطائرات إلى جهاز التحكم وهي تسير بشكل آلي، وأن تنصيب الطائرات على وضعية الطيران الآلي لا تتطلب وجود منفذي العملية على متنها، فبفضل تقنية «غلوبال هوك» يمكن التحكم بالطائرة دون الحاجة لوجود أحد على متنها. 6- بعد الانهيار مباشرة أشار تقرير جمعية المهندسين إلى أن الحرارة الشديدة الناجمة عن احتراق وقود الطائرتين أذابت الأساسات الحديدية للمبنيين فيما رفض تقرير آخر هذه الفرضية مؤكداً أن الحسابات الهندسية توضح أن الأساسات المذكورة لا يمكن أن تنهار إلا في حال وجود تفجيرات داخلية مرافقة لاحتراق الوقود وظهرت تقارير أخرى لاحقاً تؤكد سماع أصوات انفجارات عديدة في قاعدة البرجين مترافقة مع اصطدام الطائرتين بهما. 7- في 12 أيلول أي بعد يوم من الهجوم ذكرت صحيفتا واشنطن بوست ونيويورك تايمز نقلاً عن «آري فليشر» المتحدث باسم البيت الأبيض أن الوكالة السرية الخاصة بحماية الشخصيات رفيعة الشأن تلقت رسائل من المهاجمين يشيرون فيها إلى نيتهم تدمير البيت الأبيض وأنهم استخدموا في اتصالاتهم السرية رموز تحديد الهوية والبث الخاصة بالرئاسة والرموز الشيفرية التابعة لمكتب الاستطلاع الوطني (NOR) واستخبارات القوات الجوية (AFE) والاستخبارات العسكرية واستخبارات القوات البحرية وهذه الرموز تقتصر معرفتها على عدد محدود جداً من كبار رجال الدولة فهل كان محمد عطا وخالد بن عودة الحربي ووائل الشهري وحمزة الغامدي ورفاقهم يملكون القدرة على السطو على هذه الأسرار الأميركية،و إذا كان كذلك فمن سربها لهم؟ 8- المعهد الذي تدرب فيه هؤلاء الشبان مختص بالطائرات الصغيرة وليس طائرات البوينغ. 9- بعد أن حددت الإدارة الأميركية الجناة واتهمت القاعدة كان يفترض أن تشاور الدول الأخرى المعنية لمعاقبة أشخاص بعينهم أو التنظيم ذاته لكنها ذهبت فوراً إلى تنفيذ خططها بالهجوم على أفغانستان ثم العراق وتوعدت معظم دول الشرق الأوسط لتغيير خريطته السياسية وظهر فيما بعد أن السيناريو يتلخص بمحاولات واشنطن السيطرة على نفط العراق وضمان أمن «إسرائيل» والاطمئنان على مصالحها في القوقاز وتحقيق السلامة والأمن لمعابر الطاقة وخطوط نقل النفط والغاز من منطقتي الشرق الأوسط وأسيا الوسطى والحروب التي جاءت بعد 11 أيلول من أفغانستان إلى العراق مروراً بالفوضى في القوقاز ونشر أميركا لدرعها الصاروخي على تخوم روسيا وإثارة الاضطرابات في الجمهوريات المحاذية لها وإعادة نشر قواتها المتمركزة في أوروبا وانتقالها من سياسة «الاحتواء» إلى «الهجوم» خير شاهد على ذلك. ترى بعد هذا السيل من المعلومات فإن السؤال الذي يلقي بظلاله على أحداث الحادي عشر من أيلول هو: هل كانت القاعدة وراءها أم إن أجهزة استخباراتية رسمت السيناريو وجعلت من القاعدة أداة لتنفيذها؟ |
|