تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


فلسطين وروح المقاومة

إضاءات
الأثنين 24-7-2017
د.خلف علي المفتاح

تستعيد الساحة الفلسطينية حيويتها وألقها النضالي بمواجهة العدو الصهيوني الذي استفز مشاعر أبناء فلسطين والعرب والمسلمين باستباحته حرمة المسجد الأقصى

وانتهاكه لكل القيم الأخلاقية والإنسانية وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وهو الذي اعتاد ذلك بفعل احجام المنظمات الدولية عن ردعه ووضع حد لاعتداءاته المتكررة على الشعب الفلسطيني ولا سيما أنه يستثمر في الظروف التي تمر بها المنطقة في حربها على الإرهاب المدعوم من أطراف محور العدوان على الأمة العربية وقواها الحية.‏

إن مواجهة الإجراءات الاستفزازية التي قام بها العدو الصهيوني من قبل أبناء الشعب العربي الفلسطيني بكل مكوناته وتحديه لإجراءات سلطات الاحتلال في فرض رقابة صارمة على الدخول إلى المسجد الأقصى والصلاة فيه وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وما لذلك من دلالات ومعان كثيرة والسؤال هنا لماذا كل هذا السكوت عمّا يجري في مدينة القدس من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي سواء من قبل المنظمات الدولية أم المجتمع الدولي وقواه الكبرى التي نراها تلوذ بالصمت المطبق عندما تمارس سلطات الاحتلال كل أشكال العدوان على الشعب الفلسطيني وفي الأراضي المحتلة في سورية ولبنان وغيرها في حين ترفع عقيرتها وتستنفر المنظمات الدولية عندما تقوم قوى المقاومة أو أبطالها بأعمال دفاع عن الحقوق والمقدسات الواقعة تحت سيطرة العدو الصهيوني أو أي فعل أو عمل من أعمال تتعلق بحق الدفاع الشرعي عن الأرض والعرض والمقدسات واستعادة السيادة.‏

إن إطلاق العنان لقوات الاحتلال الإسرائيلي كي تمارس كل أشكال الغطرسة والإرهاب والقتل والاعتداء على حقوق الشعب الفلسطيني وتجاوز ذلك إلى المس بالمقدسات يؤكد حقيقة التواطئ والتوافق بين الكيان الصهيوني والقوى الاستعمارية الكبرى على تصفية القضية الفلسطينية وطي ملف الصراع العربي الصهيوني استثماراً واستغلالاً لما تشهده المنطقة العربية من صراعات وإرهاب منظم وعدوان موصوف تمارسه قوى دولية بحق شعوب المنطقة ودولها يصب بالنتيجة في خدمة الكيان الصهيوني وينسف المصالح العليا لأبناء المنطقة بل ويدخلها في صراعات بينية لا نهاية لها ويحول بوصلة الصراع عن محورها الأساسي ويحرفها باتجاهات أخرى ليكون الصراع بين أبناء البلد الواحد أو دول الجوار التي عاش أبناؤها مئات السنين حالة انسجام وسلام حال غياب العامل الخارجي .‏

إن المشهد العربي مهما كان ظلامياً عند البعض إلا أن الحقيقة التي يجب أن يدركها الجميع ولا سيما العدو الصهيوني أن إرادة مواجهته وهزيمته متأصلة في نفوس أبناء فلسطين وقوى المقاومة ولا يمكن أن تعرف التردد أو الخوف أو الثقة بالانتصار عليه وعلى أدواته مهما اشتد الخطب وغلت التضحيات فانتصار سورية على كل هذا الحشد من الأعداء وقوى الإرهاب هو الدليل والمثال الحي على ذلك الأمر الذي أسقط حسابات الأعداء وأدخلهم في حالة من الخوف والتردد وضيق الخيارات ولعل ما يصدر من قادة الكيان الصهيوني من تصريحات تتحدث عن المخاطر التي تواجه الكيان جراء ذلك وهو ما تنشره وسائل الإعلام بشكل شبه يومي يبين خطأ الحسابات التي وقع فيها معسكر الأعداء في استهدافهم لسورية قلب وذراع محور المقاومة الذي أصبح أكثر تماسكاً وصلابة وقوة معنوية وعسكرية بعد كل هذا الذي جري من قتل وإجرام وإرهاب منظم قادته قوى عظمى وإقليمية بأدوات وأذرع عسكرية لها أصبحت تصنف اليوم في أغلبيتها تنظيمات إرهابية.‏

إن تماسك وتوحد وتكاتف قوى المقاومة الفلسطينية وتوحيد بندقيتها وأهدافها ومرجعياتها والثقة بين مكوناتها وتلاحمها مع أبناء شعب فلسطين واستعادة روح الانتفاضتين الأولى والثانية قادر على قلب المعادلة وجعلها تصب في غير صالح العدو الصهيوني وتعزز الثقة بهزيمته والانتصار عليه.‏

khalaf.almuftah@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية