تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بين الخطأ والخطيئة

حدث وتعليق
الأثنين 24-7-2017
منذر عيد

ربما تردد الجنرال ريموند توماس رئيس قيادة العمليات الخاصة في الجيش الأمريكي في وصف وجود قوات بلاده في سورية بالاحتلال، واكتفى بالإقرار بالخطأ بأنه غير شرعي،

لكنه تجاهل الخطيئة أو خجل من وضع تلك القوات في مصاف تنظيم «داعش» الإرهابي، وخاصة أنها لم تقدم إلا القتل للشعب السوري، والدمار للبنى التحتية في مناطق تواجدت بها، أو أخرى استهدفتها بحجة استهداف «داعش»، وهنا بيت القصيد ومربط الفرس الذي عقد لسان السيد توماس وعجز عن الإفصاح بما قدمته تلك القوات من خدمات، بالاعتداء على قوات الجيش العربي السوري في جبل الثردة، وإسقاط طائرة كانت تستهدف «داعش»، والعديد من الأحداث المماثلة، وإمداد قواته « داعش» بالسلاح عمداً، والذي سرعان ما كان يتحول الى طريق الخطأ عندما يتم كشفه وفضحه عبر الوسائل الإعلامية، إضافة الى برامج ومعسكرات تدريب المجموعات الإرهابية بحجة «الاعتدال»، التي تحولت جميعها الى صفوف «داعش» أو «النصرة».‏

اللافت في كلام الجنرال تخليه وإدارته عمن كان بالامس صديقاً « معتدلاً وثائراً « ليصبح اليوم متمرداً، غاسلاً بذلك يديه من كل ذكريات الماضي معهم، ليؤكد أن وكالة المخابرات المركزية، قطعت علاقاتها مع الجماعات «المتمردة» المسلحة السورية التى تحاول إسقاط القيادة منذ عام 2011، فاتحاً الأبواب مشرعة على مرحلة سياسية جديدة للإدارة الأميركية تجاه الأزمة في سورية، ولكثير من علامات الاستفهام حول، كيف، ولماذا، ذاك التحول في الخطاب الأميركي.‏

ربما هي رسالة في صندوق البريد الأميركي الى مايسمى «معارض» من جهة، ولباقي الاطراف من جهة أخرى، رسالة متممة لرسالة سبقتها بعث بها الرئيس دونالد ترامب وأمر من خلالها بوقف البرنامج السري الذي تديره وكالة المخابرات المركزية « سي آي إيه» لتدريب مجموعات ما يسمى المعارضة السورية، رسائل تؤكد انقلاب الموازين في أرض الميدان، وبأن المنطقة تسير باتجاه متغيرات لا تسر خاطر الإدارة الأميركية، وهي بحاجة الى مزيد من الوقت لرؤية الصورة على حقيقتها، ولابد من أن تكون على استعداد للدخول في المرحلة الجديدة، بوسائل أخرى بعيدة عن العسكر والسلاح، ولأجل ذلك لابد من التخلي عن كثير من الأوزار، والتخفيف من حمولة سفينة توشك على الغرق في المستنقع السوري.‏

Moon.eid70@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية