تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سباق الأرنب والسلحفاة..!

أبجد هوز
الثلاثاء 14-1-2020
عبد الحليم سعود

اعترف بأني لست مطلعاً على محتويات آخر إصدارات المناهج التربوية السريعة التبدل والتعديل،

ولكن ذاكرتي مازالت تحفظ تلك الحكاية (الطريفة) التي أشبعونا بها (عباقرة) المناهج في سبعينيات القرن الماضي حول أرنب بليد كان يخسر السباق مع سلحفاة نشيطة، ورغم قناعتي بأنه لا يوجد سلحفاة في العالم يمكن أن تسبق أرنباً، إلا أنني مازلت معجباً بهذه الحكاية، ولا سيما بعد أن تعرفت على الطريقة (السلحفاتية) الدارجة في تسيير معاملات الناس في معظم المؤسسات، بالرغم من وجود (أرنب) الحاسوب والانترنت الأمر الذي جعلني أصدق أي حكاية..!‏

منذ سنوات ونحن نعيش تفاصيل ويوميات حكاية مشابهة بأرنب وسلحفاة، ففي السباق المحموم وغير المتكافئ بين الرواتب والأسعار، مازال أرنب الرواتب البليد ينام لسنوات طويلة على طريقة أهل الكهف، في مقابل حركة دؤوبة ومتسارعة ومفاجئة لسلحفاة الأسعار، وفي كل مرة يستفيق فيها الأرنب ليتابع السباق يُفاجأ بالسلحفاة وقد أنهت السباق لصالحها وحطمت رقماً قياسياً جديداً..!‏

سواء استيقظ الأرنب (المشكوك بذكائه) ورغب بمواصلة السباق مع السلحفاة العبقرية أم ظل متمسكاً بعاداته السقيمة، فإن فرصة فوزه بالسباق لا تتجاوز نسبتها الواحد من مئة، وما يشغلنا ويجعلنا نتوجس قلقاً هو أن الأسعار لم تعد تقبل بلعب دور السلحفاة، بل أناطت بنفسها دور الثعلب الماكر الذي يفاجئنا في كل يوم بإنجازات جديدة غير مسبوقة، ولا سيما أنه صار بمقدوره افتراس الأرنب في أي لحظة من لحظات السباق..!‏

سقط أرنب (مغفل) في حفرة عميقة فراح يستغيث طالباً النجدة، فسمعه ثعلب (طيب) فدلّى له حبلاً كي ينقذه..فنظر إليه الأرنب ثم قال : اتركني بحالي وأنا بألف خير..!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية