|
بقلم: الان لوبون- ALTER INFO حيث تتمركز القوات الأميركية بكثرة إضافة لقوات التحالف الأخرى. تم شن هذه الضربة المباشرة من قبل إيران انتقاما لاغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ورفاقه، من قبل الولايات المتحدة الأميركية، عبر طائرة أميركية بدون طيار، قرب مطار بغداد الأسبوع الماضي. يبعث الرد الإيراني عدة رسائل إستراتيجية إلى الشرق الأوسط في هذا العام 2020 ولعدة سنوات قادمة، فما هي هذه الرسائل؟ ماذا سيحدث بعد الهجوم الإيراني المفتوح على أقوى دولة في العالم؟ اتصل مسؤول إيراني كبير برئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي بعد منتصف الليل لإبلاغه بأن إيران قد قررت الانتقام من اغتيال الجنرال، وبأنها ستستهدف تجمعات القوات الأميركية. توقعت واشنطن الرد وتم إجلاء العديد من القواعد الأميركية لأسباب أمنية، وخاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الحشد الشعبي، وكذلك حول بغداد، في الأيام الأخيرة إلى عين الأسد، حيث توجد ملاجئ مضادة للأسلحة النووية. تقع قاعدة عين الأسد في صحراء الأنبار، بالقرب من الحدود العراقية السورية. من هذه القاعدة أقلعت الطائرات بدون طيار التي قتلت قاسم سليماني ورفاقه في مطار بغداد. قصفت إيران قاعدة عين الأسد، وهي أكبر قاعدة عسكرية أميركية في العراق، حيث تتركّز معظم القوات الأميركية فيها، كما قصفت إيران قاعدة أميركية أخرى في أربيل، في أقليم كردستان، لقد أعلنت إيران قرارها باستخدام الأسلوب نفسه الذي استخدمه الأميركيون. في 30 كانون الأول 2019 ، اوحت نية الولايات المتحدة في قصف القوات العراقية (قوات التعبئة الشعبية) ورفض العراق, لكن واشنطن دمرت مواقع خمس قواعد لقوات الأمن العراقية ما أسفر عن مقتل 79 من أفراد الشرطة العراقية، وكذلك عدد من ضباط الجيش العراقي، ثم تم اغتيال الجنرال قاسم سليماني وصديقه المهندس وردت ايران بتدمير قاعدة عين الاسد وقاعدة أميركية في اربيل. لقد جاءت خطوة ايران القوية رداً على اغتيال سليماني بصفته مبعوثا في مهمة دبلوماسية. في عام 2014 ، دعت الحكومة العراقية سليماني رسميًا عندما طلب العراق من إيران إرسال 100 مستشار إيراني إلى العراق لدعم الحرب ضد «داعش».. لقد تمتع بالحصانة العراقية وبمتابعة وحماية خلية استخبارات إيرانية في بغداد، بعيدة عن السفارة الأميركية، بالتنسيق مع المسؤولين الروس والسوريين والعراقيين.. كان دبلوماسيًا يحمل جواز سفر دبلوماسيا، وكان من المقرر أن يلتقي برئيس الوزراء العراقي في اليوم التالي في الساعة 8:30 صباحًا لتلقي رسالة من المملكة العربية السعودية.. وافق رئيس الوزراء عبد المهدي على لعب دور الوساطة بين إيران والمملكة العربية السعودية وكان على اتصال بعد مبادرة السلام التي اقترحتها إيران للزعماء العرب.. وصل سليماني إلى العراق وكانت رحلة متعددة المهام. استخدمت إيران صواريخها الدقيقة في ضرب أهدافها عندما قصفت «داعش» والانفصاليين الأكراد في كردستان في 18 أيلول الماضي. ليل الأربعاء -الخميس الفائت، استخدمت إيران الصواريخ الباليستية ذات الرؤوس الحربية المتعددة المصممة لتفادي وقوع إصابات، وأرسلت رسالة واضحة إلى ترامب، كانت هناك خسائر قليلة أو معدومة ولم تذكر الولايات المتحدة أي معلومات حول الخسائر. لم يستخدم الإيرانيون صواريخ أطلقت من منصات تحت الأرض، واختاروا بدلاً من ذلك نشر صواريخهم علانية ضد القواعد الأميركية في العراق.. لقد فتحت إيران الباب للتصعيد لأنه بدون تصعيد وبدون اللجوء لسياسة الردع، كانت الحرب ستندلع في جميع أنحاء الشرق الأوسط. لقد وضع الرئيس ترامب، بتصرفه الأحمق، الإيرانيين في زاوية صعبة ما أجبرهم على الرد على جريمة اغتيال سليماني، الجهات الرسمية الإيرانية تؤكد أن «80 جنديا أميركيا قد قتلوا» ، وهي رسالة تسعد الرأي العام الإيراني وملايين الإيرانيين الذين يقدّرون ذكرى قاسم سليماني، كما أنها رسالة لحشد الدعم الشعبي وراء الحكومة في حالة ردة فعل أميركية حمقاء أخرى وبالتالي انتقام إيراني آخر، أي اندلاع حرب في المنطقة. الرسالة الإيرانية موجهة أيضًا إلى أعضاء الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة الأميركية، بحيث يمكنهم استخدامها ضد الرئيس الذي وعد بأن جنوده لن يكونوا في خطر أثناء فترة ولايته، في الواقع، إنه وبافتقاره لأدنى درجات الحكمة، يعرض حياة الآلاف من الجنود للخطر وجعلهم تحت رحمة الضربات الإيرانية أو المواجهة مع إيران وحلفائها في الشرق الأوسط. كما أرسلت إيران رسالة واضحة تستهدف القاعدة الأميركية في أربيل، ووفقًا للمسؤولين الإيرانيين فالرسالة تقول إنه إذا قررت القيادة العسكرية الأميركية نقل قواتها من العراق إلى أربيل، فإن القوات الأميركية في كردستان لن تكون بمأمن من أي انتقام إيراني، بل ستكون ضمن مدى الصواريخ ولن تكون أكثر أمانًا من أي مكان آخر بالعراق، وتكشف العملية الإيرانية في العراق أن صواريخ الاعتراض الأميركية كانت غير نشطة في عين الأسد ويمكن أن يزداد عدد القتلى من الجنود الأميركيين فيما لو كانت الضرية أكبر. كانت الضربة في تلك الليلة هي الرد الثاني على اغتيال سليماني؛ الأولى جاءت من البرلمان العراقي، الذي دعا في قراره إلى سحب جميع القوات الأجنبية من البلاد، والثاني جاء من الرئيس حسن روحاني الذي قال: «لقد تمكنت الولايات المتحدة من قطع يد قاسم سليماني، لكن إيران ستقطع أرجل وأيدي الوجود الأميركي في الشرق الأوسط». وجّهت طهران أيضاً رسالة أخرى إلى إسرائيل، حيث التقى القائد الجديد المعيّن لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، بممثلي جميع الجماعات الفلسطينية في طهران. وفقًا لمصدر مطلع، تعهدت إيران «بدعمها اللامحدود لجميع الجماعات الفلسطينية حتى تصل إلى تحقيق هدفها». وكان مصدر إيراني قد قال إن «إسرائيل شاركت مع الولايات المتحدة في اغتيال سليماني». . هذه الضربة ضد القوات الأميركية في الشرق الأوسط لن تكون الأخيرة إذا أصرت القوات الأميركية في العراق على البقاء في المنطقة، و يبدو أن الأيام التي كانت فيها الولايات المتحدة يمكن أن تضرب دون أي رد فعل قد انتهت. إن اغتيال قاسم سليماني دمّر كل الاحتمالات للتفاوض بين الإدارة الأميركية وإيران. تنتظر روسيا والصين بهدوء وراء الكواليس لفتح الباب لملء الفراغ. |
|