|
متابعات سياسية في محاولة جديدة لزرع كيانات مشابهة تضعف المنطقة مرة ثانية وإلى أجل ممتد في المستقبل، وعلى شعوب المنطقة أن تنزع فتيل هذا التهديد الجسيم لهويتهم وحريتهم، لأنه ليس المستهدف فقط الدول التي انتشرت فيها الداعشية أو « الصهيونية بالوكالة»، بل أيضاً كل الدول التي ساهمت بنشر الإرهاب مثل تركيا ودول الخليج، فهي على الخرائط الجديدة المرسومة مقسمة ومفتتة، وحكامها لا يقرؤون الاستراتيجيا الأنكلو سكسونية، وربما لا تهمهم الخرائط لأنهم مجرد دمى. نظرية إعادة هيكلة وتقسيم ما يسمى الشرق الأوسط ما زالت تخلق منذ عقود طويلة أزمات كثيرة ومتعددة لشعوبه وشعوب العالم، ومحاولات إضعاف الدول المناهضة لهذا المخطط التآمري لا تخدم في المنطقة سوى إسرائيل، بدليل أن عتاة الصهاينة هم من يمسكون بخيوط لعبة «الربيع العربي» أمثال برنارد لويس، وريتشارد بيرل، ورالف بيتر، وبرنارد ليفي. وأمثال هؤلاء هم الذين يريدون إسقاط أي اتفاق نووي مع إيران ، فعضو مجلس الشيوخ توم كاتن الذي ينتمي لشريحة الشيوخ ذوي النوازع المتطرفة في ملفات إيران وسورية وروسيا والمؤيد للضربات الجوية ولتجسس مجلس الأمن القومي على الأميركيين، والمنادي بزيادة ميزانيات الحرب عبر العالم وبالتدخل البري في العراق وسورية دعا أوباما إلى تزويد إسرائيل بطائرات ب52 وبصواريخ مضادة للتحصينات، وهو أحد أعضاء مجموعة الضغط التي تصنع الحروب في العالم . ولكن التعاون بين دول بعينها «سورية –إيران- العراق» لمواجهة المعايير الاستعمارية الجديدة التي على رأسها المحور الأميركي الإسرائيلي، أسهم في الحد من هامش المناورة والمكيدة الغربية الهادفة إلى طمس تراث المنطقة وتقسيمها ونهب ثرواتها. وفي خضم المحنة التي تشهدها شعوب المنطقة، فإن محور داعش الأنكلوسكسوني - الصهيوني- الخليجي في المنطقة يمكن تشبيهه بحلف شمال الأطلسي في أوروبا بل ذراعه العسكرية التي يمكن كسرها بمقاومة شعبية يتصاعد عملها المقاوم لتتخطى أعلى ذروة للعدوان وتتجه في خطٍ منحنٍ نحو الانتصار، وعندها ستجد الخلاص من مؤامرة كبرى لم يشهد لها التاريخ مثيلاً. ونجاحات السوريين والعراقيين في ضرب الإرهاب في سورية والعراق أظهرت بشكل قاطع أن الدعاية الغربية بشأن قوة تنظيم داعش الإرهابي كاذبة، كما بينت أن التحالف الأميركي ضده غير فعال. فقوات الجيش العربي السوري مع الدفاع الوطني والأهالي، تقدم الإنجاز تلو الإنجاز، بينما الولايات المتحدة وحلفاؤها لم تقاتل داعش خلال 7 أشهر من الضربات الجوية على التنظيم الإرهابي كما تزعم، بل على العكس قامت بتدمير بنى تحتية سورية وعراقية بدلاً من ضربه. وقد حرر الجيش العربي السوري عشرات القرى ويحاصر عناصر داعش في قرى أخرى. أما انتصارات الجيش العراقي تقلق الولايات المتحدة وكشفت سوأتها ليكون الشيء الوحيد المؤكد هو أن داعش ستهزم ولكن ليس بيد حلف واشنطن الذي يزعم أن داعش خطر عليه، وأدت أضاليله إلى الهروب إلى الأمام بشن حرب ظالمة على الشعب اليمني. فالغرب وإسرائيل هما المستفيدان رقم واحد من العدوان السعودي على اليمن، ومن أفعال تنظيمي داعش وجبهة النصرة وهذان الجسمان الإرهابيان يزعمان القتال باسم الإسلام ولكن يدمران الحضارة العربية والإسلامية والمسيحية في المشرق، والبنى التحتية والآثار في سورية والعراق، وفي كل مكان ظهرت فيه التنظيمات التكفيرية مثل ليبيا وغيرها، وهذا دليل يفضح أكذوبة النزوع إلى إقامة دولة خلافة، لأن من يتمتع بعقل الدولة لا يدمر المقومات الحضارية عن سابق تصميم. والأمم المتحدة علا صوتها الآن بصدد الجماعات الإرهابية الأجنبية، وتدق ناقوس الخطر إزاء أكثر من 25 ألف إرهابي أجنبي في سورية، بعنوان مشكلة أمنية عالمية. ولكن لا أحد يعتقد أن المزاج الغربي المتحكم بمجلس الأمن يريد محاربة الإرهاب فالتواطؤ بين الدور السعودي جواً والدور البري لتنظيم القاعدة ضد اليمن واضح، وجلسة مجلس الأمن السابقة حول اليمن لم تبت في تحالف السعودية مع القاعدة ليس في اليمن وحدها بل أينما وجدت، ما دام المطلوب أمن إسرائيل. ولأمم المتحدة التي سهلت قراراتها احتلال العراق عام 2003 ثم ضرب ليبيا، وجعلت وباء الإرهاب يتفشى في المنطقة انطلاقاً من الفوضى الحاصلة، لن يكون لها الآن قرارات معاكسة أو حقيقية لمكافحة الإرهاب. |
|