تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الرهان على الفوضى

نافذة على حدث
الاربعاء15-4-2015
فؤاد الوادي

تُجيد الولايات المتحدة سياسة التلون والرقص على كل الإيقاعات الصاخبة منها والمبتذلة على قاعدة كسب جميع معاركها على مختلف الجبهات التي تُشعلها حسب مقتضيات الحاجة والمصلحة والضرورة،

حتى لو كان ثمن ذلك تخليها عن بعض أدواتها وأتباعها لإنقاذ نفسها من الغرق الذي قد يكون محتماً أحياناً.‏

على ذات الضفة تُجيد الأعراب سياسة التبعية والخنوع والترنح على حافة الحماقة.. وبين هذه وتلك تراوح التصريحات والمواقف والسياسات العقيمة التي لا تخرج في مضمونها وأبعادها عن حدود العبثية والسذاجة المفرطة التي تحاول الإصرار على مواصلة نفس الأدوار والمهام و تبرير الخيانات وسفك دماء الشعوب.‏‏

هذه الفوضى المنظمة التي تسعى الولايات المتحدة لتعميمها والرهان عليها، تحقق للأميركي عدة أهداف دفعة واحدة، بدءاً من الحفاظ على الحالة الراهنة التي تمور وتغلي فوق الجحيم، مروراً بإغراق المنطقة والعالم في تيه الفوضى وإبقائه في حالة اشتباك وكباش دائمة ومستمرة تمكن الإدارة الأميركية الحالية والقادمة من مواصلة واستكمال كل فصول وحلقات مشاريعها ومخططاتها الاستعمارية التي تجد في تلك الأجواء البيئة الأخصب لتحقيق أهدافها، وليس انتهاءً بضمان مستوى الابتزاز الذي تمارسه الأخيرة مع حلفاؤها وأدواتها للتأثير عليهم لتغيير قواعد اللعبة الجديدة التي فرضتها الأطراف المقابلة التي تتحكم بمجريات الأحداث على الأرض.‏‏

من هذا المنظور يمكن بالتالي توقع المزيد من التلونات والتقلبات في السلوك الأميركي، الأمر الذي يفتح الباب على مزيد من الاحتمالات والمفاجآت الأميركية المتوقعة، غير أن الثابت والمحسوم حتى الان هو ثبات و رجحان الكفة السورية في الميدان الذي يشكل بدوره بوصلة لأية تغيرات وتحولات قادمة في السياسة الأميركية، وربما هذا مايفسر المحاولات الأميركية المحمومة خلال الأيام الماضية لتغيير وجهة تلك البوصلة عبر تسعير وتسخين بعض الجبهات وتفجير جبهات جديدة.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية