|
سانا - الثورة
المعرض نظمته كلية الهندسة المعمارية بالتعاون مع المعهد العالي للتخطيط الإقليمي ومديرية الآثار والمتاحف ونقابة المهندسين، وقد تضمن «لوحات» توثق المعالم الأثرية في مدينة تدمر قبل وبعد اعتداءات التنظيمات الإرهابية عليها نفذها طلاب المرحلة الأولى والدراسات العليا في الكلية وطلاب قسم الآثار والمتاحف في كلية الآداب خلال ورشة عمل استمرت على مدى الشهرين الماضيين. الدكتورة العطار نائب رئيس الجمهورية وفي تصريح صحفي عبرت عن تقديرها لجهود الطلاب، وأملها أن يعود مجد مدينة تدمر وألقها على أيديهم وأيدي المهندسين العاملين بجد وجهد والمدفوعين بحب الوطن. ولفتت الدكتورة العطار إلى أن السوريين الذين رمموا آثار تدمر عبر التاريخ بأدوات بسيطة وصعوبة بالغة قادرين اليوم على ترميمها وقالت: أنا متفائلة جدا بكم أساتذة وطلابا وبالقائمين على المعهد العالي للتخطيط الإقليمي الذي سيكون مثالا لدراسات قيمة كنا نفتقدها. وثمنت الدكتورة العطار الروح العلمية التي مارس بها الطلاب والمهندسون عملهم مستندين إلى وثائق وحقائق ومعلومات لا تغيب عن ذهن العلماء الذين يعنون بحفظ التراث والدفاع عنه مؤكدة ضرورة تنفيذ مشاريع الطلاب ومعتبرة أن الدعم الذي تقدمه المؤسسات والمنظمات الدولية في هذا المجال «لن يغني عن الخبرات الوطنية ولا يجب الاكتفاء به». وختمت العطار تصريحها بالقول رغم الاعتداءات الإرهابية على المواقع الأثرية في سورية ما زال بإمكاننا صنع المعجزات وحماية آثارانا وإعادة الحياة لها مرة ثانية. عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب الفلاحين الدكتور عبد الناصر شفيع أكد من جانبه أن تدمر التي صمدت في وجه الغزاة عبر آلاف السنين وسطرت البطولات ستبقى حاضرة الشرق ودرته رغم الإرهاب الذي استهدفها وحاول تدميرها وذلك بفضل السوريين المصرين على إعادة إحيائها وبنائها من جديد. ومن جهته لفت وزير التعليم العالي الدكتور محمد عامر المارديني إلى أهمية العمل الاكاديمي في إنقاذ التراث العظيم لمدينة تدمر بوابة التاريخ مشيرا إلى أن المشروع الذي قدمه الطلاب سيتسع مستقبلا ليشمل جميع مناطق سورية ومعتبرا أن الأزمة عملت على نضج فكر الطلاب وربطهم بسوق العمل واحتياجاته. من جانبه رأى السفير الكوبي في دمشق روهيريو مانويل سانتانا رودريغيز أن المعرض دليل كبير على ان سورية ستنتصر في المستقبل على الإرهاب مبينا أن «مدينة تدمر مدينة ثقافية عالمية وإرث للبشرية جمعاء». وأعرب السفير الكوبي عن أسفه لما قام به الإرهابيون في سورية من أعمال تدميرية في مدينة تدمر واصفا إياهم «بالأدوات بيد الامبريالية الأمريكية» التي تسعى إلى مسح ثقافات العالم وفرض رموزها عليه مشيرا إلى أن سورية تمتلك كل الامكانات اللازمة لاعادة اعمار المواقع الأثرية والقضاء على الإرهاب. بدوره بين رئيس جامعة دمشق الدكتور محمد حسان الكردي أن الحفاظ على التراث من أهم احتياجات سورية في ظل الظروف الراهنة الأمر الذي يستلزم من جميع الجهات المعنية تكثيف جهودها للعناية بالمواقع الأثرية مؤكدا أن الجامعة أخذت على عاتقها النهوض بالتعليم والبحث العلمي المتعلق في مجال الآثار والتراث والسياحة حيث عقدت ورشات عمل متخصصة لدراسة هذه المسائل بشكل عميق بمشاركة أساتذة ومتخصصين وطلاب نتج عنها دراسات وأبحاث في مجال توثيق الآثار في ظل ما تعرضت لها من دمار وتخريب. من جهته قال عميد كلية الهندسة المعمارية الدكتور سلمان محمود «رغم انشغالنا بالتدريس وواجباته في ظل تزايد أعداد الطلاب واستقبال الطلاب من الجامعات السورية الأخرى فإننا لن ندخر جهدا بأن نقوم بدورنا الأخلاقي تجاه مدننا القديمة التي طالتها يد الهمجية سواء تدمر أو معلولا أو حلب القديمة أو غيرها استعدادا لمرحلة إعادة الإعمار التي ننتظرها» معربا عن تقديره للجهود التي بذلها الطلاب والأساتذة في هذا الصدد والجهات المعنية التي ساهمت في ذلك. نائب عميد كلية الهندسة المعمارية الدكتورة عبير عرقاوي أوضحت أن المشاركين في الورشة عملوا على تقديم مخططات ودراسة لإدارة موقع مدينة تدمر التاريخية بهدف إيصال رسالة للعالم ان الشعب السوري موجود مشيرة إلى أن كثيرا من الدول الأجنبية تحاول تقديم دراسات عن تدمر لكن طلاب كلية الهندسة لا يقلون بالمستوى عن غيرهم من المهندسين في العالم ويمكن أن يتصدوا لهذا الموضوع بأعلى درجة من التقنية. ومن المعهد العالي للتخطيط الإقليمي أعربت الدكتورة ناتاليا عطفة عن تقديرها وشكرها لفريق العمل والجهات التي ساهمت في الورشة في ظل الأهمية التاريخية لمدينة تدمر العريقة ومكانتها الحضارية على مستوى العالم. حضر الافتتاح أمين فرع جامعة دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور جمال المحمود ومدير الآثار والمتاحف في سورية الدكتور مأمون عبد الكريم ونقيبا المهندسين في سورية ودمشق وأعضاء الهيئة التدريسية في كلية الهندسة المعمارية والمعهد العالي للتخطيط الإقليمي وحشد كبير من الطلاب. وشارك في الورشة أكثر من 200 طالب وطالبة من طلاب الماجستير الأكاديمي وماجستير التأهيل والتخصص وطلاب السنوات المختلفة في جامعة دمشق والجامعات المشاركة للمساهمة في تقديم دراسة توثيقية وتاريخية وهندسية لمدينة تدمر وكذلك رؤية مستقبلية في الترميم والإحياء وعلى أكثر من مستوى تخطيطي لهذه المدينة وصولا إلى محيطها الإقليمي ضمن إقليم البادية. وتضمنت الورشة عدة محاور وهي محور التوثيق ويتناول دراسة الموقع الأثري لمدينة تدمر والمعالم التاريخية التي يضمها وذلك قبل وبعد الضرر الذي جرى للموقع إضافة إلى محور الرسم الثنائي والثلاثي الأبعاد عبر تقديم مخططات ثنائية وثلاثية الأبعاد للموقع الأثري والمعالم المهمة فيه. كما تضمنت محور الدراسة التخطيطية لتدمر التي تقدم رؤية متكاملة تبرز مكانة إقليم تدمر بمكوناته الطبيعية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياحية ربطا مع المدينة ونظامها العمراني الشطرنجي والمشهدي المتنوع إضافة إلى محور إدارة موقع مدينة تدمر الذي يتناول تعريف المشاركين بالموقع من أجل إعادة الحياة إليها من خلال عودة السكان وإحياء الموقع التاريخي وأوابدها المهمة بالطريقة العلمية المناسبة وفق الوثائق الدولية وأحدث ما توصل إليه العلم في هذا المجال. |
|