تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لا نحتاج إلى براهين..

كواليس
الأربعاء 15-6-2016
ريم صالح

قيل كثيراً أن طباخ السم الإرهابي ذائقه لا محال، وبأن من يزرع التطرف، ويقامر بالدم، لن يحصد إلا التفجيرات والأحزمة الناسفة والأعمال الإرهابية في دياره وعلى أراضيه،

ولكن هذا الكلام على ما يبدو كان بعيداً كل البعد عن آذان وتصورات راعي الإرهاب الأميركي، وحلفائه الأوروبيين الذين لا يكفون عن تعويم الإرهاب وتسويقه وتصديره إلى المنطقة.‏

الرياح الإرهابية قد غيرت مسارها، وبدأت تجري اليوم بما لا تشتهي الأجندة الغربية، بل وشرعت في ضرب العمق الأميركي والفرنسي حتى، ولكن في المقلب الآخر ماذا حدث؟ مجرد إدانات ورثاء لا يقدم ولا يؤخر، وتملص من مسؤولية ما جرى ويجري، ودائماً التبريرات والتلفيقات الأوبامية والأوروبية معدة ومجهزة سلفاً، لا تحتاج إلا إلى سحبها من الأدراج المخفية، أو إنزالها من الرفوف السرية.‏

أوباما وإدارته وشركاؤه ماضون في دعم الإرهاب في سورية والمنطقة، دموياً كان أم أكثر ترهيباً وترويعاً، ومهما كلف الثمن، حتى وإن عصى المارد الداعشي أوامر من أطلقه من قمقمه البنتاغوني، وإلا كيف نفسر إصرار القابع في المكتب البيضاوي، حتى الآن، على عدم تحديد «معتدليه» في الميدان، الذين يتبجح بهم ليل نهار، ويقامر بهم على الطاولة التفاوضية، ويمنحهم شرعنة من لا يملك لمن لا يستحق؟!.‏

بل كيف نبرر هذا الدعم اللا محدود واللا منقطع لمن تسميهم واشنطن «معارضة معتدلة» من جهات أميركية وبريطانية وفرنسية، فيما هم ثلة إرهابيين وقتلة مأجورين، ولاؤهم لمن يدفع لهم أكثر، ومطالبهم تعبر عن مواقف ومصالح من يشغلهم، لا همّ لهم سوى تعبئة الجيوب وإملاء الكروش، وعقد الصفقات المخزية في بازارات العكل واللحى.‏

وفي حال بقي الأميركي وحلفاؤه الغربيون رهين إدمانه للعب بالنار الإرهابية، فإنه سيحرق ليس أصابعه فحسب وإنما سيهدد أمنه واستقراره ومستقبل شعبه، وما حدث في اورلاندو وباريس يدلل على ذلك، حتى وإن تعددت التفسيرات وتفاوتت التآويلات.‏

لم يفت الآوان بعد، ومن أوصل الإرهاب الوهابي والإخواني إلى قمة الشجرة، باستطاعته حتماً أن ينزله، ولكن شريطة أن تصدق النوايا والجهود.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية