|
كتب و فى عام 1910 نشر ثاني مجموعاته و كانت عبارة عن الأربع عشرة قصيدة الأولى بالإضافة إلى إثنتي عشرة قصيدة جديدة ، و نشرت له مجلة «الحياة الجديدة » قصائد من عام 1908 حتى عام 1918 و مع مرور الوقت تجاوزت شهرته الاسكندرية ووصلت للآفاق العالمية. كان حفيد تاجر ألماس يوناني و أبوه كان رجل أعمال و أمه من الطبقة الارستقراطية. و كان الابن التاسع بعد أخت تسمى « هيليني « ماتت و هي صغيرة ، و لأنها كانت وحيدة بناتها حاولت أمه أن تعوض خسارتها بمعاملة كفافيس كبنت و تلبسه ملابس البنات و تمشط له شعره و كانت قليلاً ما تفارقه، و يفسر البعض هذا كونه خجولاً و منطوياً و قليل الاعتماد على نفسه. نال كفافيس شهادة دبلوم التجارة وعمل كسمسار و موظف. و بعد ما توفيت أمه التى كان يحبها عام 1899 توفي أكبر إخوته جورج عام 1900 و أخواته أريستيديس عام 1902 و ألكسندر الذى كان أحب إخوانه إليه عام 1903 و جون عام 1923 و بول عام 1920 . و فى عام 1923 أصيب كفافيس بمرض سرطان الحنجرة وفقد القدرة على الكلام و قضى آخر أيامه فى المستشفى اليونانى بالاسكندرية. تحول بيت كفافيس في الدور الثالث بمبنى قديم خلف مسرح سيد درويش في محطة الرمل بالاسكندرية لمتحف. كان قبلها فندقاً يسمى « بنسيون أمير» واشترته القنصلية اليونانية فى الأسكندرية و حولته لمتحف عام 1991. ويضم المتحف قناع الدفن الخاص بكفافيس وأثاثاً و هدايا و مؤلفاته و شرائط تحوي قصائده ملحنة و نصوصاً مكتوبة بخط يده و أيقونات و مجلدا ضخما يسمى «دليل الاسكندريه » فيه صور قديمة نادرة و لوحه زيتية للخديوي اسماعيل الذى كان صديقاً لوالد كفافيس ، ووضعت لافتة من رخام الأسود فى مدخل المبنى مكتوب عليها « فى هذا البيت عاش كفافيس آخر خمسة و عشرين سنة من حياته » . وقد زاره أكثر من مسؤول يوناني كبير أبرزهم الرئيس اليوناني. عمل موظفًا بالمكتب بدلاً من «سليم أفندي إبراهيم» الذي أحيل إلى المعاش، وبهذا استطاع شاعرنا الحصول على وظيفة متواضعة في وزارة الري بمكتبها بالإسكندرية في عام 1889، وتدرَّج في سلم الوظيفة، فأصبح في نيسان 1892 كاتبا بمرتب قدره سبعة جنيهات ثم بلغ مرتبه أربعة وعشرين جنيها في كانون الثاني عام 1913. أما عن أسفاره فقد أمضى بعض سنوات طفولته في إنكلترا، كذلك أمضى شاعرنا عامين من سنوات شبابه في «إستانبول» وزار «فرنسا»، لكنه لم يزر «أثنيا» إلا لفترة زمنية قصيرة بين عامي 1900 و1901، وكان ذلك للمرة الأولى في حياته، أي عندما كان في السابعة والثلاثين من عمره. واضطر للسفر مع أمه وأسرته إلى الأستانة بعد الاعتداء على الإسكندرية، وأقاموا عند جده، ثم عاد عام 1885. وكانت آخر أسفاره عام 1932، عندما مرض بسرطان في الحنجرة، وسافر إلى اليونان للعلاج ثم أصر على العودة إلى الإسكندرية، ولكنه كان قد فقد القدرة على الكلام. لا يعتبر «قسطنطين كفافيس» أعظم شاعر يوناني معاصر فحسب، لكنه أيضا أعظم شاعر يوناني عرفته مصر. وهو يعبر في شعره عن التلاقي المشترك لعالمين: اليونان الكلاسيكية، والشرق الأوسط القديم، وتأسيس العالم الهيلليني، والأدب السكندري الذي كان مهادًا خصبًا لكل من الأرثوذكسية والإسلام، والسبل التي تدفع بشعوب المنطقة - على اختلاف أساليبها - نحو الكمال الإنساني. |
|