|
رؤيـــــــة ثمة مخصصات أخرى على درجة من الأهمية.. الحرية مثلاً! الحرية كالشمس متاحة للجميع, لكن هناك من يرون في أنفسهم أوصياء على توزيعها كأي سلعة أخرى تخضع لسياسة التقنين؟ فما هي المعايير التي يتبعها هؤلاء وهل يجددونها؟ بمعنى هل يجرون تعديلات على ما كان غير مسموح الحديث به وعنه بناء على معطيات الوضع الراهن؟ هل تضر الحرية بصاحبها, ولذا يسارعون إلى حمايته منها!؟ هل يتعاملون مع الأفراد على أرضية واحدة, فيكيلون لهم حصتهم من الحرية؟! هل يخصصون لأديب أو مبدع أو فيلسوف أو مفكر أو صحفي حصة الحرية ذاتها التي يسمحون بها لفرد عادي؟! ما هي المعاييرالتي سمحت بكل ما نراه ونسمعه في الشوارع والسيارات: خليط عجيب من الإنشاد, والخطب ودروس الدعاة ( هكذا يسمونهم ) والغناء الشعبي الهابط والصور..... ولم أجد من يرفع إشارة حمراء في وجه أي من ذلك, بينما (تفلّى) مقالة أو زاوية لأديب أو مفكر أو صحفي.... لماذا تخفض مخصصات الحرية حيث يجب العكس!؟ ألا ينبغي أن نحظى بحصصنا من الحرية وفق حاجتنا, وعقلنا وقدرتنا على استحدامها بمسؤولية.....! ثمة من لا يريد مخصصاته منها أصلاً, وهذا يشكل فائضاً في ناحية معينة, أفلا يحق لنا المطالبة بإعادة توزيع ذلك الفائض!؟ |
|