|
مسرح
إضافة إلى تألقه درامياً كثيرون يتجاهلون المسرح.. وخاصة بعد الشهرة، هو من القلائل الذين أدركوا أن اللعب على الخشبة يضيف للفنان ألقاً ويثري تجربته باحتكاك حميمي مع الجمهور، ربما ليطلق طاقة لم تتحها الشاشة المربعة والمحددة.. لكن المنصة، هي امتحان ورصيد..
المسرح ملعبه.. وفي لقاءاته يؤكد أن هاجسه الأساسي تبسيط المسرح وتقريبه للجمهور من خلال تناول تفاصيل يومياته الأكثر دقة، في قالب بسيط وسهل.. وليس الاستسهال أو تقديم وجبة مسرحية خفيفة.. ويرى أن تقديم مسرح بسيط لا يعني التخلي عن الشروط المعرفية والجمالية. مؤكداً على أن المسرح «لا يمكن أن يكون وجبة سريعة أو فيديو كليب، كما أنه ليس عملاً تهريجياً ولا استعراضاً خفيفاً، يقدم أفكاراً غير معقدة». - الهدف ليس جمهور نخبوي أو من صفوة المثقفين.. لكن الجمهور الواسع بمختلف شرائحه ومستوياته الفكرية.. حلمه أن يصبح للمسرح قاعدة جماهيرية كبرى.. شرط الابتعاد عن الخطابات الرنانة المثقلة بالأيديولوجيا والتحزب التي لم تعد تقنع أحداً مع التركيز على الجوانب الجمالية (السينوغرافيا.. الإضاءة). مضيفاً: أن المسرح ليس فناً توثيقياً.. بل هو فن دلالة.. في تجربته المسرحية (فوضى) 2005.. غامر بأدوار بطولة تلفزيونية لصالح المسرح عرضت في دمشق، وفي مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي وبمشاركة 80 دولة، وحصل العرض على جائزتين /أفضل عرض وأفضل إخراج/ تأليف وإخراج عبد المنعم عمايري. استوحى قصتها من الناس.. مسرحية تحكي عن ست فتيات قادمات من مناطق مختلفة، أقمن في بيت من بيوتات الشام القديمة، لكل منهن قصة.. ويفتقدن الإحساس بالأمان، والرابط الوجداني الذي يبحثن عنه.. إنها القرية وأنت بين أناس يشاركونك المكان بكل تفاصيلة. درس الإخراج المسرحي، ودرس في المعهد العالي للفنون المسرحية 4 سنوات، وهو عضو مؤسس في المركز العربي الإفريقي للمسرح العربي. في عمله الأول أو مشروعه الذي انطلق عام 2001 قدم مسرحية صدى ويصفها عمايري بأنها تنتمي للمسرح الواقعي اليومي البسيط وتتحدث عن تفاصيل العلاقة بعد الزواج والسؤال الأزلي: «هل ينتهي الحب... بعد الارتباط)؟! بفكرة بسيطة.. وإخراج غير تقليدي حققت المسرحية نجاحاً لافتاً.. ويمكن القول: إنه نجاح جماهيري.. أثار دهشة الجميع وقتها. ليدخل بعدها في مسرحية (فوضى) ولم تقل جماهيرية عن سابقتها وفازت بجوائز عديدة، في عرضه (تكتيك) قدم بانوراما عن قاع المجتمع ومشكلاته في العصر الراهن. لكن رغم إشكالية العرض، ونجاحه الجماهيري، وإطراء بعض النقاد عليه، وتعرضه لنقد سلبي من آخرين فإنه حرك مياها راكدة. تجربة عبد المنعم العمايري المسرحية.. حققت نجاحاً.. وتحول في البدايات إلى مايشبه الحالة المسرحية الشبابية الجديدة. حاول بجد وباندفاع النهوض بالمسرح السوري، واجهته بيروقراطية متأصلة في الجهات (الداعمة)؟! للمسرح.. لكنه حاول من جديد ودائماً خلق حالة مسرحية سورية، التف حولها الجمهور، ليتجدد التأكيد.. النص الجيد والإخراج الممتع.. والممثلون القادرون.. مع حب غير محدود أو مشروط للمسرح.. سيتقاطر الجمهور ليعيد الألق للمسرح. لكن متى نكف عن الاكتفاء بالحالة المسرحية الفردية؟! |
|