|
نافذة على حدث وخاصة الدول والأطراف المتورطة في تأجيج العنف والفوضى في سورية، وليس من باب التشاؤم والمبالغة إن وضع البعض هذه المهمة في خانة تقطيع الوقت واستهلاكه بانتظار أي معطيات جديدة يمكن أن تفرزها التطورات. في المشهد، هناك أغلبية في سورية تقف إلى جانب الدولة ومؤسساتها تتمنى النجاح والتوفيق للإبراهيمي، وتحاول أن تتحلى بشيء من التفاؤل، في مقابل أقلية تورطت بحمل السلاح ضد الدولة وتلطخت أياديها السوداء بدماء السوريين، مطعمة بالمرتزقة والإرهابيين من جنسيات مختلفة، ومدعومة من قبل لاعبين إقليميين ودوليين، ترفض مهمة الرجل جملة وتفصيلا وتسعى جاهدة لإفشالها، لأن المخطط التخريبي الذي تتبناه وتنفذه على الأرض ليس فيه مكان للدبلوماسية والحوار والحلول السلمية، بل هو في الأساس قائم على الفوضى والقتل والتخريب. فإذا كان الإبراهيمي ـ وهو رجل المهمات الصعبة ـ متمسكا بإنجاح مهمته ـ ولا نشكك في نياته ـ فعليه أن يفتش عن مفاتيح هذه الأقلية الضالة في مكان آخر، حيث السعودية وقطر وتركيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة والكيان الصهيوني وبقية المتآمرين، إذ لا أحد في سورية يقبل أن يتواصل مع الذين باعوا وطنهم ودينهم وشرفهم بحفنة من الدولارات وتشبعوا بفكر القاعدة الوهابي التكفيري. وليكن في علم من يهمه الأمر أن أغلبية السوريين تبحث عن الهدوء والاستقرار والطمأنينة ولكن في حضن الدولة وتحت حمايتها ورعايتها، لا في أحضان ما يسمى المجتمع الدولي وهدناته الكاذبة، وليس بين مواطني الجمهورية العربية السورية من يقبل بهدنة مع قتلة ومأجورين ومرتزقة تحركهم وتحرضهم جهات خارجية أعلنت عداءها للشعب السوري عبر تبنيها المزيد من العقوبات الاقتصادية التي تحاربه في لقمة عيشه ومختلف ظروف حياته ومعيشته. بالمحصلة طريق الإبراهيمي نحو النجاح يبدأ من الضغط على الدول والجهات التي تمول وتسلح الإرهابيين وإلزامها بوقف تمويلها وتسليحها لهم ورفع الغطاء السياسي عنهم، وعندها ستتمكن الدولة السورية بتكاتف أبنائها ومساعدة أصدقائها من استكمال خطواتها الإصلاحية التي تلبي طموحات وتطلعات شعبها دون كبير عناء. |
|