تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تخسر بقرار

الكنز
الثلاثاء 23-10-2012
معد عيسى

يتساءل الكثيرون عن سبب خسارة الصناعات العامة كما هو الحال لعدد كبير من شركات وزارة الصناعة وكذلك يتساءلون عن سبب ربح صناعات القطاع الخاص المماثلة.

بالعودة لصناعات القطاع العام فلا يكاد لا يخلو بيت من منتجات شركة بردى مع محافظة منتجاتها على الجودة، وقبل إنتاج شاشات LCD كانت منتجات سيرونيكس في كل بيت ومحارم كنار وأيضاً منتجات شركة سار التي مازالت تدخل كل بيت باسم آخر حيث كثير من شركات المنظفات تشتري منتج سار وتضيف عليه بعض المعطرات وتبيعه باسمها.‏

كذلك الأمر قبل عدة سنوات أحدثت أول شركة عامة لصناعة السيارات بكلفة 60 مليون دولار وكان الشرط للترخيص إنشاء صالة للدهان وأخرى للحام وأخرى للتجميع بهدف توطين هذه الصناعة وطنياً وتشغيل يد عاملة محلية ولكن هذا الشرط لم يطبق على معمل السيارات الذي أقامه القطاع الخاص وتم الترخيص بصالة التجميع حيث تورد القطع الصينية وتركب وهو ما كلف الشركة 7 ملايين دولار لإنشاء الصالة والسؤال كيف ستنافس الشركة العامة التي كلفت 60 مليون دولار شركة بـ 7 ملايين ودون أن يكون لديها عمالة ورسوم رفاهية وغير ذلك في وقت رفضت فيه الجهات المعنية منح الشركة العامة أي خفض لرسم الرفاهية في وقت انخفضت فيه الرسوم الجمركية على السيارات بشكل كبير وعلاقة ذلك أنه عند دراسة جدوى إنشاء المعمل أخذت الرسوم بعين الاعتبار ولكن عندما بدأت الإنتاج كانت الرسوم قد انخفضت بشكل كبير.‏

محصلة ما سبق أن القطاع العام يخسر بقرار رسمي من خلال منح صلاحيات لتشجيع الخاص على حساب العام دون الرجوع أو الركون إلى وضع صناعة القطاع العام، فالكونسروة خسرت لمصلحة الخاص والسيارات كذلك والصناعات الكهربائية والالكترونية والجدير بالحكومة اليوم العودة لهذه الأسباب لإعادة الحياة للصناعات العامة لا الركون لقرارات إغلاقها لأن هذه الصناعات هي الضمان الوطني لتأمين احتياجات المواطن السوري.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية