|
موسكو-طرابلس وما تشهده مدينة بني وليد الليبية حالياً أكبر مثال على ذلك وهو الأمر الذي أثار قلق وانتقادات وجهت للسلطات الحاكمة في البلاد حول التعتيم الاعلامي الذي تعيشه المدينة بعد أن اسقطوا الاعلام الرسمي وسلموا الدفة الاعلامية لقَطَر التي شاركت بالحرب على ليبيا، وفي هذا السياق عبرت روسيا عن قلقها الشديد من استمرار تفاقم التوتر حول مدينة بني وليد الواقعة بالقرب من العاصمة الليبية طرابلس وعدم القدرة على تشكيل حكومة ليبية وغياب النتائج الواقعية والعملية لتشكيل جيش وقوى امنية قادرين على ضبط الاوضاع في البلاد. واوضحت دائرة الاعلام والصحافة في وزارة الخارجية الروسية في بيان لها أمس ان المعلومات الواردة عن نتائج القتال في مدينة بني وليد مازالت مستمرة واودت بحياة عشرات الاشخاص وجرح ما يزيد على مئتي شخص آخرين اغلبهم من المدنيين بينهم اطفال مشيرة إلى ان الوضع الانساني في هذه المدينة يسوء يوما بعد آخر وبحسب البيان فإن السلطات الليبية لم تتمكن من فرض سيطرتها على مناطق مختلفة من البلاد معبرا عن امل موسكو بان تتخذ طرابلس التدابير العاجلة والكفيلة بتسوية النزاع في هذه المنطقة وتوفير الامن للسكان المدنيين وتقديم المساعدات الانسانية الضرورية لهم. من جهتهم اقتحم متظاهرون ليبيون من أبناء قبيلة ورفلة مقر قناة ليبيا الحرة في مدينة بنغازي مساء اول امس وقاموا باتلاف محتوياتها بالكامل ما ادى إلى توقف القناة عن البث وذلك احتجاجا على عدم مهنيتها في تغطية المعارك في مدينة بني وليد التي تتعرض لهجوم وقصف من قبل ميليشيات مسلحة موالية للسلطات الليبية الحاكمة. حيث أضرم المتظاهرون النار في عدد من المكاتب واتلفوا محتوياتها بالكامل وقد تمت محاصرة عدد من العاملين في الطابق الثاني الذين أصيبوا اصابات خفيفة بعد أن قفزوا من السور الخلفي للمبنى. إلى ذلك أكد الكاتب الليبي حسام المصراتي أن حكام ليبيا الجدد أهملوا عمدا الاعلام الليبي الرسمي وسلموا قطر القيادة الاعلامية لليبيا الجديدة لتتحول الجزيرة والقناة القطرية ليبيا الاحرار إلى المصدر الرئيس للاخبار في البلاد. واضاف الكاتب في مقال نشرته صحيفة الوطن الليبية تحت عنوان «حرب بني وليد.. حصريا بقوة السلاح على القناة القطرية ليبيا الاحرار» انه ما من دولة في العالم تتجاهل اعلامها الرسمي الا ويكون هناك تواطؤ بشكل مباشر مع البديل المطروح والذي يحتكر ويهيمن على الخطاب الاعلامي ويتولى توجيه الرأي العام حيث يشاء ولا مجال لافتراض حسن النوايا فيما يتعلق بالامن القومي للبلاد. واشار الكاتب إلى ان ما أذهل الجميع هذه الايام هو التعتيم الاعلامي المتعمد على الحرب الجارية في بني وليد مؤكدا ان هذا التعتيم تم فرضه بقوة سلاح الكتائب التي تحاصر المدينة والتي لم تسمح لأي قناة بتغطية الاحداث وبث التقارير من داخل بني وليد أو خارجها الا حصرا للقناة القطرية ليبيا الاحرار التي تبث من العاصمة القَطَرية الدوحة. وتساءل الكاتب هل تستطيع الدولة الليبية ممثلة بمؤتمرها الوطني العام أن تبرر حقيقة منع اعلامها وقنواتها أو أسباب منع الكتائب المسلحة للقنوات الليبية الأخرى من تغطية هذه الحرب وجعلها حكرا على القناة القَطَرية. واكد الكاتب ان ليبيا لن تكون دولة حرة ذات سيادة واعلامها تحت الهيمنة الاجنبية كائنة من تكون تلك الدول. |
|