|
بيروت وقد بدأ تيار المستقبل في نشر عناصره في الشوارع والطرقات مستغلاً وبشكل واضح وفاضح مقتل الحسن لإثارة المشاعر والفتن وبدأت الأبواق التي تنذر برائحة الموت والكراهية والحقد الدفين على الحكومة الشرعية التي أخذت منهم مناصبهم تتعالى وتبشر بالموت الزؤام.
وبعد مقتل شاب في طرابلس واصابة عدد من المدنيين في بيروت برصاص مسلحين اندفعوا استجابة للتحريض والدفع باتجاه تأجيج الفوضى من قبل قوى 14 آذار حسب وصف صحيفة الاخبار اللبنانية تمكن الجيش اللبناني من فرض سيطرته على الارض بين منطقتي التبانة وجبل محسن وبات المشهد يقتصر على بعض رصاصات القنص التي تخترق الاجواء. وشهدت مناطق قصقص والبريدي في بيروت صباح أمس ظهوراً مسلحاً واسعاً لمسلحي قوى 14 آذار وقالت قناة المنار اللبنانية ان المسلحين يطلقون النار في منطقة قصقص على الطريق الجديدة في بيروت باتجاه الجيش اللبناني والاحياء السكنية موضحة ان القوى الامنية قطعت السير على طرقات المزرعة قصقص بشارة الخوري وتقوم بملاحقة المسلحين. وحاول أول أمس مئات المتظاهرين من أنصار قوى 14 آذار اقتحام مقر الحكومة اللبنانية في بيروت مستخدمين الحجارة والعصي لمهاجمة حواجز قوى الامن المحيطة به والتي ردت باطلاق الغاز المسيل للدموع باتجاههم ومنعتهم من الوصول اليه. بدوره أكد الجيش اللبناني أن دورية تابعة له تعرضت لاطلاق نار بالاسلحة الحربية الخفيفة في محلة قصقص في بيروت أمس. وقال الجيش اللبناني في بيان له: ان أحمد قويدر وعبد قويدر قاما باطلاق النار من أسلحة حربية خفيفة باتجاه دورية تابعة للجيش وقد رد عناصر الدورية على النار بالمثل ما أدى إلى مقتل أحمد قويدر متأثرا بجروحه. إلى ذلك أكدت قيادة الجيش اللبناني تمسكها في قمع الاخلال بالامن وفي حفظ السلم الاهلي في لبنان. وشددت القيادة في بيان صادر عن مديرية التوجيه بالجيش على ان الامن خط احمر فعلا لا قولا وكذلك استهداف المؤسسات الرسمية والتعدي على حرمة الاملاك العامة والخاصة مشيرة إلى انها باشرت اتصالات رفيعة المستوى مع جميع المعنيين وهي تتعامل مع الوضع الامني بالحكمة وليس بالتراضي مع ادراكها التام دقة الموقف والتجاذبات بين الفرقاء السياسيين وستكون لها تدابير حازمة ولاسيما في المناطق التي تشهد احتكاكات متصاعدة وذلك منعا لتحويل لبنان مجددا إلى ساحة لتصفية الحسابات ولمنع استغلال اغتيال وسام الحسن وتحويله فرصة لاغتيال لبنان باسره. وقالت انها ومنذ اغتيال الحسن عبرت عن حزنها وتضامنها مع عائلته الصغيرة والكبيرة وكانت حريصة منذ اللحظات الاولى لوقوع الجريمة على ترك المواطنين يعبرون عن الفجيعة التي ألمت بهم والتظاهر وفق ما تقتضيه المناسبة من احترام للحدث ولكن من دون المساس بالامن والسلم الاهلي. وأن الأحداث التي حصلت في الساعات الأخيرة أثبتت بلا شك ان لبنان يمر بلحظات مصيرية حرجة وان نسبة الاحتقان في بعض المناطق ترتفع إلى مستويات غير مسبوقة وانها انطلاقا من هذا الواقع تناشد القيادة جميع القوى السياسية توخي الحذر في التعبير عن المواقف والاراء ومحاولات التجييش الشعبي لان مصير الوطن على المحك. بري: نحتاج للتعقل والعمل الوطني المسؤول وفي هذا السياق حذر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في تصريح لصحيفة الاخبار اللبنانية نشرته أمس من عواقب الاوضاع الراهنة على الاستقرار فيه معربا عن خشيته من أن تنعكس تداعيات الاحداث الجارية في لبنان شللا في الوضع العام وخصوصا على القطاع الاقتصادي. وحول مطالب قوى 14 آذار باستقالة الحكومة اللبنانية الراهنة اعتبر بري انه اذا كان حادث اغتيال رئيس شعبة المعلومات في قوى الامن اللبناني وسام الحسن ينتج حكومة وحدة وطنية فلا مانع في ذلك أما اذا ذهبت باتجاه توسيع الشرخ والانقسام فهذا أمر لا يخدم الا الهدف الكامن خلف الاغتيال. «الديمقراطي اللبناني»: الموساد وراء اغتيال الحسن من جهته حمل الامين العام للحزب الديمقراطي اللبناني وليد بركات جهاز المخابرات الاسرائيلي الموساد المسؤولية عن اغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي اللواء وسام الحسن. وأكد بركات في تصريح بعد ظهر أمس ان من اغتال اللواء الحسن هو الموساد الاسرائيلي الجهاز الذي يملك الامكانيات والخبرات واللواء الحسن كان يدرك أنه على اللائحة الاولى لدى الموساد بعد أن كشف أربعين شبكة اسرائيلية في لبنان وأكثر من عشرين عميلا لاسرائيل خارج لبنان بعضهم كان يحاول التجسس على سورية. واشار الامين العام للحزب الديمقراطي اللبناني إلى أن الهجمة على مقر رئاسة الحكومة هي نتيجة قرار صادر عن فريق 14 آذار الذي يعاني من مشاكل داخلية ظهرت من خلال التوتر والتناقض في اتخاذ القرارات. كما أكد المتحدث باسم الحزب العربي الديمقراطي في طرابلس عبد اللطيف صالح ان مسلحي ميليشيا مجموعات المرتزقة الارهابية التابعة لما يسمى الجيش الحر وراء اطلاق النار على جبل محسن في طرابلس شمال لبنان وافتعال المشاكل بين جبل محسن وباب التبانة. وقال صالح في حديث تلفزيوني أمس نحن لا نرد على الاعتداءات المتكررة على جبل محسن داعيا قيادة الجيش اللبناني إلى التدخل لمنع اطلاق النار في المدينة. كما أكدت الأخبار اللبنانية في تقرير لها نشرته أمس أن مسلحي تيار المستقبل خرجوا من منطقة الطريق الجديدة واشتبكوا مع الجيش اللبناني قبل الاشتباكات في منطقة الكولا. وأضاف التقرير أن مجموعات مسلحة تابعة للنائب عن تيار المستقبل خالد الضاهر قد انتشرت في مختلف قرى عكار وهذا يدل على أن تيار المستقبل عندما يطلق النار على الجيش فإنما يطلق النار على لبنان ووحدته وتماسكه. وفي نفس السياق استهجن الكاتب اللبناني ابراهيم الامين التحركات المشبوهة التي نفذها انصار فريق 14 آذار في لبنان امس الأول والتي ادت إلى توتير الاجواء بما يهدد الامن والاستقرار في المدن اللبنانية. وقال الامين في مقال نشرته صحيفة الاخبار اللبنانية بعنوان صحيح.. لاعودة إلى الوراء ان مشكلة فريق 14 آذار أنه لا يريد الاخذ بالوقائع الصلبة اذ يستعجل أغبياؤه والوصوليون فيه تحصيل أثمان على شكل مواقع سلطوية. واعتبر الامين ان الذي حصل في لبنان يعني أن هذا الفريق يعاني ضائقة في كل شيء في العقل والتفكير والتخطيط والخيال والقراءة والتنفيذ أيضا داعيا اياه إلى مراجعة كل سياساته والكف عن تكرار كلامهم الممجوج الممل الذي لا يحمل أي معنى غير الحقد. وخاطب الكاتب في ختام مقاله فريق 14 آذار قائلا ان كل هذا الصراخ لن ينفع ومهما أجدتم فن رقص الغربان فوق الجثة فلن يكون في مقدوركم اعادة لبنان إلى زمن الصمت على جرائم تقومون بها كل يوم. قلـــــــق صينـــــــي دولياً أعربت الصين أمس عن قلقها بشأن الوضع في لبنان داعية كل الاطراف المعنية إلى الوحدة والالتزام بضبط النفس. ونقلت وكالة الانباء الصينية شينخوا عن المتحدث باسم الخارجية الصينية أمس هونغ لي قوله في مؤتمر صحفي ان بلاده تأمل بان تحل القضايا عبر الحوار والتشاور وان تشارك الاطراف المعنية في حماية استقرار وامن لبنان. وأدان المتحدث التفجير الارهابي الذي وقع في بيروت يوم الجمعة الماضي وطالب باجراء تحقيق في الحادث مؤكدا على معارضة بلاده الشديدة للارهاب بكل صوره. واعرب هونغ عن امله في أن تتكشف حقيقة الحادث في اقرب وقت ممكن. دعم دولي للحكومة اللبنانية كما أكد سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي في بيروت والمنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي تضامن دولهم مع لبنان ودعمهم للحكومة اللبنانية واستمرارية عمل مؤسساتها. وقال بلامبلي في تصريحات له بعد لقاء جمعه أمس برفقة سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الامن مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان انه تمت دعوة جميع الاطراف في لبنان للمحافظة على الوحدة الوطنية في وجه المحاولات التي تستهدفهم مشددا على دعم المجتمع الدولي للحوار بين مختلف هذه الاطراف ومن الضروري أن يتم ذلك من خلال مسار سياسي سلمي وتأكيد استمرارية المؤسسات والعمل الحكومي للمحافظة على الامن والاستقرار والعدل في لبنان. تنـــــــديــــــد نددت الاحزاب والقوى الوطنية اللبنانية بدعوات التحريض التي اطلقتها قيادات في قوى 14 آذار والتي ادت إلى حدوث تطورات خطيرة على الساحة اللبنانية. وأكدت الاحزاب في بيان اصدرته بعد اجتماعها أمس ان المحاولة الفاشلة من قبل قوى 14 آذار لاقتحام مقر رئاسة الحكومة وانتشار المسلحين في بيروت وطرابلس وفي العديد من المناطق واطلاق النار على المواطنين والجيش اللبناني واقامة حواجز التفتيش التي تدقق بهويات المواطنين كشفت بوضوح أن هذه القوى تقف ضد الشرعية وضد الديمقراطية وضد النظام العام في لبنان. وأشاد البيان بالدور الوطني للجيش اللبناني في التصدي لمطلقي النار ومثيري الشغب الذين اعتدوا على المواطنين ودعا إلى أوسع التفاف وطني وشعبي حول الجيش لحماية السلم الاهلي وقطع الطريق على القوى الساعية للفتنة واشعال الحرب الاهلية. |
|