تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من براغ إلى واشنطن.. نزع الأسلحة النووية أم التلويح بها!!

شؤون سياسية
الخميس 8-4-2010م
عبد الحليم سعود

يزدحم شهر نيسان الجاري بعدد من المواعيد النووية ذات الطابع الإيجابي، ما يجعل منه شهراً نووياً بامتياز، أول المواعيد يبدأ في الثامن من الشهر الحالي في براغ حيث يوقع الرئيسان الروسي ديمتري ميدفيديف والأميركي باراك أوباما

معاهدة جديدة لخفض ترسانتي بلاديهما من السلاح النووي لتحل محل معاهدة ستارت -1- التي انتهت صلاحيتها نهاية العام الماضي.‏

يليه في التاسع من هذا الشهر موعد ضربته إيران من أجل الإعلان عن إنجازات نووية جديدة، في ذروة احتفالاتها باليوم الوطني النووي الذي يحضره مسؤولون كبار وسفراء معتمدون في طهران في تقليد اعتادت عليه الأخيرة مع كل محاولة غربية للضغط عليها لحملها على التراجع عن حقوقها النووية المشروعة التي تكفلها معاهدة الحد من الانتشار النووي، وتحت شعار (الطاقة النووية للجميع والسلاح النووي ليس لأحد) تستضيف إيران يومي السابع عشر والثامن عشر من الشهر الحالي مؤتمراً دولياً لنزع السلاح النووي وجميع أسلحة التدمير الشامل، يشكل في مضمونه وتوقيته أول رد فعل على مؤتمر واشنطن للأمن النووي الذي ينعقد في الثاني والثالث عشر من هذا الشهر.‏

لاشك أن مؤتمر واشنطن والذي ستشارك به الدول الكبرى وفي المقدمة الصين وروسيا أكبر المعارضين لتوجهات واشنطن وحلفائها نحو فرض عقوبات جديدة ضد إيران، سيشهد محاولات أميركية حثيثة لاقناع من لم يقتنع بعد بفكرة العقوبات بذريعة الحفاظ على أمن العالم من السلاح النووي في وقت تمتلك فيه كل دولة من هذه الدول ما يكفي لتدمير الكرة الأرضية وقتل ملياراتها الستة، وليس فقط تهديد الأمن العالمي، في حين ينصب سعي إيران على الحصول على الطاقة النووية السلمية ذات الاستخدامات المدنية البحتة وكل اتهام أو سؤال يوجه إليها بعيداً عن هذه الحقيقة يجب أن يوجه «لإسرائيل» التي تمتلك أكثر من 200 رأس نووي تهدد بها أمن المنطقة والعالم وهي التي تتمرد باستمرار على الشرعية الدولية سواء لجهة وجودها غير الشرعي أم لجهة استمرار عدوانها واحتلالها للأراضي العربية في فلسطين ولبنان والجولان العربي السوري، وأي استثناء «لإسرائيل» من المساءلة هو ضرب من النفاق والازدواجية والانحياز لأن خطر «إسرائيل» على أمن العالم هو خطر متحقق بالدليل القاطع، في حين أن الخطر المدعى حول إيران هو خطر مشكوك فيه وباطل بدليل سعي الأخيرة لأحسن العلاقات مع محيطها الاقليمي والدولي وشفافيتها في الموضوع النووي وتعاونها المستمر والمعلن مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.‏

إذاً من غير المنتظر أن تسفر قمة واشنطن عن شيء ملموس من خطر السلاح النووي ولربما نجحت واشنطن في التحضير لعقوبات جديدة ضد الشعب الإيراني في سبيل حرمانه من حقوق يكفلها القانون الدولي وليس مستبعداً أن تسعى لعقد صفقات من تحت الطاولة في ملفات كثيرة لحمل الدول المعارضة والمتمردة لتلبية مطالب واشنطن التي تترجم ما تدعيه تل أبيب من مخاوف كاذبة إزاء طموحات إيران النووية.‏

لكن في المقابل من المتوقع أن تبرم واشنطن وموسكو معاهدة ستارت2 للخفض النووي في العاصمة التشيكية براغ، لكن ما سيبقى في حوزتي البلدين من هذا السلاح يكفي لابقاء الخطر من عودة الحرب الباردة قائماً والتهديد باشتعال أزمات وحروب جديدة أمراً وارداً ولن يزول هذا الخطر ما لم يتوافق العالم على التخلص من هذا السلاح الخطير الذي فتك بمئات الآلاف خلال الحرب العالمية الثانية في اليابان وهو قادر على الفتك بمئات الملايين إذا وقع السلاح بأيد ملوثة بالدماء تحركها رؤوس حامية مليئة بالحقد والعنصرية وكل هذا متحقق لدى حكام «إسرائيل» من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية