تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


التوظيف الإسرائيلي لتفجيرات موسكو الإرهابية!

شؤون سياسية
الخميس 8-4-2010م
د. سعيد مسلم

دخلت إسرائيل على خط الأحداث المؤلمة، التي حلت بالعاصمة الروسية موسكو أواخر آذار الماضي، وكعادتها أرادت من دخولها الخطير استثمار مصائب قوم وتحويلها إلى فوائد سياسية مادية لكيان عرف عنه مهارة فائقة في قتل الضحايا والسير في جنائزها!

فبعد أيام من إعلان السلطات الروسية عن نيتها إدخال منظومات أمنية جديدة إلى ميدان مكافحة الإرهاب، سارعت الصحفية الإسرائيلية «معاريف» لنشر تقارير ومواد إعلامية هادفة، مفادها أن السلطات الروسية اكتشفت ماسبقتها إليه السلطات الهندية قبل عامين حين وقعت تفجيرات بومباي، وذكرت الصحيفة بأن السلطات الهندية وبعد الأحداث الإرهابية تلك سارعت إلى إنفاق حوالي مليار دولار لتدريب فرق جديدة لمكافحة الإرهاب، وشراء منظومات وتقانات متطورة لإدخالها إلى النظم المعمول بها في الهند وهي الأحدث عالمياً، كما أنها أرسلت العديد من المتدربين لتلقي دورات مكثفة وتأهيل متطور على برامج وآليات ووسائل تحد من أعمال إرهابية مفترضة، ودوماً الحديث عن تلك التجهيزات والبرامج والتقانات والتأهيل بأنها إسرائيلية!‏

إذاً الرسالة الإسرائيلية وصلت إلى عنوانها وما التذكير بأحداث بومباي في مناسبة الحديث عن تفجيرات موسكو الإشارة واضحة إلى ضرورة أن تقدم السلطات الروسية لاتباع مثل هذا الأسلوب وتلك الطريقة في تحضيراتها الجديدة، ومنظوماتها المفترض أن تدخل إلى الخدمة وعن طريق إسرائيل، ولما لا وهي الحريصة على مكافحة الإرهاب الإسلامي على حد زعمها.‏

فالمصلحة واحدة والهدف واحد و الجهات المستهدفة دوماً هي نفسها حسب التوصيف الإسرائيلي الذي يراد للمتضررين من الإرهاب في أنحاء العالم أن يجتمعوا لمحاربته وفق الأجندة الإسرائيلية.‏

إذاً وبكل بساطة لاترى إسرائيل أي موانع وعقبات تعرقل سياستها الخبيثة، وخصوصاً في استثمار الأزمات والإتجار بها، ولاتجد حرجاً أو مشكلة في افتراض أن مثل هذا التدخل والتوظيف قد يجلب الشبهات حول أجهزة استخباراتها فهي غير آبهة بذلك, وصارت الجريمة المنظمة لديها فعلاً علنياً وتمارسه في أي مكان وتريده هذه المرة أن يمر على الأجهزة الروسية.‏

على أي حال الدروس التي يجب على القيادة الروسية والأجهزة المعنية الاستفادة منها كثيرة وهي معذورة دوماً في اتخاذ المناسب لتوفير الأمن والاستقرار في بلدها ولشعبها لكن (شطارة) الإسرائيليين، يجب ألاتمر على مبدأ بيع الماء في حارة السقايين!‏

ومهما كانت الاتهامات والشبهات والأدلة، التي تشير إلى تورط جهات أصولية ذات عقائد وانتماءات إسلامية، فإن دور الموساد الإسرائيلي، لابد وأن يكون فاعلاً في مثل هذه الأحداث، والدرس الأهم أو الخطوة الفعالة التي يجب أن تنتبه إليها السلطات الروسية، هو الكشف عن من يقف خلف المنفذين وكيفية تنفيذ العملية الإرهابية لتبيان الصلات والخيوط الإسرائيلية التي ستقود إلى تبيان حقائق تربط بين الأهداف الخفية والأجندات الإسرائيلية.‏

ولا أعتقد أن الخبرات والمؤهلات والفطنة والانتباه الذي تتمتع بها القيادات الروسية عاجزة عن استنتاج مثل هذه الأمور، والأمر لايحتاج إلى اختراع أو اكتشاف مذهل!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية