تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


جريمة مروعة في بكتيا..لم يظفروا بطالبان فارتكبوا جريمة أخرى

موقع : voltaire -net
ترجمة
الخميس 8-4-2010م
ترجمة: دلال إبراهيم

لا يحتمل الجنرال ماك كريستال قائد القوات العسكرية في أفغانستان، والذي كان قد أنشأ كتائب الموت من أجل القضاء على الأهداف المحددة من قبل نائب الرئيس الأسبق ديك تشيني، النظام المعمول به

حالياً في أفغانستان، حيث تشوش أعمال القوات الخاصة الخارجة عن سيطرته على استراتيجته الحالية، وبناء على ذلك يطالب بإعادة تنظيم هذا النظام العامل في أفغانستان ، ليس كرم أخلاق منه، وإنما لكي يستعيد الإمساك بالسلطة.‏

وهذا ما يجعله يشعر بقلق شديد نظراً لأن القوات الخاصة مسؤولة عن موت أعداد كبيرة من الضحايا وتعمل حسب نهج خاص بها.‏

وآخر تلك العمليات التي اقترفتها تلك القوات الخاصة جرت فصولها في مقاطعة بكتيا، حين خرجت كتيبة منها في الليل بحثاً عن مطلوبين من حركة طالبان مفترض تواجدهم في تلك المقاطعة، وعندما فشلوا في مهمتهم، قاموا بقتل رئيس الشرطة المحلية فيها وأحد القضاة وحينما حاولت ثلاث نسوة مساعدته، قاموا بقتلهن، ويروي العديد من الشهود أنهم عثروا على النساء مربوطات ومكممات الأفواه وعلى أجسادهن جروح بالسكين.‏

ولكن تلك الأعمال ليست بالغريبة على الجنرال ماك كريستال، والذي كان يتزعم منذ عام 2003 إلى 2008 القيادة المشتركة للعمليات الخاصة، كما وكان حسبما يؤكد الصحفي سايمور هيرش المنسق للقسم المعروف باسم القسم التنفيذي لعمليات الاغتيال المرتبط بنائب الرئيس في تلك الأثناء ديك تشيني، وهذا القسم كان ناشطاً بشكل خاص في العراق وأفغانستان. ويتطلع الجنرال ماك كريستال، وضمن مهامه الحالية إلى وضع هذه القوات تحت إشرافه الوثيق من أجل تقليص عدد الضحايا المدنيين، وبالتالي التخفيف من المشاعر المعادية لأميركا المتزايدة حدتها لدى السكان.‏

وليست الأمور بالبساطة التي نتصورها، إذ وتحت راية العمليات الحربية الرسمية التي تشهدها أفغانستان ثمة حرب سرية تلعب ضمنها وكالة الاستخبارات الأميركية دوراً كبيراً، حيث شكلت شبكة من قواعد صغيرة، تعتمد في عملياتها على مجموعة عملاء، من أجل الكشف عن زعماء العناصر المتمردة والقضاء عليه. والمعلومات غالباً ما يقدمها (مقاولون مستقلون) متعاقدون مع البنتاغون، وأيضا مع مختلف وكالات الاستخبارات، وعلى هذا النحو فهم يشكلون جيشاً حقيقياً يعمل في الظلام ويبلغ تعدادهم 100.000 شخص ولكل مهامه الخاصة به.‏

والثغرة التي تم فيها اكتشاف تلك العمليات السرية التي تقوم بها الوحدات الخاصة انفتحت عندما علقت صحيفة نيويورك تايمز على وضع ميشيل فورلنغ، الضابط السابق، والذي يعمل حاليا مستخدماً مدنياً لدى البنتاغون، وقد وضعوا تحت تصرفه عشرات الملايين من الدولارات، مخصصة من أجل جمع المعلومات المتعلقة ببعض المناطق القبلية، بهدف تشكيل شبكة مقاولين مهمتها تحديد (عناصر مفترضة) في المناطق الحدودية مع الباكستان، ومن ثم القضاء عليهم.‏

وتم تكليف وكالتين للاضطلاع في هكذا مهمات، الأولى وهي انترناشيونال ميديا فانتورز، المؤلفة من ضباط قدماء في الوحدات الخاصة، يعملون لمصلحة البنتاغون وقيادته، مهمتها ( التواصل الاستراتيجي والحملات الإعلامية)، أما الثانية فهي: أميركان انترناشيونال سيكوريتي كوربوريشن، وعناصرها متشكلة من العسكريين والاستخباراتيين القدماء ومهمتها تأمين الحماية إلى الحكومات والاستخبارات والشركات المتعددة الجنسيات.‏

والذي نجهله هو عدد أولئك ( المقاتلين المفترضين) الذين تم القضاء عليهم استناداً إلى معلومات قدمتها الوكالتان، علاوة على أننا لا نعرف طريقة الدفع لهما. ولا نعرف كثيراً إن كان من أجل زيادة مكاسبهم، اتخذت تلك الوكالات بعض الرعاة الفقراء كزعماء خطيرين لطالبان وقضت عليهم على يد القوات الخاصة، أو بطريقة أكثر ضماناً استهدافهم بصواريخ تنطلق اعتباراً من منصات، توجهها بكل راحة أجهزة تحكم من قاعدة في الولايات المتحدة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية