تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المرأة السورية .. آفاق واسعة للعمل الاجتماعي السياسي

مجتمع
الخميس 8-4-2010م
ابتسام هيفا

عندما نقول المرأة السورية، تجتمع في أذهاننا صور متضاربة تتراوح بين عظمة نساء ساهمن في تحقيق الاستقلال خلال فترات النضال المتلاحقة وصولاً إلى عصرنا الحالي ومتطلباته الثقافية والاجتماعية وما ترتب على ذلك من نهضة عامة شملت المرأة باعتبارها أحد دعائم تطور المجتمع، وتحقيق استقلاله.

من هنا كان لابد من تسليط الضوء على التطور الحاصل في واقع المرأة، مع عدم إغفال بدايات الحركة السورية، والأشكال التي اتخذتها، وتقاطعها مع احتياجات المجتمع وقضاياه المصيرية، من احتلال وفقر وصحة وتعليم... وارتباطها الأشد مع الوضع الخاص للمرأة كونها أماً ، وما يعنيه هذا من ارتباط بين قضية المرأة بشكل عام وقضية الطفولة بشكل خاص.‏

لقد شجع حزب البعث الذي يحكم سورية منذ عام 1963 على تحقيق شكل من أشكال المساواة بين الجنسين. وفي السبعينات كان يتم تجنيد النساء في القوات المسلحة على نطاق واسع.‏

وتشكل النساء نحو خمس العاملين في الحكومة، لكن معظمهن يعملن في وظائف كتابية وإدارية. وترأس الهيئة السورية لشؤون الأسرة سيدة بمرتبة وزير. وبلغ عدد السفيرات السوريات في الخارج بين عامي 2000و2005 خمس سفيرات، أي ما نسبته11٪ من سفراء سورية في الخارج.‏

وتسهم المرأة السورية في الاقتصاد الوطني، وتخرج أكثر فأكثر إلى سوق العمل. ووفقا لإحصائيات هيئة تخطيط الدولة فإن35٪ من النساء هن نساء عاملات.‏

وصادقت سورية على بعض الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بموضوع المرأة كاتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة واتفاقية حقوق الطفل.‏

إن الممارسة السياسية للمرأة السورية تشير إلى شكل من المساواة بين الجنسين، فأحد نائبي الرئيس السوري سيدة، وكذلك مستشارتاه للشؤون السياسية والإعلامية وللشؤون الثقافية. وثمة وزيرتان في الحكومة السورية، وثلاثون امرأة في مجلس الشعب كما تشغل النساء مناصب في قيادة حزب البعث وفي القضاء والتعليم الجامعي، وفي سلك المحاماة وترأس أحد أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية الحاكمة امرأة..‏

المرأة السورية في الدستور السوري:‏

جاء في المادة /25/ الصادر بالمرسوم 208 لعام /1973/ أن المواطنين متساوون أمام القانون في الحقوق والواجبات وأن الدولة تكفل مبدأ تكافؤ الفرص بين المواطنين.‏

أما في المادة /44/ فإن الدولة تحمي الأسرة وتعتبرها خلية المجتمع الأساسية، وتحمي الزواج وتشجع عليه وتعمل على إزالة العقبات المادية والاجتماعية التي تعوقه وتحمي الأمومة والطفولة وترعى النشىء والشباب.‏

أما في المادة /45/ تكفل الدولة للمرأة جميع الفرص التي تتيح لها المساهمة الفعالة والكاملة في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية وتعمل على إزالة القيود التي تمنع تطورها ومشاركتها في بناء المجتمع العربي الاشتراكي.‏

الجمعيات النسائية السورية‏

هدفت أغلب هذه الجمعيات إلى نشر التعليم والدعوة إلى العمل، حيث كان لهذه الجمعيات دور بارز في النشاط النسائي ومن هذه الجمعيات:‏

الجمعيات السياسية:‏

على الرغم من المشاركة الفعالة للمرأة السورية في كل ما أصاب الوطن إن كان في القتال أو الدعم إلا أن أول جمعية نسائية سورية ذات طابع سياسي تأسست عام1943 وهي جمعية نساء العرب القوميات التي طالبت بالحقوق السياسية للمرأة وعملت من أجل قضية فلسطين وعقدت مؤتمرات لهذه الغاية في دمشق.‏

تأسست جمعيات أخرى عملت على العناية بالمقاتلين من الجيش والمتطوعين كجمعيتي رعاية الجندي وأسرة الجند، والجمعية النسائية للخدمات الاجتماعية التي رأستها سامية المدرس، وجمعية مواساة لاجئي فلسطين بعد نكبة 1948.‏

جمعيات ذات نشاطات متنوعة:‏

ومنها رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة وذلك بالاهتمام بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في الوطن، كمحو الأمية، ونشر الوعي السياسي والثقافي بين النساء، وتعليمهن وتحسين الوضع الاجتماعي للأسرة. وجمعية الرائدة العربية التي اهتمت بتطوير الوعي القومي لدى المرأة وتعميقه، من خلال عقد الندوات وإصدار مجلة نسائية، وإجراء الدراسات والبحوث.‏

كانت نواته الأولى عام 1933، حيث شكلت ثلاث جمعيات نسائية اتحادا نسائياً عربياً، ثم عام 1944 سمي باتحاد الجمعيات النسائية في دمشق وضم جمعيات مختلفة اتبعت التقسيم الإداري في سورية ترأسته عادلة بيهم الجزائري عام1933. واستمر في عمله حتى يومنا هذا. وأعيدت هيكلته من جديد عام1967، وكانت تطلعاته وأهدافه متطابقة مع القرار السياسي.‏

إلى جانب تشكيل المنظمات والجمعيات النسائية،، التي لعبت دوراً مهماً في وقتها بتفعيل دور المرأة عبر المشاركة السياسية وتحسين دورها في المجتمع على المستوى القانوني والاجتماعي والثقافي دخلت المرأة مجال الإعلام ونشر الصحف إذ عرفت سورية الصحافة النسائية بعد ما يقرب من خمسة وأربعين عاماً من صدور أول صحيفة في البلاد، لكن هذا التأخر لا يعني أن المرأة السورية كانت بعيدة عن المجال الصحفي، فقد كانت مريانا المراش هي أول سيدة عربية تنشىء مقالاً صحفياً في جريدة، وكان ذلك عام(1870م) في مجلة الجنان ، وتبعتها وردة اليازجي وماري عجمي . ومجلة المرأة العربية التي صدرت في(أغسطس1962م) عن الاتحاد العام النسائي السوري. في الوقت الحاضر :برزت مجموعة من الجمعيات النسائية في سورية التي تهتم بتطوير أوضاع المرأة السورية وإجراء المسوح والدراسات الكفيلة بتطوير وضعها ، وزيادة تمكينها في مجتمعها من هذه الجمعيات:‏

- رابطة النساء السوريات: تأسست عام1948 وبقيت تمارس عملها ضمن الامكانات المتاحة. اهتمت بمشاركة المرأة في السياسة حيث أعدت دراسات تناولت الموضوع.‏

ودراسة تناولت معوقات مشاركة المرأة في السياسة خلال العقود الماضية وحتى اليوم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية