تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


البناء الكبير

آراء
الخميس 8-4-2010م
حسين عبد الكريم

رغم أنف الهاوية والمنحدرات الحرجة والتعرجات، بدأ (موريس) تحديد بناء كبير، وراح يرسم الشرفات والشبابيك، والإطلالات المديدة، ولم ينس بين الغرفة والغرفة أن يكتب حباً أو رسالة عشق..

وبين الشرفات والشرفات مد جسوراً متينة وحنونة.. وتعلم درس العذوبة والإخلاص من صداقة الزبد والموجة. ومن غناء النوارس والزرقة، تعلم الجمال وثقافة الذوق.. ولعل اسم ( موريس) من معانيه الثمار والعطاء والمرونة وليونة الحوار والطلاقة.‏

ليس شاعراً أو روائياً أو مؤلف مسلسلات، ولا يملك دار نشر لطباعة ونشر كتب الغرام وقصص الفشل العشقي، لكنه يحمل من الشاعر لغة التأمل، ومن الرواية خبرة سرد الحب عن الأصدقاء والأحباب والزوجة والأقرباء والأهل البعيدين والقريبين.. في جميع صوته ومفرداته لا يوجد حرف أذى أو نبرة كراهية..‏

والبناء الكبير الذي بدأ بناءه منذ أربعين عاماً تقريباً سماه «جمعية رعاية الذوق المسن».‏

وسمى الشرفات الرئيسية بأسماء الصديقات المخلصات والأصدقاء المخلصين للذوق الوطني وثقافة الحب الرحبة والمديدة... شرفة كبيرة وذات إطلالة شاملة باسم صديقة الذوق السليم والعافية الوطنية ..‏

وشرفة ثانية ذات امتداد وأفق فسيح باسم صديق النظافة والبيئة وسلامة الأغصان والحقول والسواقي والأنهار..‏

هو في سلوكه ويوميات وجوده الجميل شاعر ومؤلف حب ودار نشر لطافات ومؤسسة صغيرة ذات نشاط لتوزيع البهجة والإخاء والمفاهيم الراقية.. كنا نظن، قبل ملاقاة الصديق القديم الجديد موريس، وقبل حديثه، أن البيئة مهجورة ، وأن صديقه الكبير صديق البيئة والنظافة، ليس أكثر من ثري ، يجمع ولا ينفع، ويأكل ولا يشبع، ويطمع ولا يقنع.. الشكر لهكذا صديق يعلم جمهرة الأصدقاء والمقربين الإصغاء لصوت الجمال، وعدم رعاية الكراهية وصخب البيئة المتخاصمة مع البهاء .‏

لا يمكن التفريق في عمر وصداقات وجمعية هذا الـ( موريس) الراقي والأنيق والأخلاقي والملتزم والمجدد والمسكون بالوطن من أصغر نهدة إلى آخر القلب.. لا يمكن العثور على التفرقة أو العداوات بين غيمة وغيمة، وقرية وقرية ومدينة ومدينة وشاطئ وشاطئ.. وهو يعرف نفسه: المهنة حب، والعلامات الفارقة صداقات في كل مكان، والاهتمامات الأخرى ثقافة وعيش مشترك وجميل..ورعاية أيام المحبين من الأذى، ويصيد الدهشة ويتفنن في بثها.. ويرعى بكل ملكات طبعه الطيب الأناقات الإنسانية ويبرع في توكيدها..‏

اهتدينا إلى حيث البحر يكتب افتتاحية الموج وشرح الزرقة، وحيث موسيقا الخطوات ورخاء الأنوثة المهذبة مثل قصائد الورد الجوري والزنبق.. واهتدى إلى إصغائنا حديث موريس عن البشر الطيبين والقرى الطيبة والاخضرار والظلال والكون.‏

شر البلاد مكان لا صديق به‏

وشر ما يكسبٍُ الإنسانُ ما يصم وبين افتتاحية البحر وموسيقا الأنوثة تمر قافلة ريح، وتحضر أغنيات نوارس، لا تتعب من اللعب مع الحرية وشراسة الفراقات، وبين كلام وكلام يجيء صوت صديق النظافة والبيئة، الذي يخبر عنه موريس: محب وروح معطاءة ويرعي الذوق ويحترم الإنسان، وليس بعيداً عن ثقافة الخير والعافية الأخلاقية.. ويرجع إلى أصالة النقاء والسلوكات المحروسة بالروح والصدق.. ويحاول التمرد على الصدأ والعيش البطر..‏

وردٌ على شفة السماء، وحكمة الضوع الكلام.‏

وتحت وسادة الوقت التحيّات الحنونة والخزام.. جمعية لحماية التوق ورعاية عافية الأذواق والأغاني والشعر الحبيبات والزوجات اللواتي يشلن على أكتافهن عباءة الذوق الرفيع.. وهكذا جمعية يجب أن يتمتع بنفوذها الراقي كل جميل أو محب أو صديق وكل جميلة، وهل يسهل على الجميلات الالتزام؟!؟‏

موريس أيها الصديق الحنون كزرقة البحر والعالي كهتافات المبحرين إلى شوقهم الكبير..‏

التحية لذوقك الراقي وترف أمانيك الإنسانية..‏

والكلام البهي كل الكلام بين عمر الأصدقاء وأصداء الحياة العابرة إلى وقت الإنسان وكونه..‏

البناء الكبير الذي تبنيه عافية المحبين لا تهدمه الهاوية ولا يصادق الانهيار..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية