تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حكومة أردوغان تحاول شرعنة القرصنة الجوية .. إجبار طائرة أرمينية على الهبوط شرق تركيا

أنقرة
سانا
صفحة أولى
الثلاثاء 16-10-2012
فشل التحرش التركي بالرحلات الجوية القادمة إلى سورية في تعطيل الحركة الجوية إلى دمشق واظهر الاشتراط التركي على هبوط طائرة الركاب الارمينية في تركيا أمس مع انها تحمل مساعدات انسانية

ان حكومة رجب طيب اردوغان فهمت نصف الدرس من تجربتها مع الطائرة السورية فباتت تحرص على شرعنة القرصنة لكنها تبدو بحاجة لمن يلقنها النصف الآخر منه بان افتعال المشكلات مع دول الجوار عبر تعقيد الاجراءات والتشكيك بمصداقية الدول دون سبب يضر بمصلحة الشعب التركي.‏

وفي اخراج جديد لعملية القرصنة فرضه فشل مسرحية القرصنة الاولى على طائرة الركاب السورية الاسبوع الماضي حاولت حكومة اردوغان تغيير الطريقة ولكنها مارست نفس الفعل اذ قابلت السلطات التركية طلب الطائرة الارمينية السماح لها باستخدام الاجواء التركية باشتراط هبوطها لاسباب تقنية على الاراضي التركية وهو ما وافقت عليه ارمينيا لثقتها بعدم وجود مانع للمرور.‏

وكالة الاناضول التركية نقلت عن الخارجية التركية قولها في بيان أمس ان الطائرة الارمينية كانت تقوم برحلة بين أرمينيا ومدينة حلب لتأتي مصادر دبلوماسية تركية وتوضح ان الطائرة تحمل مساعدات انسانية إلى سورية وأجبرت على الهبوط لتفتيشها لدواع أمنية حيث طوقت سيارات الاطفاء محيط الطائرة أثناء التفتيش.‏

المصادر التركية اكدت أن الطائرة أثناء طلبها اذنا بالعبور في المجال الجوي التركي سمح لها بذلك شريطة اجراء التفتيش التقني عليها فأجبرت بذلك على الهبوط في مطار أرضروم ليسمح لها بالاقلاع مجددا عقب انتهاء عملية التفتيش.‏

السلطات التركية منعت الصحفيين من الدخول إلى المطار ومتابعة الاجراءات وذكرت صحيفة ملييت التركية ان مقاتلات تركية اعترضت الطائرة الارمينية وارغمتها على الهبوط لتؤكد ان تركيا بالفعل لم تتعلم الدرس بان تعريض حياة الآخرين للخطر ليس فعلا دبلوماسيا بل عمل استفزازي لا ينم عن عقلية الدول.‏

والى العاصمة الارمينية يريفان ينتقل المشهد حيث تعاملت السلطات هناك بخبرة دبلوماسية واضحة وحرصت على عدم السماح بعرقلة هذه الرحلة الجوية الانسانية واحرجت السلطات التركية عبر ابداء التعاون المطلق ليظهر جليا ان العملية مجرد تحرش من قبل حكومة اردوغان يهدف لافتعال مشكلة وتعطيل الرحلة افشله الهدوء الارميني والتعامل بحنكة وخبرة عطلت على انقرة مخططها حسب مراقبين.‏

واعلن ارسين افيتيسيان مدير قسم الشحن في شركة الطيران الارمينية اير ارمينيا ان هبوط الطائرة الارمينية في مطار ارضروم امس كان مرسوما سلفا.‏

وقال افيتيسيان في تصريح انه كان هناك اتفاق مسبق على هبوط طائرة شحن ارمينية متوجهة إلى سورية في الاراضي التركية للتفتيش.‏

وذكرت مصادر ارمينية ان الطائرة تحمل مساعدات انسانية ضمن مبادرة مساعدة الاشقاء التي ينظمها المركز الاجتماعي في ارمينيا.‏

وكانت السلطات التركية مارست عملية قرصنة عدائية بحق طائرة ركاب سورية قادمة من موسكو إلى دمشق حيث اعترضت مقاتلات تركية الطائرة معرضة ركابها وطاقمها للخطر واجبرتها على تغيير مسارها والهبوط في مطار انقرة ليتضح فيما بعد ان شحنتها نظامية وان كل ما تحمله مسجل اصولا في بوليصة الشحن.‏

واثار الاجراء التركي الذي يعد ارهابا جويا بحسب اتفاقية لاهاي ردود فعل مستهجنة من قبل روسيا الاتحادية التي طلبت تفسيرات واضحة للعملية واكدت ان انقرة لم تبلغها بالعملية ومنعت دبلوماسييها من مقابلة الركاب الروس على متنها واحتجزتهم لاكثر من 8 ساعات بشكل غير مقبول.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية