|
وكالات - الثورة في وقت يبدو فيه الخروج جدياً هذه المرة ولا تحوم شكوك كثيرة حول تأجيله, خاصة بعد فوز «المحافظين» بأغلبية برلمانية كبيرة في الانتخابات التي جرت مؤخراً, الأمر الذي يمهد الطريق أمام رئيس الوزراء بوريس جونسون «المحافظ» ليحقق حلمه بالانفصال الذي وعد بإنجازه نهاية الشهر الحالي, وذلك بعد عام عصيب عاشته بريطانيا في 2019 مع تأجيل الخروج غير مرة، من دون أن يؤذن بعد لطائرة لندن أن تقلع من مطار بروكسل إلى غير رجعة. حيث أكد جونسون عزمه إنجاز خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ضمن الموعد المحدد. ونقلت «رويترز» عن جونسون في رسالة بمناسبة العام الجديد إن مهمته الأولى هي ضمان إنجاز الخروج من الاتحاد الأوروبي بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على تصويت بريطانيا لمصلحة الانسحاب من التكتل, ثم تضميد الجراح التي فتحها الاستفتاء. وقبل ثلاثين يوماً عن الموعد المحدد آنفاً، أكد رئيس الوزراء البريطاني أنه سيوحد بلاده المنقسمة في العام الجديد عندما تنسحب من الاتحاد الأوروبي، قائلاً للبريطانيين إنهم ينتظرون «سنة رائعة وعقداً من الزمن غير عادي».مضيفاً: بينما نودع عام 2019 يمكننا أيضاً أن نطوي صفحة الانقسام والضغائن وعدم اليقين التي سيطرت على الحياة العامة وأعادتنا للوراء كثيراً. وصرح جونسون: الآن لدينا برلمان جديد سيحترم في النهاية الاستفتاء وينجز الخروج, لذا سننتهي من ذلك قبل نهاية هذا الشهر. وسيشرع مجلس العموم البريطاني في إتمام اتفاق «بريكست» فور عودته من عطلة إجازة أعياد الميلاد. وحصل جونسون بالفعل على موافقة مبدئية على اتفاقه للانفصال عن الاتحاد الأوروبي, وستبدأ المراحل الأخيرة من عملية التصديق عليه داخل مقر البرلمان، لتغلق صفحة طويلة من رفض المشرعين البريطانيين لخطط الخروج السابقة من التكتل الأوروبي. هذا المسلسل بدأ مطلع العام الماضي، حينما صوت المشرعون البريطانيون في مجلس العموم ضد بنود اتفاقٍ أبرمته رئيسة الوزراء آنذاك تيريزا ماي مع القادة الأوروبيين بشأن مستقبل العلاقات بين الجانبين في مرحلة ما بعد الانفصال. ورغم عودة ماي للتباحث مجدداً مع القادة الأوروبيين, إلا أن البرلمان البريطاني صوت في آذار ضد مشروع اتفاقها مع بروكسل، ليصبح الخروج في الموعد المحدد سلفاً التاسع والعشرين من آذار من المستحيلات. تأجل الخروج لأسبوعين، وتم تحديد موعد الثاني عشر من نيسان موعداً ثانياً للخروج، غير أن البرلمان البريطاني عاود ورفض الاتفاق, ومن ثم تأجل موعد الخروج إلى 22 أيار، ومنه إلى نهاية شهر حزيران. وفي تلك الفترة فشلت ماي في إبرام اتفاقٍ يرضي النواب البريطانييين ويقبله الزعماء الأوروبيون، لتضطر في أواخر شهر أيار للاستقالة من منصبها، تاركةً دفة الأمور لبوريس جونسون، وهو من أشد المؤيدين لبريكست. ومع قدوم جونسون لزعامة بريطانيا، بات يتبنى شعاراً يفضي إلى الانفصال عن الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية تشرين الأول سواء تم التوصل لاتفاق مع بروكسل أو من عدمه. |
|