|
الثورة - رصد وتحليل والجدير بالذكر أن المسار السياسي اليمني في عام 2019 واجه العديد من التعقيدات والتحديات على رأسها تعنت تحالف العدوان السعودي في تنفيذ اتفاقيات السويد، الأمر الذي أعاق أي تقدم في العملية السياسية المفترض تحقيقها رغم المبادرات الايجابية من الأطراف اليمنية لتسهيل الجهود التي تصب في تحقيق سلام اليمنيين. في هذا السياق يشير محللون إلى أنه وعلى أساس التجربة السابقة التي خاضتها الأطراف اليمنية مع وكلاء الحرب المجرمة تكونت الرؤية اليمنية التي ترى غياب اي خطوة ايجابية تدعم عملية السلام لتبقى الآمال معلقة ومطالب اليمنيين تتلاطم ما بين الادعاءات الأممية وبين اكاذيب النظام السعودي آملين أن يحمل لهم العام الجديد انفتاحاً على كافة الصعد أولها انزياح غمامة الإجرام السعودي الذي يستهدف النساء والأطفال، بالإضافة الى تعثر الاتفاقات اليمنية التي قوبلت بتعنت العدوان . الا انه رغم وحشية الاساليب التي ينتهجهها تحالف العدوان بحق اليمنيين تمكنت المقاومة اليمنية من امتلاك زمام الرد والردع وايلام المعتدين في عقر أراضيهم وهي سياسة فرضها العدوان الذي رفض أي حلول يمكن أن تنقذ الشعب اليمني، بمعنى أن انسداد الأفق السياسي وتزايد الأزمات الإنسانية وتصاعد وتيرة العمليات العدوانية العسكرية من قبل تحالف العدوان، هو ما دفع بالمحافظات اليمنية وخاصة صنعاء والحديدة إلى أن تتحول من حالة الدفاع إلى الهجوم بتنفيذ عدة ضربات نوعية وصاروخية على مواقع حيوية للنظام السعودي، ليحدث هذا التطور تداعيات عديدة منها إعلان صنعاء لمبادرة سلام بوقف الهجمات الصاروخية مقابل أن تلتزم الرياض بالمثل وتوقف الحرب المجرمة، الا ان النظام السعودي المجرم كثيراً ما يراوغ في السياسة وحتى بالاتفاقات، وهذا يأتي في وقت تشهد فيه صفوف مرتزقة تحالف العدوان حالة من التشظي والتفكك ترجمتها حالة الاقتتال بين فصائله في الجنوب بمحافظة عدن . وفي إطار المساعي الرامية إلى حل ملف الأسرى والدفع نحو تنفيذ اتفاق التبادل، أعلن رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى (عبدالقادر المرتضى) تسليم 6 من مرتزقة النظام السعودي إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وأكد المرتضى في بيان أن عملية التسليم تمت بتوجيهات وننتظر خطوات مماثلة من قوى العدوان للإفراج عن الأسرى اليمنيين. يشار إلى أن قوى العدوان تماطل وبشكل تعسفي في ملف الأسرى رغم التفاهم على أغلب المواضيع الخاصة بتبادل الأسرى في اتفاق السويد منذ أكثر من عام. وفي غضون ذلك هددت صنعاء مجدداً كلا من النظام السعودي وبعض المتزعمين الذي يمارسون دورهم الإجرامي في المحافظات اليمنية، بضربات مؤلمة قد تطالهم خلال العام 2020، متوعدة برد مناسب على استمرار العدوان، تهديدات جاءت على لسان المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع خلال مؤتمر صحافي تزامنا مع تصعيد عسكري من قبل تحالف العدوان الذي شمل جبهات الحدود وجبهات الساحل الغربي. واعتبر مراقبون أن هذا التصعيد في حدة خطاب صنعاء مؤشراً إلى فشل المفاوضات الجارية بين الأطراف اليمنية والنظام السعودي، لأن المفاوضات العبثية تشرع سياسة المراوغة والتهرب من أي التزام جدي والتي أكدها تحالف العدوان باستمرار ارتكابه المجازر بحق أبناء الشعب اليمني التي تزامنت مع إعلان المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث إحياء اتفاق وقف إطلاق النار. |
|