|
فواصل .. (مليت، ضجران ، ضايق خلقي، شو بدي ساوي، وين بدي روح)، باتت هي المعزوفة اليومية التي يرددها أبناؤنا صباح مساء، الى درجة أن الأهل باتوا يتمنون لو تفتح المدرسة أبوابها بأسرع ما يمكن حتى لا يسمعوا تلك المعزوفة النشاز التي تسبب التوتر والضغط وتثير الحزن في نفوس الآباء والأمهات الذين باتوا غير قادرين على اختراق أو تجاوز هذا الواقع الصعب على كل أبناء الوطن. أجواء الشتاء البادرة التي تزامنت مع الانقطاع المتكرر للكهرباء، كان لها الأثر الكبير في تعزيز حالة الضجر والتذمر التي فرضت نفسها على الأبناء والتي وقف الاهل أمامها عاجزين عن تقديم الأفضل، في ظل غياب خطة ترفيهية واضحة ومعلنة من قبل المعنيين في التلفزيون العربي السوري تساعد أبناءنا على تمضية أوقات ممتعة أمام شاشة التلفزيون الوطني بدلاً من لجوئهم الى القنوات والمحطات الفضائية الأخرى التي معظم برامجها المخصصة للأطفال غير هادفة وتأخذ أبناءنا بعيداً جدا عن القيم والمبادئ التي نشأنا وتربينا عليها، ولاسيما القنوات الخاصة بالأطفال التي تضع السم في الدسم. من هنا فإنه يتوجب على الأهل العمل على خلق الظروف الملائمة للترفيه عن أبنائهم، وذلك من خلال إيجاد خيارات بديلة لإخراجهم من أجواء العصبية والتوتر والفراغ، وهذا يكون بالجلوس إليهم واللعب معهم وتشجيعهم على قراءة القصص والكتب والرسم، ودعوة أصدقائهم لزيارتهم والعكس صحيح ضمن أطر المتابعة والمراقبة، وكذلك اصطحابهم لزيارة الاهل والاقارب والأصدقاء لأن من شـأن ذلك أن يحطم أسوار الفراغ والتذمر والضجر. |
|