|
شؤون سياسية ومنذ اللحظة الأولى لقيامها بدأت الدول الاستعمارية والصهيونية تتآمر وتخطط لإجهاضها، وكان عدوان الخامس من حزيران 1967م، الذي انهزم فيه العرب نتيجة الوهن الذي كانت تعانيه الأنظمة العربية، والخلافات التي دبت بين قيادة الثورة التي كادت أن تسقطها وتحرفها عن أهدافها الوطنية والقومية. وفي السادس عشر من تشرين الثاني عام 1970، كانت الأمة العربية على موعد مع الفجر الجديد بعد أن عم الظلام السماء العربية إثر الهزائم التي لحقت بها، فنهض القائد الخالد حافظ الأسد ليمسح غبار الهزيمة ويصحح مسار الثورة التي اعتراها الوهن وأضاعت البوصلة الموصلة إلى أهداف الأمة ودخلت في صراعات ضيقة أدت بها إلى الترهل والانحراف عن أهدافها وبدأت مسيرة النهوض الوطني والقومي لتبني سورية الحديثة القادرة والمقتدرة لترمم ما أصابها من انكسارات ولتعلي صروح التقدم والتنمية الشاملة في مناحي الحياة المختلفة. ولقد برهنت ثورة آذار على قدرتها على التجدد والعطاء المستمر التي رسخت مبادئ البعث العظيمة، وأثبتت للعالم أن سورية قوية وقادرة وتمتلك القيادة الاستراتيجية القادرة على قيادة الأمة ووضعها في مسارها الحقيقي لمواجهة العواصف الامبريالية والصهيونية، وأصبحت أمل الأمة العربية وضرورة حياتية واستراتيجية من أجل صبح نهوضنا في وجه طغيان المستبدين والمستعمرين ومنطلقاً لانحسار قوى الظلام وتحرير الإنسان العربي من التخلف والفقر. ولقد تجلت القيادة الاستراتيجية لثورة الثامن من آذار من خلال العديد من الأمور نذكر بعضها على سبيل المثال: 1- القدرة العالية على تسخير المتغيرات في خدمة الثوابت الوطنية والقومية. 2- امتلاكها الواقعية المبدئية، التي مكنت سورية من امتلاك الكثير من عناصر القوة، وجنبتها الكثير من المخاطر، وأسقطت ذرائع الأعداء ووفرت عوامل الاستقرار وحققت الوحدة الوطنية. 3- الإحاطة بالمشكلة في أبعادها المتعددة فهماً وتحليلاً واستيعاباً مقرونة بقدرة استثنائية على إعادة تركيب ما يمكن أن يكون قد تبعثر من الصور وتشتت، تركيباً يكون من شأنه أن يجعل المشكلة قابلة للحل وفق أسس لابد من التمسك والتشبث بثوابتها، فهي تتميز برؤية قومية تقوم على اسقاط ما يجزئ لمصلحة ما يوحد، وعلى اهمال ما يشكك لمصلحة ما يؤكد، وعلى إزالة ما يعوق لمصلحة ما هو دائم ومستمر وثابت. وهذا ما تجسد من خلال الحرص على التضامن العربي بين الدول العربية وحرصها على لم شمل العرب من أجل المصلحة القومية العليا. 4- امتلاكها وضوح الرؤية، فهي تعرف ما تريد، ما هو ممكن وما هو غير ممكن، تحدد كيف تحول غير الممكن إلى ممكن وتحدد الهدف في ضوء الامكانات المتاحة وتعمل على تحقيقها وفي الوقت نفسه تعمل على تحقيق امكانيات غير متاحة لتحقيق هدف جديد غير متاح وتميز بين الكلي والجزئي، والجزئي دائماً مرتبط بالكلي، وتملك القدرة الفائقة على التعرف على الأهداف الموضوعية ومحاربة الأشياء الوقتية. وهذه الثورة تزداد رسوخاً وقوة وصلابة بفضل قيادة السيد الرئيس بشار الأسد التي تستند إلى إرث نضالي وطني وقومي كبير، تستند إلى قيادة استثنائية للقائد الخالد حافظ الأسد وما تركه من إرث نضالي وفكري وأسس راسخة لبناء سورية الحديثة وحزب عقائدي هو الضمانة الشعبية المتحركة والفاعلة لتعزيز التلاحم بين الشرائح الاجتماعية المختلفة وتصويب الرؤية وتصحيح مسار الرأي العام وتقوية الالتفاف حول مبادئه ورسالته القومية وليعلي البنيان، فالرئيس بشار الأسد جاء ليكمل مسيرة التصحيح الوطنية والقومية وقد نجح في ذلك ببراعة المثقف القومي المناضل المدرك بعمق لحقائق التاريخ ووحدة الأمة وأهدافها، لقد أثبتت ثورة آذار المجيدة قدرتها على متابعة الأحداث والمؤثرات السياسية ولمخططات الأعداء إلى جانب القدرة على التجديد والتطوير واستشراف المستقبل والاحتفاظ بقنوات اتصال وتواصل مع المجتمع وامتلاكها قاعدة شعبية كبيرة. |
|