|
استراحة وقد بلغت قوته 7.3 درجات على مقياس ريختر حيث دمر أغلب منازل العاصمة بور أو برنس، وبلغت شدة زلزال تشيلي 8.8 درجات، وخلال السنوات الأخيرة ضربت الزلازل عدداً من الدول منها تركيا واليونان وتايوان والمكسيك وأمريكا واليابان والصين ومصر. يقع أكثر من 250 زلزالاً في أنحاء متفرقة من العالم كل يوم، وتحدث معظم هذه الزلازل تحت سطح البحر، والزلازل التي تقع على الأرض قليلة الحدوث نسبيًّا، ولا تسبب أضراراً تذكر في معظم الأحوال، على أن الزلازل الكبيرة تعدّ من أكثر الظواهر الطبيعية تدميراً، وبالرغم من أنها نادراً ما تستمرّ لأكثر من ثوانٍ معدودة، إلا أن الطاقة الناجمة عنها يمكن أن تعادل 200 مليون طن من مادة تي إن تي وأكثر عشرة آلاف مرة من طاقة أول قنبلة نووية. وفي التعريف اللغوي للزلازل جاء في المعجم الوسيط من زلزله زلزلة وزلزالا بمعنى هزه وحركه حركة شديدة، وتزلزل اضطرب بالزلزلة، ويعرف العلماء الزلزال هزة أرضية طبيعية تنشأ تحت سطح الأرض. وقد نالت الزلازل اهتمام العلماء العرب عبر التاريخ على اختلاف تخصصاتهم، فيذكر السيوطي في كتابه (كشف الصلصلة عن وصف الزلزلة) التفسير العلمي للزلازل بقوله: إنما يكون كثرة الأبخرة الناشئة عن تأثير الشمس، واجتماعها تحت الأرض، بحيث لا تقاومها برودة حتى تصير ماء، ولا تتحلل بأدنى حرارة لكثرتها، ويكون وجه الأرض صلباً بحيث لا تنفذ البخارات منها، فإذا صعدت ولم تجد منفذاً، اهتزت منها الأرض واضطربت. ويقارب تفسير العلماء العرب التفسيرات العلمية الحديثة لظاهرة الزلازل، تقول إحداها: توجد في باطن الأرض وعلى سطحها تحركات كثيرة، وهذه التحركات تولد قوة أو ضغطاً على الصخور الموجودة ضمن مجال هذه التحركات، وتبدأ عندئذ بالانكسار والتشقق، وتسمى هذه الانكسارات الفوالق الأرضية، ونتيجة لسرعة حركة الانكسار تتحول كمية كبيرة من القوة إلى طاقة حركية على شكل موجات تنتشر في اتجاهات مختلفة من باطن الأرض وعلى سطحها، وتعرف تلك الموجات بالموجات الزلزالية، حيث تُسبب تلك الموجات الدمار والتخريب في المناطق التي تمر من خلالها، وتتفاوت نسبة التدمير على طاقة تلك الموجات الزلزالية، فكلما كانت طاقة الموجات عالية كان الدمار كبيراً لم تشهد سورية خلال القرن الماضي زلازل مدمرة، وتعرضت لزلازل خفيفة إلى متوسطة في معظمها،ومنذ بضع سنوات ذكر بعض الباحثين ممن يدعون العلم بالزلازل أن زلزالا سينزل ببلاد الشام، وجرت آنذاك ندوات حول الزلازل وقامت الحكومة بالتعميم إلى الدوائر الرسمية باتخاذ الاحتياطات اللازمة للتعامل لدرء أخطار الزلازل في حال حدوثها. وقد أصيبت كثير من المدن العربية في عصور بزلزال عنيفة تسببت في دمار الكثير من المناطق وأهلكت العديد من السكان وتأثرت أغلب مدن الشام والمغرب واليمن والعراق والحجاز تأثراً كثيراً من تلك الزلازل، واعتبرها الأقدمون بلاء سببه سوء الأخلاق وفساد الخلق، وبالتالي فهي نوع من العقاب للناس. وتذكر المصادر التاريخية أنه في شهر شعبان من سنة 242هجرية أول كانون الأول سنة 856 ميلادية،أصيب البلاد العربية بزلزلة عظيمة تأثرت منها تونس واليمن وبلاد الشام، وقد وصفها المؤرخون بزلازل منكرة حيث تسببت تلك الزلازل بتقطع الجبال وتشقق الأرض بقدر ما يدخل الرجل في الشق، ودمرت المنازل وأهلكت السكان. وفي سنة 245هجرية 859 ميلادية، ضربت بلاد الشام زلازل مروعة خربت المدن والقلاع والقناطر فأصابت دمشق بأضرار كبيرة ولم يبق من منازل اللاذقية إلا اليسير، ومات معظم أهلها تحت الهدم، ووصلت أضرار تلك الزلزلة إلى مكة المكرمة حيث غارت مياهها. وشهد القرن الخامس الهجري زلازل في فلسطين والحجاز، ففي فلسطين دمرت أغلب مدنها وخاصة الرملة التي خُسفت بأسرها وهلك من أهلها حوالي 25 ألف نسمة، أما الحجاز فأصابت الزلزلة المدينة المنورة فدمرت شرفتين من المسجد النبوي،وزُلزلت كل من خيبر وبدر وينبع ووادي القرى وتيماء وتبوك وتشققت الأرض في تيماء. وتعد سنة 552 هجرية 1157ميلادية من السنوات التي ضربتها الزلازل بشكل قوي ومدمر وخاصة في بلاد الشام، حيث ضربت أغلب مدن الشام وتهدمت منازلها وقلاعها، ومات الكثير من سكانها. ومن شدة وكثرة القتلى في تلك الزلزلة ورد في كتب ذلك الزمن أن مُعلماً كان بمدينة حماة يُعلم صبياناً، وحدث له عارض ففارق المجلس، فحدثت الزلزلة أثناء ذهابه، وسقط البناء على الصبيان وماتوا جميعهم،ولما عاد المعلم ورأى ما حدث جلس عدة أيام أمام البناء المدمر يريد أن يأتي أحدا يسأل عن ابنه فلم يحضر أحدا، بمعنى أن أهالي وذوي هؤلاء الصبيان لقوا حتفهم جميعا. وفي هذه الزلزلة أيضاً دب الرعب في سكان بلاد الشام وجلوا عن منازلهم وذهبوا إلى الأماكن الخالية من البنيان خوفاً على أنفسهم، وباتوا عدة ليال بالصحراء وبجوار البساتين المجاورة للمدن خوفاً وجزعاً من تتابع ضربات تلك الزلازل. وحدثت في سنة 565 هجرية 1170ميلادية زلزلة عظيمة هزت بلاد الشام كافة فتهدمت المنازل والقلاع، وهلك عدد كبير من سكان تلك المدن قدر بثمانين ألفا وقد تبالغ تلك المصادر في تهويل الأضرار والوفيات، إلا أن أضرار الشواهد التاريخية لتلك الزلازل لا تزال ماثلة للعيان في المدن الأثرية حتى يومنا هذا. تاريخها في الشرق العربي زلزال عظيم في مصر هدم عدة مبان وجوامع ومنارة الإسكندرية سنة 702 هـ. *** أقواها في القرن العشرين أتت الزلازل والهزات الأرضية على مدى القرن العشرين على أرواح مئات الآلاف، ولم يحدّ التطور التكنولوجي من الخسائر بالأرواح، لكن العدد انخفض قليلاً خلال الثماني عشرة سنة الماضية ليصل إلى ثمانية آلاف، وهنا عرض تاريخي لأشهر الزلازل: *** ومـــــــــاذا عن مقــــاييــــــــــس درجــــــــــاتها ؟ يعتمد قياس الزلازل على نوعين أساسيين من المقاييس، أولهما يستند إلى الضرر الحاصل عن الزلزال ويسمى مقياس ميركالي وهو مقياس مغلق تتراوح قيمه بين 1 و5 حيث تصف القيم المتدنية بساطة أو عدم حدوث ضرر في حين تعبر القيم المرتفعة عن أضرارٍ بالغة وبالتالي هذا المقياس وصفي وقليل الجدوى من الناحية العلمية. أما المقياس الثاني فهو يعبر عن حجم الزلزال ويدعى بمقياس ريختر وهو مقياس مفتوح تحدد قيمه اعتماداً على اللوغاريتم العشري للسعة العظمى للهزة مقاسةً كجزءٍ بالألف من المليمتر على بعد 100 كلم من المركز السطحي للزلزال. وتحسب درجة الزلزال وفقاً لريختر بفرض أن معدل السعات العظمى للموجات على مسافتين محددتين هو ثابت لجميع الهزات المعتبرة ومستقل عن السمت. وفي الوقت الحالي يوجد العديد من المقاييس المستخدمة كمؤشر على حجم الزلزال، إذ يستخدم المقياس mo للتعبيرعن سعة الأمواج P المسجلة باستخدام راسم الزلازل النظامي وفي مراجع أخرى تدعى بـ mb وهو مقياس للأمواج الباطنية محسوباً على أساس الأمواج الاهتزازية التي تتراوح مدتها بين 0.1 و 3.0 ثانية وعلى مسافة تزيد على 5 درجات جيو سنترية. وبشكلٍ مشابه يستخدم مقياس الأمواج السطحية Ms باعتبار لوغاريتم السعة العظمى لحركة الأرض بفعل الأمواج السطحية التي تبلغ مدتها 18-22 ثانية وذلك للزلازل التي تتوضع على مسافات ما بين 20 و 160 درجة جيو سنترية من محطات الرصد وعمقها أقل من 50 كلم، وعادةً لا تحسب لأعماق أكثر من ذلك. كما يبدو أن مقياس السعة لا توجد له حدود دنيا أو عليا، وتستطيع راسمات الزلازل الحساسة تسجيل زلازل بقيم سالبة، وقد سجلت زلازل وصلت إلى 9 درجات، مثلا زلزال سان فرانسيسكو 1906 كانت درجته على مقياس ريختر 8.25. ويستخدم حالياً مؤشر ميكانيكي يدل على حجم الزلزال يدعى بالعزم الزلزالي وهو معيار يتعلق بالذراع الزاوية للقوى المسببة للانزلاق على الفالق المؤدي لحدوث الزلزال، ويمكن حسابه إما من الأمواج الزلزالية المسجلة وإما من القياس الحقلي لحجم تصدع الفالق،وبالتالي فإن العزم الزلزالي يشكل مقياساً أكثر انتظاماً لحجم الزلزال، كما يوجد أيضاً مقياس استخدم مؤخراً يدعى بدرجة العزم وهو متناسب مع عزم الزلزال ويتعلق بحاصل ضرب مساحة صدع الزلزال بانزلاق الصدع الوسطي على تلك المساحة بمعامل القص لصخور الصدع، وقيم Mw تتقارب مع قيم Ms. كما لا بد من الإشارة إلى مقياس الطاقة Me وهو الشدة المحسوبة من الطاقة الشعاعية باستخدام الطريقة المشروحة قبل عام 1995، وهو مؤشر يعبر عن كمية الضرر الذي قد يحدث، وبمقارنة كمية الطاقة المتحررة لزلزال بقوة سبع درجات فإن الطاقة المنطلقة منه تعادل ثلاثين مرة الطاقة المنطلقة من زلزال قوته ست درجات وتسعمئة مرة (30×30) زلزال قوته خمس درجات. |
|