|
معاً على الطريق وأمريكا هذه - أيها القارئ العزيز- ظاهرة استثنائية في التاريخ العالمي ، عدة أقوام هاجرت إلى مكان مكتشف وأبادت العرق الأصلي ، واستمرت الهجرة إليها مع سبي عبيد إفريقيا وكونت بعد حروب أهلية، دولة فيها حرية الفرد مصانة في الدستور. أمريكا هذه - أيها القارئ العزيز لها عدة وجوه منها السيئة ومنها الحسنة . والوجه الأسوأ لأمريكا أنها قوة امبراطورية ساحقة. والناس لدينا لهم زوايا رؤية مختلفة لأمريكا فكل البسطاء من العرب يرون التقدم الأمريكي ،والأكثرية تحب الهجرة لأمريكا حيث الحياة السعيدة ، وأغلب الناس في بلادنا تكره الوجه القبيح لأمريكا وتعادي سلوكها السياسي تجاه قضايا العرب، وأهمها قضية فلسطين. وزاد عداء الشعب العربي لأمريكا بعد احتلالها العراق وتدمير إنجازاته وتأجيج طائفيته ، واستغلال ثرواته ، وقتل ابنائه. أمريكا بالمفهوم الشعبي عدوة للعرب .ويمكن للعربي أن يرسل أولاده لأمريكا للدراسة ، ويمكن أن يعمل المستحيل من أجل أن يأخذوا الجنسية الأمريكية ، وإذا سألته عن موقفه من هذه الدولة سيقول لك: أمريكا عدوة العرب. ولا أحد يكره الأمريكي كإنسان عادي .الكره لسياسة دولة. وحس الناس عندنا - في علاقتهم بأمريكا - حس سليم، وينطلق من عزة وطنية تجاه دولة - امبراطورية تنال من سيادتنا وعزتنا وكرامتنا. لكن الغريب والعجيب في موقف بعض المشتغلين بالثقافة وهم بالعرف الدارج «مثقفون». إذ إنك تلتقي بمن هم لاحسو لعاب أمريكا ، تأمل مثقفاً يظهر على «الحرة» وهي قناة خصصتها وكالة المخابرات الامريكية لتشكيل وعي ناسنا دعك عن مضمون قوله ،«إن ظهوره في قناة الحرة كافٍ لخلق دعاية لهذه القناة ذات الأهداف القذرة» . تأمل قاتلي أطفال العراق ومؤيدي «اسرائيل» يدعون ثلة من المشتغلين بالشأن الثقافي للاحتفال في سفارتهم فيهرع نفر منهم خفافاً فرحاً بدعوة أكبر مجرمي حرب في التاريخ. تأمل شخصاً ذكراً أو أنثى - ودون خجل أو وجل يطلب تمويلاً من السفارة الامريكية لندوة وينال هذا التمويل - الذي لاندري ماقيمته الفعلية ويرسل الدعوات للمشاركة في هذه الندوة وفيها تأكيد أن الندوة بتمويل السفارة الامريكية . ويقبل بعض المثقفين المشاركة فيها. أيها المثقفون والأكاديميون والدكاترة نحن لانكره أمريكا العلم والمعرفة وحرية الفرد وتنوع الثقافات. نحن نكره أمريكا السياسية الاستعمارية الجديدة ، نكره أمريكا التي دمرت العراق - نكره أمريكا التي تحمي أسوأ كيان عنصري استيطاني إجلائي نازي في تاريخ البشرية ، وهو الكيان الصهيوني البغيض . نكره السياسة الأمريكية التي تحمي أشد النظم استبداداً وظلامية . نكره أمريكا التي هي أكبر المدمرين للطبيعة، اذا لم يكن العداء لسياسة امريكا أحد معايير الحس الوطني فما هو الحس الوطني!؟. يا لاحسي لعاب أمريكا : لايمكن أن تجتمع في إنسان سليم العقل خصلتان : معارض للسُلط العربية ولاحس لعاب أمريكا . فمن هو معارض للسُلط معاد لأمريكا السياسية بالضرورة . كفوا عن هذا السلوك الوضيع واعلموا أن أمريكا صورة لكل صور الاستبداد في هذا العالم. |
|