تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أردتُ أن أحتفي

ملحق ثقافي
2/ 3 / 2010
نضال كرم: وفاجئتني الحياة

على غيرِ موعدٍ بالحضور‏

قفزتُ فوقَ السور‏

وأعلنتُ العصيان‏

صرختُ بظلِّيَ الممتدِّ إلى آخرِ المدى‏

تمزَّقتْ أشرعتي‏

تنَصَّلَ البحرُ من دموعِهِ‏

وغاصتِ الرمالُ في محارة‏

استلَّتِ الذاكرةُ قِصّةً من غابرِ الزمان‏

ورحتُ... أرتقي‏

لأتّقي الحياة...‏

أَلِفْتُ في الصحراءِ عينين‏

وددتُ ألا تشيخا...‏

وألا تتعرَّيا للريحِ القادمة‏

استعرتُ مِنْ شمسِ الصَّباحِ شعاعاً‏

ووعدتُ المساءَ ألا أغيبَ مَعَ الزمان‏

رنوتُ إلى ظلِّيَ الممتدِّ لآخرِ الحكاية‏

ومِنْ بعيدٍ تهادى شالُ حبيبتي الليلكي‏

فشَهِقَ الترابُ وانتفضَ الكمان‏

وحارَ في صوتيَ الغائر‏

نبتتْ على الشَّالِ أزهارُ الجُلَّنار‏

غرزتْ أشواكَها في مَهبِّ الشَّالِ.. فبكى‏

انطفأَ فجأةً الأقحوان‏

اشتهيتُ لنفسيَ انتقالاً آخرَ‏

وشمعةً لا يُطفِئُها لؤمُ الظلمة‏

حتى بالموت...‏

أردتُ أن أحتفي‏

هلَّلتُ.. وُصغْتُ أبهى العبارات‏

رنوتُ إلى الطريقِ المسافرةِ في المدى‏

وقلتُ لي: اكتفِ‏

ولا تحتفِ بما هو قادمٌ مجاناً‏

لا تستعجلِ الموتَ‏

حضِّرْ إذا ما شئتَ الكفَن‏

وارفعْ شاهدةَ القبر‏

لكنْ... لا تفعلْ أكثرَ مِنْ ذلك‏

وغبتُ...‏

في قُصاصاتِ الرؤى‏

أتلمَّسُ موضِعَ الحجارة‏

هنا أخفيتُ واحدةً..‏

وهنا أرخيتُ العباءةَ فوقَ الخسارة‏

علَّ الذي كانَ.... ما كان‏

تحتَ الوسادةِ ربما..‏

وربما خلفَ اللوحةِ المعلَّقة...‏

لم أجدْ ما أخفيتُ متموضِعاً في مكانِهِ‏

كأنَّ أصابعَ الموت‏

اندسَّتْ تحتَ اللِّحاف‏

لتعلنَ النهاية‏

ومضيتُ...‏

أبحثُ عن هويّةٍ جديدةٍ‏

لأدركَ الموت‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية