تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


واثقونَ بما ينبغي أن يكون

ملحق ثقافي
2/ 3 / 2010
إبراهيم الجرادي:قانعونَ بما نحنُ فيهِ!

ونُدْرِكُ‏

ما سوفَ‏

يأتي‏

غداً!!‏

قانعونَ بما نحن فيه!!!‏

نعيشُ على طَـرَفِ الوقتِ ، نصطاد ريحاً، ونتركَ أحلامنا تستطيلُ على ضفتّيها ، كأنّا نغادرُ بيتاً على طرفِ الكـونِ، نرفوَ أسـماءَنا ثم نـأوي إليـها ، ندامى على حافةِ اليُـتمِ ، نغسـلُ أرواحنا برذاذ الأسـيدِ، ونأتي ظـلالاً تقومُ على شجرٍ يابسٍ ويتيمٍ ، سنزرعُ أسلافنا فوق وحل الرصيفِ، ونبني متاريسَ في جَبـْهَة الشـعر كيْ نحتمْي مِنْ جنودِ الكلامِ ، ونغوي النساءَ بما يشبه الشِعَر: أشيَاءُ غامضَـةٌ وهسيسٌ ، حديثٌ عن الطقسِ ، عن نكهـةِ النومِ عند الظهيـرةِ ، عن زوجةٍ تركت زوجـها خيـفةً من صريرِ السـريرِ، وعن أزمة القلبِ ، تلكَ التي حَضَرتْ في المكانِ المناسـب والوقتِ، عن شـاعرٍ وطنـيٍّ كثـيراً ، كان يبكي قليلاً ، إذا ما رأى في الطريقِ شريداً ، يسـمي القصيـدة سكنى ومأوى، وينسجُ بيـتاً من الشعر كي يسكنَ، اليوم، فيه!‏

حالمونَ تماماً ، ويجمعُنا خبزُنا والأغاني العراقيّةُ النائـِحَةْ‏

واثقونَ‏

بما‏

ينبغي‏

أنْ‏

يكون:‏

الخــديعـةُ مجــدُ الكسـالى الذيــن أتوا مــن براثنِ إيمــانهْـم‏

والخديــعةُ إرْثٌ جميـــلٌ ، كمــا الشـعرُ و المـالُ و الخيــلُ والنسوةُ المثقلاتُ بما منح الله.والنسبُ العائلي.. إلخ.. إلخ‏

أما آن لي أنْ أكونَ قريباً‏

من النثرِ‏

أمضي بعيداً‏

إلى آخرِ الشِعْرِ‏

أنْ أستقيلَ من الوصْفِ‏

أنْ أسَتريحَ قليلاً‏

على الضفتينِ‏

و أغفو..‏

ومِنْ قاتلينِ على مَحْمَلِ العفوِ‏

أنثاي تمشي على بُعدِ شخصين :‏

أنا‏

ثم‏

هذا‏

العفيفُ الـ....‏

الجبانُ الجسورُ‏

الصدوقُ الغريبُ‏

الرحيمُ الرجيم‏

الشقيُّ الـ....‏

الموشى بأوصافه والمسمى : الجرادي‏

الجرادي الذي صار ينأى عن الصخب الأبجديِّ‏

قريباً من النبعِ‏

أو.....؟؟‏

أنثـــاهُ أَبــْعَدُ من شُــرفةٍ فــي أعــالي الســماءِ‏

وأُنثـــاي أقربُ مِنْ طَــرْقــةِ الضــوءِ في المــاءِ‏

أنثـــاي تـعطــي المســـاءَ الأخيـــر مفاتــنـَــــــهـا‏

وأنثــاهُ أفعى‏

تخشُّ الرغائبُ في جيب شاعرها كالنـقودِ‏

يُريدُ مكاناً قصّياً‏

يفيضُ عليهِ‏

بأنثى تُفَكِكُ أعضاءَها في يديه.‏

يـقولُ الـذي كـان يمشي على حِكمةٍ فــي الطـريــق:‏

زوجاتُنا لا يُردْن لنا‏

ما نريد لهنَّ!‏

أبناؤنا مثلُنا‏

ينـــامونَ فجـــراً على صــوتِ أعضائــهم‏

ثُمَّ يمضونَ ، صُبحاً، إلى حيثُ لا يرغبون،‏

حفـاةَ الرغائبِ ، يمشــون مثــــلَ الســراةِ‏

القريــبُ لديــهم على بُـعْد يومينِ من أمـلٍ‏

باطلٍ / حيــارى جســورونَ / أو تائــهونَ‏

على مَحْمل الشِـعر‏

أولادُنا مثلُنا / نحن : أبناؤهم‏

يخطئون، كما يخطئُ،الآنَ، شيخُ القصيدةِ:‏

لا يرغبـــونَ بـلاداً ســـوى ما يــرونَ بعيــداً‏

ولا يرغبون وصيّاً على عرشِ أوهامهمِ غيرُ أوهامهم.‏

أولادنا / مثلنا‏

حييّونَ حيناً‏

وحيناً يفيضونَ يأســاً ، كما شــاعر اليــأس‏

يعلنُ عن نفسهِ:‏

أنيقون جداً‏

و حيناً جميلون جداً كتيم الحسنْ‏

و وقتاً يقيسون أوجاعهم تحت شمس الفجيعة..‏

هبّتْ‏

عليهم‏

رياح‏

السموم‏

فباتوا على بعد نعْشين من أهلِهمْ،‏

كأعمى‏

يبصبص في بهو أحلامهِ‏

لم أغادر حنيني إليهم‏

استغثت بشعبي‏

الذي كان رخواً يئنُّ، كما أنَّ في الأذن صوت السراب‏

فكان الأسى،‏

مثلَ أشعارنا،‏

مفعماً بالعذاب.‏

بعد هذا الرحيل الطويل‏

المأتم محشوةٌ بذويها كخيش قديم‏

ورائحة الباطلِ المستريحِ‏

تفيض علينا حضوراً بهيّاً وأسلاكَ شائكةٍ‏

سنقسمُ الآن سوف نقتسم، الآن‏

أوهامَنا‏

بالتساوي‏

تماماً كما يفعل القائمون علينا‏

قانعونَ بما نحنُ فيه!‏

وندركُ‏

ما‏

سوفَ‏

يجري‏

غداً !!‏

قانعونَ بما نحنُ فيه !!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية