|
ملحق ثقافي رأيت الأرض وهي تفتح صدرها كالأم الحنون وقد حفظت في جوفها الأسرار و شهدت زماناً من العهود. شعرت بالراحة، فأنا الآن في عالم منعزل، هربت من الحياة، وانشغلت بالتأمل وكم كنت بحاجة لمثل هذه العزلة، أمجد فيها عظمة الخالق عند طلوع الشمس وعند غروبها. وحيث امتدت الأشعة الذهبية كالقلائد المرجانية..تطوف مع الشروق.. تعبر عن الأمل والحياة.. حان موعد رحيلها..فأحتفل الأطلسي بقدومها، أبحرت على سطحه وهي تسحب أذيالها بكبرياء. فتحت جهاز الموسيقى فانبعثت ألحان شتراوس. تناولت كتاب» تاريخ الولايات المتحدة» من حقيبتي لأتعرف إلى نشأة الأمة الأمريكية، فوجدت القصة من أعجب قصص التاريخ على حداثة نشأتها. كانت تجلس إلى جانبي سيدة وكم ترددت في التحدث إليها..ماذا أقول لها؟ هل أحدثها عن أمريكا وأساليبها في التدمير؟ قد تكون أمريكية..أم أصف «إسرائيل» في أطماعها في بلادنا العربية وقد تكون صهيونية!. تابعت القراءة.. وأنا أقارن بين تاريخنا وتاريخهم. مسحت الدمع وأنا أقرأ. تحركت الأحرف على الصفحة.. وانتصبت أمامي البلاد العربية مدينة، مدينة.. بآثارها وقصورها، بجبالها وسهولها وقد اجتمعت تحت لواء واحد. وقلت في نفسي: لقد أضاعت الأمة التي حملت لواء المحبة والسلام معنى التآلف!! توقفت عن القراءة، قلّبت معاني الكلمات، وأنا أحلم من فوق السحاب بوحدة عربية شاملة، تضم أمتنا العربية من المحيط إلى الخليج. كاتبة سورية مغتربة |
|