تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الماتريدي

ملحق ثقافي
2/ 3 / 2010
عقبة زيدان: درس علوم التفسير والتأويل، وعلم الكلام. وأخذ أصول تكوين عقيدته الماتريدية عن أبي حنيفة وعن المعتزلة،

الذين وصلت أفكارهم إلى خراسان وما وراء النهر، عن طريق أبي القاسم البلخي. ورغم شيوع التطرف العقلي والسلفي في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري، فقد حاول التوفيق بين العقل والنقل، وكان أكثر انحيازاً إلى العقل.‏

ينسب أبو منصور الماتريدي إلى بلده ماتريد، التي ولد فيها حوالي عام 245 للهجرة. عرف في العالم العربي، رغم أنه لم يذهب إلى الشرق، وكان السبب في شهرته أفكاره التي وصلت إلى المعتزلة، وشاعت بقوة، وصدرته كأحد أكبر المعتزلة والمتكلمين.‏

عاصر أبا الحسن الأشعري، الذي كان إمام أهل المشرق في التوسط بين العقل والنقل، آنذاك، وكان هو إماماً في بلاد ما وراء النهر. لم يتنقّل بين المذاهب كما فعل الأشعري، بل كان عقائدياً أصلاً يصدر عن عقيدة الإمام أبي حنيفة في كتابه المشهور «الفقه الأكبر».‏

في كتابه «التوحيد» يرجع الماتريدي أصل عقيدته إلى أبي حنيفة، حيث درس على بعض الأساتذة الذين ينتمون إلى عقيدة أبي حنيفة، ومنهم ابن مقاتل الرازي ونصير بن يحيى البلخي، اللذين أثرا فيه مباشرة، ومن خلالهما انتسب إلى مذهب أبي حنيفة. وفيما بعد عمل على تدقيق العقيدة وتنظيم الجانبين الفقهي والكلامي، وبذلك أسس العقيدة الماتريدية في المنهج والبرهان والحجج، ورأى كثيرون أن الماتريدية توازي عقيدة الأشعرية في المشرق العربي، وإن كانت أقل انتشاراً. ويقول بروكلمان: «إن الماتريدي قد أصلح علم الكلام على أساس فلسفي».‏

اتبع تلامذة كثيرون في سمرقند تلك العقيدة الجديدة، وعملوا على ترويجها، وكان أكثرهم شهرة إسحاق بن محمد بن إسماعيل السمرقندي وعلي بن سعيد وعبد الكريم بن موسى البزدوي.‏

عاش الماتريدي عمره كله في سمرقند، وتوفي فيها سنة 333 للهجرة، ودفن فيها، وهو في العقد العاشر من عمره، أي أنه اقترب من عمر المائة.‏

كتب أبو منصور الماتريدي عدداً من المؤلفات، اختلف في نسب بعضها إليه، ربما بسبب المنهج الذي اتبعه تلاميذه من بعده، والذي تشابه إلى حد كبير مع مؤلفاته. وترك مؤلفات موثقة أنها تنسب إليه، وأنه هو الذي كتبها، مثل: شرح الفقه الأكبر المنسوب للإمام أبي حنيفة، كتاب التوحيد.‏

okbazeidan@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية