|
فضائيات بداية أوضح مقدم البرنامج إيلي ناكوزي نيته طرح أسئلة على ضيفه الأمريكي تتعلق بالعراق ولبنان وإيران..على نحو يوحي للمشاهد بأنه سيكون أمام مواجهة إعلامية مع بوش لا تقل ضراوتها عن حروب هذا الأخير في العالم, إلا أن تلك الأسئلة سرعان ما بدت منظمة ومركبة بطريقة تدفع العاقل للسؤال, من وضع الأسئلة لبوش, قناة العربية أم بوش نفسه, ولعله كلاهما معاً..?! فالمشاهد لن يجد في أسئلة ناكوزي سوى تلك تصب في مصلحة بوش على ألا تحصره في خانة عدم القدرة على الإتيان بإجابات مقنعة, وفي كل الأحوال لم تكن إجابات بوش سوى حجج من كذب الكذبة وصدقها, فنجده في معرض رده عن سؤال حول قرار الحرب على العراق, يبرر الحرب بظهور أوراق تثبت أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين (كان يسعى) وراء أسلحة دمار شامل , في حين أن تبرير بوش نفسه كان قبيل الحرب هو تأكيد وجود الأسلحة..وهو الأمر الذي تجاهله المقدم ناكوزي على الأقل كان بوسعه سؤال بوش فيما إذا كانت تلك الأوراق سبباً كافياً لحرب دمرت العراق و قتلت الآلاف..وربما سؤاله فيما إذا كانت سبباً لاستمرار أعمال العنف الأمريكي في العراق..إلا أن المصالح المشتركة بين الطرفين فرضت على ما يبدو تلك الأسئلة المضللة من خلال سعيها لإظهار براءة أمريكا من كل دمار سببته في العالم تحت حجة السلام. في موضع آخر من حوار المجاملات والتبريرات الكاذبة سأل مقدم العربية , جورج بوش, عن المرشح المفضل بالنسبة له لرئاسة لبنان? فأجابه بوش ببراءة بعدم وجود مرشح مفضل فهو (يؤمن بالديمقراطية والمهم أمن البلد), ولكن بوش أبدى خوفه وقلقه (الأبوي) من دول الجوار التي تحاول (زعزعة الأمن في المنطقة).. ?! في كلام آخر لبوش, لم يكف فيه عن التعبير عن اعتزازه وفخره بالشعب العراقي, أكد بوش أنه سينجح في تحقيق (الحرية والديمقراطية) في العراق, كما لو أن معركة العراق من أجل نيل حريته هي مع محتل آخر غير الأمريكي, ولم ينس بوش في معرض حديثه على الديمقراطية والحريات وحقوق الشعوب والسلام , كيل المديح لقناة العربية التي تعتبر ممن يؤمنون بكل ما سبق. المفارقة أنه في الوقت الذي كان يعرض هذا اللقاء, كانت نشرات الأخبار على القنوات الأخرى تتناقل خبراً يتعلق بتقسيم العراق وسقوط عشرات من العراقيين بينهم أطفال ونساء نتيجة قصف أمريكي أو تفجير...?ّ إلا أنه رغم ذلك كانت ابتسامة الرضا والتأييد ترتسم على وجه المذيع المقتنع والمنبهر بحديث بوش, قبل أن ينهي لقائه معه بكلمة شكر لبوش, مضيفاً: (كنت كريماً معنا أيضاً في الوقت, شكراً لك على هذه الفرصة وآمل أن نلتقي في وقت جديد نكون وتكون أنت أيضاً حققت بعض المكاسب الديمقراطية لمنطقتنا العربية..), ولعله لم يبقى أمام المذيع ناكوزي سوى أن يقول لبوش (بركاتك يا شيخ بوش)...حقاً: إن لم تستح فافعل ما شئت. |
|