|
صفحة ساخرة والدكتورين جميل صليبا وكامل عياد وقد صدر العدد الأول منها في 5 نيسان سنة .1933 وأسعدني الحظ أنني تشرفت بمعرفته في سنواته الأخيرة ولذلك حديث آخر فأهداني كتابيه الاثنين (حكاية البيت الشامي الكبير) و(عاشها كلها) الطريف أن أحدهم استعار مني الكتاب الأول فاختفى- وهذا من أسباب أني بت لا أعير كتابا ولو.. لعيني- لكني بقيت أبحث عنه حتى اقتنيته من إحدى مكتبات الرصيف وله كتاب ثالث بالفرنسية (الأسرة الإسلامية في سورية) هو أطروحته للدكتوراه عام 1933 في كتابه الثاني (عاشها كلها) يتحدث عن التعليم في مستهل القرن العشرين- وهو من مواليد 1901 فيفصل الحديث عن (الكتّاب) و(الخجا) والشيختين فاطمة وأمينة الكلاس اللتين كرستا حياتهما لتقرئة القران وتعليم القراءة والكتابة والحساب للألوف من فتيان (الصالحية) وفتياتها إلا أن أحمد حلمي العلاف في كتابه: »دمشق في مطلع القرآن العشرين) يقدم نموذجا آخر مختلفا من شيوخ المكاتب القرآنية »الكتّاب) فهم »لا يحسنون إلا قراءة الأسلوب في كتابة القرآن الكريم, أما الكتابة الرسمية فكانوا يجهلونها!!). ويروي العلاف نادرة مؤداها أن امرأة تلقت رسالة من زوجها يقول لها فيها: إنه بخير وإنه جمع كمية من المال وسيحضر إلى دمشق مع إحدى القوافل, فحملت المرأة الرسالة وقصدت شيخ »الكتّاب) الذي يدرس فيه طفلها, متوسلة إليه أن يخبرها عما تضمنته الرسالة » أخذ الظرف وفتحه وأخرج الكتاب وراح يتأمل به ويهز رأسه ويتمتم ويتعجب ويتأوه ويتألم فوقعت أوضاعه من نفس المرأة في مكان الريبة والخوف على زوجها أن يكون مصابا بما يؤلم) وأخذ الشيخ يتباكى فأيقنت أن في الأمر حادثا مؤلما, وعندئذ سألت الشيخ: هل أولول فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله, ولولي يا أختي, الله يعينك! فأخذت الرسالة ومضت تولول بين الناس في الأسواق حتى تقدم أحدهم لقراءة الرسالة فأعلمها أن المكتوب لا يخبر بوفاة زوجها, وأنه بخير فكفكفت دموعها وعادت إلى الشيخ وفي يدها حذاؤها. لهذا كان يتباهى من يعرف القراءة والكتابة بأن يضع القلم في أذنه والدواة في زناره ويمشي عرضا بين الناس في الأسواق فهو كاتب قارىء. |
|