|
صفحة ساخرة لقد كانت وراء قراري أسباب وأسباب أهمها الإهمال والانصراف إلى محادثة الجيران وعدم الاعتناء بي وبطعامي وبملابسي, كانت تعرف أنها مخطئة فلوت عنقها وهي تبكي وقالت: الله يسامحك, ولم تفعل شيئاً سوى أنها رمت إليّ بمفتاح البيت بناء على طلبي, كنت معتاداً على الاستحمام كل صباح عندما استيقظ في السابعة تماماً, أمضي في البانيو نصف ساعة أتلذذ بالماء الفاتر, ثم أغسل شعري وجسدي وأنشفهما وأخرج لألبس, وفي هذا الصباح بعد الليلة التي طلقت فيها زوجتي فعلت الشيء نفسه ومددت يدي نحو درج المناشف فلم أجد أي منشفة, فخرجت عارياً أبحث عن ملابسي فلم أجد حتى ولا جورباً واحداً. اختفت المناشف والثياب من بيتي, فأدركت أن مطلقتي قد جاءت في الفترة التي أمضيتها في البانيو وأخذت كل شيء, وهززت كتفي كأنني لا أبالي, وهرعت إلى الهاتف فإذا بي أكتشف أنه بلا حرارة, وأسقط في يدي, واسودت الدنيا في عيني وقلت: عملتها فيّ هذه الماكرة الخبيثة! أمن شيء قليل طلقتها? ضربت أخماساً بأسداس وقلت ماذا أفعل وعملي ينتظرني? كيف أتصرف? وهل بإمكاني الخروج بالزلط, كما خلقني ربي!? وجلست أفكر بوسيلة تنقذني من ورطتي التي لا مثيل لها في العالم, أخيراً هداني تفكيري فأتيت إلى ستارة الصالون فنزعتها من مكانها ولففت جسدي بها وخرجت ولم أنس أن أحمل مفتاح البيت رآني جاري في ذلك المشهد وقال لي: بسيطة بسيطة ثم راح يتمتم بينه وبين نفسه: الله يثبت علينا العقل والدين. حاولت أن أشرح له مصيبتي, فلم يصدقها وقال مهوناً الأمر علي كأنه يشعر بأنني فقدت عقلي: بسيطة بسيطة كلنا لها. وفي زحمة انهماكي بالنزول على الدرج نسيت أن أسأله إعارتي بزة وقميصاً وجوربين وحذاء,وهذا ما فعلته مع جاري الساكن في الطابق الأول الذي دققت بابه, فرحب بي وقال: تأمر هذه أفضل بزاتي وهذا قميص جديد, وإليك جوربان وحذاء لم ألبسها من قبل. نحن جيران والنبي وصى بسابع جار, فأخذت البزة ولبستها. كان جاري قصيراً فلم يصل البنطال إلا إلى ركبتي وكان الحذاء ضيقاً ومع ذلك لبست كل الثياب واتجهت نحو بيت أهل زوجتي ودققت الباب ففتحت هي. ولما رأتني ضحكت وقالت: بسيطة هالمرة دبرتها, الله يعينك على المرات القادمة! لم أتكلم قط بل كورت بصقة وقذفتها في وجهها وقلت إليك يا ماكرة ومجنون يحكي وعاقل يسمع. |
|