|
اقتصاديات وأفادت آخر الإحصائيات والتقارير الصادرة عن جهات رسمية أميركية أن الاقتصاد ا لأميركي سقط ضحية عاصفة أزمة الرهن العقاري الثانوي الذي انعكس أزمة في أسواق المال دفعت المصارف المركزية في أنحاء مختلفة من العالم إلى التدخل, كما أن الاحتياطي الفيدرالي اضطر إلى خفض سعر الفائدة ما انعكس سلباً على أسعار الدولار الذي تراجع من جديد أمام العملات الخارجية وخصوصاً اليورو الذي سجل ارتفاعات قياسية جديدة. ونقلت وكالات الأنباء عن محللين أميركيين قولهم: إن هذه التطورات السلبية ستؤدي إلى تراجع ملحوظ في معدل النمو الأميركي في الربع الثالث من هذا العام الذي انتهى بنهاية شهر أيلول, ورجح المحللون الاقتصاديون ألا تتجاوز نسب النمو بين تموز وأيلول مستوى 2,4% على أن تظل في الشهور الثلاثة الأخيرة من السنة عند مستوى 2,5% وهو تراجع كبير ربما لا تكون الجهات الرسمية قد استعدت له. وأشار هؤلاء المحللون إلى أن خطورة هذه التطورات السلبية تكمن في احتمال إجبار أسواق المال والمستثمرين ورجال الأعمال على لجم إنفاقهم الاستثماري لفترة بسبب الأجواء غير المشجعة, ما يدفع البلاد إلى الانزلاق في أتون حالة من الانكماش تنهي دورة التوسع التي بدأت قبل ستة أعوام. لكن ليس هذا هو الخطر الوحيد الذي يتهدد أكبر اقتصاد عالمي, والذي يؤثر على غيره من الاقتصادات بسبب الوشائج التي خلقتها العولمة, بل إن شبح أزمة الرهن العقاري يحوم الآن في سماء بريطانيا, فقد نقلت وكالة رويترز عن خبراء بريطانيين عدم استبعادهم أن تصل أزمة القروض العقارية إلى بلادهم ونقلت ال bbc عن دراسة حديثة أن ما يرفع احتمال أن تتذوق بريطانيا مرارة الأزمة على هذا الصعيد واقعة أن نمو أسعار المنازل في بريطانيا حققت معدلات خجولة جداً في السنوات الأخيرة, ويأتي الخوف من حدوث أزمة في قطاع الرهن العقاري في بريطانيا ليزيد من حدة المصاعب التي يواجهها الاقتصاد العالمي بعد الأزمة التي عصفت بهذا القطاع في الولايات المتحدة خلال أشهر الصيف الماضي, مستنداً إلى الآتي: أولاً, رفع بنك إنكلترا أسعار الفائدة يثقل كامل المتقرضين وربما يجعلهم في وضع لا يتمكنون معه من الوفاء بالتزاماتهم أمام البنوك, وهذا عادة يشكل المدخل إلى الأزمة ومن ثم الانهيار, ذلك أن البريطانيين الذين حصلوا على قروض عقارية لشراء منازلهم قبل رفع أسعار الفائدة قد يواجهون صدمة في التسديد, كما يقول الخبراء البريطانيون, نظراً إلى ارتفاع أسعار الفائدة الاضطرابات في أسواق الائتمان التي زادت تكلفة قروضهم, ونقل عن مؤسسة (ستاندر أندبوز) للتصنيف الائتماني قولها إن (المقترضين الذين حصلوا على قروض بفائدة ثابتة لسنتين اعتباراً من أواخر عام 2005 سيواجهون إحدى أكبر صدمات التسديد منذ التسعينيات حتى لو تمكنوا من الدفع. ثانياً, غالبية قروض الرهن العقاري في بريطانيا قصيرة الأجل وذات فائدة ثابتة, وستعدل الأسعار إلى الأعلى خلال ا لأشهر القليلة المقبلة, وهذا بدوره يجعل وضع المقترضين صعباً وقدرتهم على السداد مشكوكاً فيها. ثالثاً, الاضطرابات المالية التي نجمت عن أزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة أدت إلى نقص في الائتمان, أي تراجع المصارف المستعدة للاقراض بالشروط المعمول بها سابقاً, وهذا بدوره رفع كلفة التمويل أكثر من سعر الفائدة الأساسي. وهذه سيكون لها وقع حاد على أصحاب القروض العقارية الذين لا يتمتعون بجدارة ائتمانية عالية. هذه العوامل مجتمعة ترجح أن تحدث أزمة قطاع الرهن العقاري في بريطانيا, وقد تمتد إلى دول أوروبية أخرى, وكل ذلك ستكون له عواقب سيئة على الاقتصاد العالمي. |
|