|
معاً على الطريق مرحى لحاتم علي الذي كان حاسما في الحرص على تجويد الديكور والمكياج وفي المهارة في (إدارة الممثلين) وفي توظيف (التفاصيل الدقيقة) وفي (رشاقة الإيقاع الداخلي) وفي البعد عن (المطمطة) ومرحى لتيم حسن الذي جعلنا نحب الملك فاروق وللمؤلفة المبدعة د.لميس جابر التي أقنعتنا بالمقدمة المنطقية التي يستقيها المشاهد ومرحى لكل من شارك بهذا المسلسل من نجوم التمثيل الذين ازدادوا فيه نجومية حتى من كانوا في الدرجة الثانية والثالثة وقفزوا قفزة واحدة جعلت أقدامهم أكثر رسوخا, ومرحى للفنيين جميعا الذين اتقنوا عملهم اتقانا لافتا ومرحى للشركة المنتجة التي تبنت هذا العمل الرمضاني وجعلت المسلسلات الأخرى تبدو أقزاما. يشبه أحد الدارسين الوطن العربي بنسر قلبه مصر والسودان وجناحاه المشرق والمغرب ونحن كما كان يرى ابراهيم عبد القادر المازني وسواه الكثيرون أن مصر وسورية جزء من الأمة العربية. عندما قوي شأن محمد علي باشا (جد فاروق) اضطر السلطان العثماني مكرها أن يمنحه ولاية مصر والسودان إرثا له ولأولاده فأرسل محمد علي البعثات العسكرية والأدبية والفنية الى فرنسا وأسس دولة عصرية مرهوبة الجانب انفصلت عن استانبول بقدم راسخة ووضعت أسسا متينة لنهضة عربية شاملة يرى الدارسون أنها انطلقت منذ منتصف القرن التاسع عشر وأخذت مصر تحتضن رجال السياسة والفن الذين قدموا إليها من الشام يحتمون بها, وسنقتصر على ذكر الرواد الأوائل الذين ساهموا مساهمات فعالة في بناء تلك الحضارة الشامخة, من هؤلاء: الدمشقي أبو خليل القباني (1833-1903) رائد المسرح الغنائي بعد أن أخذت السلطات العثمانية تلاحقه وهو الذي ألف عددا من الموشحات والأغاني التي لا يزال يرددها كبار المطربين العرب حتى الآن (يا مال الشام) (يا طيرة طيري يا حمامة). واللبناني جورج أبيض (1880-1959) السينمائي والمسرحي وأول نقيب للممثلين في مصر, وزكي طليمات (1894-1982) الذي ولد في القاهرة من أصل سوري من حمص وهو الذي أسس المسرح القومي في مصر وساهم بتأسيس المسرح في بعض البلاد العربية كتونس والكويت واخرج مسرحيات مهمة منها (أهل الكهف) لتوفيق الحكيم, و(تاجر البندقية) لشكسبير ومنهم الممثل اللبناني الكوميدي الشهير بشارة واكيم. ومنهم النجم السينمائي والمخرج الكبير أنور وجدي (1923-1955) وهو من أصل سوري من حلب ينتمي الى عائلة الفتال من وسط تجاري. ومن نجوم الطرب والسينما الكبار فريد الأطرش وأخته اسمهان ومنهم الثنائي المجدد ضياء وندى ومنهم المطربة الكبيرة فايزة أحمد. إن حاتم علي وتيم حسن لم يأتيا من فراغ لقد جاءا بعد أن حقق كل منهما حضورا متميزا في المجال المحلي والعربي وها هما يقفان كلاهما على أكتاف تلك الكوكبة من السابقين. سئل جورج برناردشو مرة أين أنت من شكسبير? قال إنني أقف على أكتافه. anhijazi@loola.dy |
|