|
موقع: GLOBAL RESERCH هذا ما قاله لورانس فلفل عميد مدرسة ماساتشوستس للقانون في اندوفر الذي يضيف :إننا في الحقيقة أمة تحب السلام وتكره الحروب، لكن الرسالة التي تصل للعالم هي على النقيض من هذا، وذلك بفضل سياسات الادارات الاميركية وما يروج له إعلامنا . منذ الحرب العالمية الثانية ، خاضت الولايات المتحدة عشرات الحروب مثل الحرب الكورية وفيتنام وحرب الخليج الاولى وافغانستان وحرب الخليج الثانية في العراق، اضافة الى حروب سرية في كل من لاووس وكامبوديا. كما انها احتلت وضربت بالقنابل وعزلت اقتصاديا بنما وغرينادا وكوبا وهاييتي والصومال والسودان والبوسنة وكوسفو وصربيا وليبيا واعلنت حربا عالمية على من تنعتهم بالارهابيين، الذين لم يتم تحديدهم على وجه الدقة . «لو كانت الولايات المتحدة رجلا وليست دولة، لقلنا ربما انه مصاب بالفصام أو على الاقل مختل عقلياً. انه يحب السلام ولكن له سجل حافل بالحروب وإيذاء الشعوب». هذا ما كتبه فلفل في « ذا لونغ تيرم فيو ». ويشير فلفل الى ان الولايات المتحدة تنفق اليوم على التسلح أكثر من كل دول العالم مجتمعة بما فيها الدول الـ21 الأكثر انفاقا في العالم مثل الصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان واسرائيل . ويضيف ان الاميركيين لا يظهرون فقط في كل حرب، بل يعتقدون انهم يقاتلون في القضايا المهمة الملحة والعادلة. «نعتقد اننا نحارب على الدوام لأسباب ضرورية ولخدمة الآخرين ومن أجل نشر الديمقراطية والحرية ولو على حساب رفاهيتنا الاقتصادية» . لكن الحقيقة لا يمكن ان تظل غائبة للأبد لأننا لو واصلنا السير في هذا الطريق، فإن صورتنا سوف تزداد سوءا في العالم. بالطبع ، معظم دول العالم لا تنظر الينا كدعاة سلام . والصورة السلبية عن الولايات المتحدة التي خلفتها حرب الخليج الثانية لدى الرأي العام هي خلاف ما كانت اداراتنا تحاول تسويقه. تلك الحرب جعلت المسلمين والشارع العربي يكرهوننا اكثر من أي وقت مضى. ولعل التدقيق في الاسباب الحقيقية التي تجعل الولايات المتحدة تندفع باتجاه خوض الحروب يكشف أن في مقدمتها تحقيق مصالحها الاقتصادية العالمية ورغبتها في الحفاظ على تفوقها العسكري في العالم، والحماسة والتمجيد الذي تظهره الصحافة للحرب، اضافة طبعا الى غباء قادة الأمة والفشل في محاكمتهم لاقترافهم جرائم حرب وعدم القدرة على التعلم من أخطاء الماضي. اذاً، السبب الاول هو تحقيق مصالحنا الاقتصادية، أو ما يصح تسميته الامبريالية الاقتصادية. ففي عام 1898 لاحظ الأميركيون ان قدرة الامة على الانتاج تجاوزت قدرة السوق الداخلية على الاستهلاك، واحتاج الاقتصاد الى الاسواق الخارجية ومحطات الفحم من اجل سفن اسطولنا البحري المقاتلة التي تحمي تجارتنا في الخارج. ومنذ ذلك الوقت لم يتغير شيء أبدا باستثناء أننا اليوم نسمي هذه الحالة العولمة، وندافع عنها كونها حسب زعمنا، تجلب الاموال للجميع الا انها في الواقع قد اضرت كثيراً بالدول الفقيرة وجعلتها أكثر فقراً. حرب الخليج الأولى شنت من أجل النفط وليس من أجل وقف الاستبداد بالرغم من ان الرئيس بوش الاب حاول تصويرها على انها حرب من أجل الحرية في الكويت. لقد كانت حربا من جانب واحد في أفضل الأحوال. اإن الكثير من الامريكيين ان لم يكن أغلبيتهم غير قادرين على الاعتراف بأننا قوة امبريالية، ولكننا كذلك منذ عام 1898(سنة الحرب الأميركية الاسبانية ). ينبغي علينا نحن وليس على أعدائنا إنهاء هذه السياسة التي تقوم بها دولتنا منذ قرابة المئة عام. وكما قالها مرة الرئيس لنكولن إذا أصبح الدمار قدرنا ، فعلينا نحن أنفسنا ان نكون صناعه والقادرين على إنهائه كأمة من الرجال الأحرار. يجب ان نعيش هكذا على الدوام أو ننتحر» . فالحقيقة التي نخلص إليها إذاً هي أن الولايات المتحدة دولة تحب الحروب كثيرا وتخوض عمليات عسكرية على الدوام . تقتل كثيرا من الناس لأسباب كثيرة تعود عليها بنتائج سيئة وليست جيدة، وقد آن الأوان كي تقف مع نفسها وقفة صادقة وتصارح شعبها، وتسمي الأشياء بأسمائها الحقيقية . |
|